«الموالين والشبيحة»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
سطر ٥٥: سطر ٥٥:
  
 
[https://www.syria.tv/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D9%91%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9%D8%9F?fbclid=IwY2xjawG59dlleHRuA2FlbQIxMQABHe1kiNieggmCKoTMqccxUwk_h6QeS6uKkQDNyZ0GwclC7QqlplpyQx5xRA_aem_qmsUc2_yfzqF-Lf6PzT8Tw الشبّيحة: الانتحار الجماعي أم انتحار الجماعة؟]
 
[https://www.syria.tv/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D9%91%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9%D8%9F?fbclid=IwY2xjawG59dlleHRuA2FlbQIxMQABHe1kiNieggmCKoTMqccxUwk_h6QeS6uKkQDNyZ0GwclC7QqlplpyQx5xRA_aem_qmsUc2_yfzqF-Lf6PzT8Tw الشبّيحة: الانتحار الجماعي أم انتحار الجماعة؟]
 +
 +
=11 كانون الأول 2018، تعليق على المقالة السابقة (الانتحار الجماعي أو انتحار الجماعة)=
 +
 +
تعقيبا على اعادتي لتوزيع المقالة ادناه، قال لي الاخ باسل حافظ المعارض دائما لاقوالي في تحليل وحل الازمة السورية:
 +
"أستاذ نظير  من يومين انتقدت العالم اللي  بتركز  على عصبية طائفية ما ترتكز لها أجهزة المخابرات السورية وعارضت الكلام عن أي دور  للهويات الطائفية في سياق الصراع السوري ..والأن تبنى أو يبدو بأنك  متبني مادة كاتبها يقول صراحة ( وأنا أتفق مع ما يقوله  ) بأن الجماعة الأهلية الطائفية المساندة للنظام تتفوق عليه بالدموية ودعوات الثأر من معارضيه وتطالب بسحقهم هم وبيئاتهم الاجتماعية ؟"
 +
وهذا هو ردي الذي اعيد قوله من سنوات واتمنى ان شرحي له قد تحسن:
 +
" يا اخي انت دائما ابيض اسود. العصبية الطائفية التي تتكلم عنها موجودة، بالطبع موجودة وتلعب دور. لكن الخلاف هو اين تضع العصبية في المنظومة كلها حتى تستطيع تفكيكها. انت تقول ان العصبية العلوية هي الاساس وانها انتجت الدولة وان القضاء على العصبية هو اساس وقف القمع وتفكيك دولة القمع. اما انا فاقول ان الدولة هي التي انتجت الطائفية واستغلتها في بناء مؤسسات القمع، وان الاساس هو المؤسسة وليس العصبية. يعني ان تفكيك النظام يكون بتفكيك مؤسسات القمع وليس بالتركيز على الهوية الطائفية. الفرق شاسع والوسائل مختلفة. انا اعتقد ان التركيز على الطائفة يزيد من تماسكها وولائها للنظام الذي يدعي حمايتها. اما التركيز على المؤسسة فانه يحجب ادوات العنف عن الطائفة وعن غيرها. التوحش والقتل الجماعي لا ياتي من قرار اتخذه العلويون في قراهم، التوحش ياتي من قرار اتخذته المؤسسة ووظفت الجنود العلويين وغيرهم لتنفيذه. واذا كان بعض الجنود العلويين قد فاقوا الاخرين في التوحش، وهذا ممكن، فهذا لا يعني ان دوافعهم الطائفية هيةاساس القمع. لولا ان اخذتهم المؤسسة ودربتهم واعطتهم المال والسلاح وشبكت بين جماعاتهم بطريقة هرمية لما امكنهم ممارسة التوحش على نطاق واسع. عند التعامل مع اتساع النطاق فان التركيز يجب ان يكون على المؤسسة التي جعلت هذا ممكنا وليس على الدوافع الذاتية لكل جندي.
 +
ات تدعو لمهاجمة افراد وانا ادعو لمهاجمة مؤسسة. من مصلحتك شتم العلويين واتهامهم بالتوحش، ومن مصلحتي عزل العلويين عن مؤسسة القمع وليس تهديم مجتمعهم. حلك في النهاية سيقود الى معسكرات اعتقال وابادة جماعية، اما حلي فسيقود الى كسر العلاقات ضمن المؤسسة وايقاف التنظيم وتوزيع السلاح وانتاج الاوامر وتوفير الرواتب. انت تعتقد اني مثالي وطوباوي. ابدا المؤسسة التي انادي بحلها ومن ثم اعادة صياغتها هي اساس العنف واحتكار العنف وهي لا تتورع عن القتل والسجن في سبيل احتكار العنف. لكن وظيفتها هي الامن والخدمات وليس القمع. في حين ان وظيفتها الان هي القمع. اذا تعاملنا مع المجتمع السوري كجماعات فانه سيبقى جماعات. نحن نتعامل مع دولة متغولة تستخدم الطائفية وليس مع طائفية تستخدم الدولة، الفرق شاسع بالنسبة لي. "
 +
ان دراسة الانتحار الجماعي الذي حدث في سهل الحولة لن يدلنا على طائفية العلويين وانما سيدلنا على حجم الدعاية التي قام بها النظام من اجل انتاج هذا الخوف الوجودي الرهيب. الانسان الذي يقتل نفسه واولاده خوفا من الاغتصاب والمجزرة ليس مريضا وليس متوحشا، انه خائف ويعتقد ان المهاجمين وحوش وغير ادميين. هذا بالضبط ما اريد فهمه. ومن الخطا باعتقادي اعادته الى كره طائفي تاريخي متراكم. انه نتاج دعاية ممنهجة لا تكل ولا تمل. الطائفية تنتجها الدولة وليس العكس.
 +
لا اقول ان على ضحايا دولة القمع والطائفية ان يخففوا من خوف العسكر المدربين والحاملين للسلاح الثقيل. وكما قالت فلسطينية يوما في محاضرة لواحد يهودي صهيوني " لا استطيع ان اكون ضحيتك وطبيبتك النفسية في الوقت ذاته". كل ما ادعو اليه هو التركيز على تفكيك المؤسسة وليس التركيز على الطائفية والعصبية العلوية فهي مجرد ايديولوحيا استخدمتها المؤسسة. الحل في سوريا هو تفكيك مؤسسات الامن وليس مهاجمة قرى العلويين وابادتهم. كتبت هذا منذ اول يوم في الثورة ومررته ونشرته ووزعته ولا ازال افعل. لكن عقلية الانغلاق المحلي عند فصائل الجيش الحر والعقلية الدينية الطائفية عند الفصائل الجهادية تركت المخابرات ومؤسساتها وركزت على تحرير المناطق الصغيرة بالنسبة للاولى وعلى الخطاب الديني الطائفي بالنسبة للثانية. والنتيجة، لا شيء لا شيء اطلاقا. النظام استعاد الاراضي ونجح في وسم الفصائل بالجهادية والتطرف الاسلامي، ثم عادت المخابرات الى المناطق وساقت الناس الى السجن او الخدمة العسكرية. المخابرات عادت كما كانت وليس كل اعضائها علويين، لا بل استطيع القول ان عناصرها من كافة الشعب بمن فيهم مقاتلين سابقين في الفصائل.
  
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٢:١٤، ٢ ديسمبر ٢٠٢٤

31 أيار 2018، ملاحظات على النموذج الاجتماعي للموالين

يتناقل الناس خبر اغتيال ضابط بالامن السياسي بحلب، وحطوا روابط ناس من جماعة النظام عم يترحموا عليه. يعني فرصة لقراءة مواقع موالين. عند القراءة عادت وخطرت لي فكرة انشاء نموذج اجتماعي لجماعات المؤيدين. كما تعرفون تحليلي يقوم على وضع نموذج للظاهرة، اي فواعل وعلاقات ومبادلات. ولنقصر جهدنا على جماعة العلويين المعارضين، ثم على العلويين الريفيين المجندين. من هم هؤلاء الاشخاص وكيف يفكرون وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض، ولماذا يقفون مع الاسد ويقاتلون من اجله. لناخذ الملاحظات التالية من صفحاتهم: 1 رجال بين العشرين والخمسين. متطوعين او احتياط. 2 حاطين صور الاسدين باللباس العسكري 3 يصفون بشار الاسد بسيد الامة 4 يتغنون بجمال سوريتهم، والتي هي غالبا ضيعتهم 5 يسمون قتلاهم شهداء لانهم يدافعون عن الوطن 6 عدوهم اصحاب الذقون الذين يقبضون من السعودية 7 يحبون اهلهم واصدقاءهم 8 يعتقدون ان هناك فساد في الدولة ويلومون هذا او ذاك المسؤول 9 يضعون صورهم يشربون العرق او المتة 10 يضعون ادعية موجهة للرب وليس لله 11 كثير من اقوال علي 12 شوية اشعار بلهجة المنطقة عن الزمن القديم الجميل وفقد الاحبة 13 بعض التذمر من ان الناس ماتت ولم تنته الحرب 14 لهم اقارب في الجيش والمخابرات 15 يعتقدون ان الجيش يحميهم وان مهنيته عالية 16 ان يكون الواحد مخابرات مو عيب او مؤشر انحطاط 17 يدعون ان يعودحافظ الاسد لانه سيحل المشكلة باعتقادهم 18 تعابير بعضهم فيها شتائم دينية يعتبرها السنة كفريات 20 لا احد يتكلم عن دوره او دور معارفه المخابرات بالتعذيب والاعتقالات 21 فرط التعلق ببشار الاسد ورمزيته ككقائد ملهم 23 عندهم اصدقاء مسيحيين موالين ايضا ويستخدمون ادعيتهم الخاصة للصلاة للجيش حامي الوطن وقائده 24 عندهم اصدقاء سنة من الصعب تمييزهم من صفحات الفيسبوك 25 احيانا يتذمرون من فقد اولادهم واصدقائهم من اجل بيت الاسد 26 يتناقلون قصصا مثل سيدة فقدت اولادها الاربعة في الحرب ولا تزال امنيتها ان تقابل بشار الاسد 27 قد يتذمرون من تجاوزات الجنود كاطلاق النار في راس السنة وقد يعتبرونهم متخلفين، وبعضهم يبرر للجنود لانهم يضحون وويامرون المتذمرين بالسكوت. 28 يؤكدون تعلقهم بما يسمى قضايا الامة مث القضية الفلسطينية. 29 يعتقدون ان هناك مؤامرة دولية ضد سوريا وضد الاسد شخصيا 30 ليس هناك خطاب ديني واضح، ويستخدمون كلمة شهيد مثل بقية السوريين، 31 ولا يوجد خطاب طائفي واضح وانما يحرضون على اعداء الامة سواءا كانوا سوريين او غير سوريين 32 لا يتكلمون عن تجاوزات لجيش النظام ووكانه جيش مثالي، كما لا يتحدثون عن الفساد الاداري 33 مكان السكن مختلف عن مكان المنشا يتبع، التحليل في بوست اخر

1 حزيران 2018، علاقة شريحة المجندين القرويين العلويين بالنظام

نحاول ايجاد نموذج لوصف الظاهرة الاجتماعية المتمثلة بالجنود والضباط العلويين القادمين من القرى وخاصة نموذج علاقتهم بالدولة. النموذج يتكون من فواعل، وعلاقات بينها، ومبادلات بينها. معلوماتنا تقتصر على قراءات في صفحات الموالين من هذه الشريحة. ذكرنا 33 ملاحظة ليست عميقة لكنها قد تمنحنا بعض النتائج الاولية. الفواعل هنا هم شريحة المجندين العلويين القرويين، والدولة ممثلة بمؤسساتها وموظفيها، والنظام ممثلا برئيسه وضباطه. سنتقصى المواضيع التالية العلاقة بين الشريحة والنظام العلاقة بين الشريحة والدولة العلاقة بين افراد الشريحة العلاقة بين الشريحة والاعداء العلاقة بين الشريحة والشرائح الاخرى لنبدا، اولا العلاقة بين الشريحة والنظام هناك مجندون لا يعملون في الجيش والاجهزة الامنية، لكن هناك كثافة في عدد المعارف العاملين في الجيش والاجهزة الامنية. ليس هناك على الصفحات ما يثبت او يفند فرضية ان اغلب العلويين القرويين يعملون في هذه المؤسسات. لكننا نلاحظ ان هذه المؤسسات لا تقترن بالصورة السلبية المعروفة عن هذه المؤسسات لدى شرائح اخرى مثل السنة المدينيين. ولا اريد ان اؤكد فرضية لا تدعمها المصادر المستخدمة، فنحن نقتصر على صفحات الفيسبوك. لكن ايجابية صورة المؤسسات المعروف عنها التعذيب الوحشي لها دلالتها. لا اعتقد ان شريحتنا تنقصها المعرفة في هذا المضمار، وانما ينقصها التشكيك بان ضحايا هذه المؤسسات هم من السوريين العاديين. قد يكون هذا التشكيك غير واضح على صفحات الفيسبوك ليس لانعدام وجوده وانما لانعدام الحاجة اليه. نسمع كثيرا تعابير من قبيل، نصف اهل ضيعتنا في الفرقة الرابعة، اولاد عمي في الجيش، مما يدل على ان كثافة ارتباط العشيرة او القرية بمؤسسات الجيش والامن يجعل من الصعب نفي الارتباط بها وقبول الاتهامات الموجهة اليها. سواءا كان هذا انكارا قائما على مصلحة ام تعاميا وتبريرا قائما على الوقوف بجانب الاقارب ام ولاءا لمؤسسة تتماهى مع العشيرة، فان ضغط العشيرة ثقيل الى درجة يصعب الافلات منه. هذا الضغط يسهل عملية تبرير الافعال وقبول الروايات الملائمة والاحساس بوجود خطر يهدد العشيرة كلها. فهل هذا الضغط العشائري او الاسري موجود فقط عند العلويين القرويين ام انه موجود باشكال ودرجات مختلفة عند سوريين اخرين. ليست هذه محاولة لتمييع التحليل وتبرئة الناس من خياراتهم، وانما محاولة لفهم هذه الخيارات. حسب معرفتي بسوريا فان العشيرة البدوية او القرية المتقاربة بالنسب او الاسرة المدينية الممتدة تمارس نفس الضغط. وهو ما سماه احد الانثروبولوجيين بديكتاتورية اولاد العمومة. كم من معارض رفض قبول قصص الفساد الاداري عن الائتلاف، كم من معارض غضب بسبب ما اعتقد انه مساس بالمجاهدين، كم من حمصي رفض فكرة ان الاعتصام في المدينة القديمة سوء تخطيط، كم من شامي دافع عن فصائل الغوطة مهما كانت، كم من معارض عمل في تنسيقية لا تنشط في حارته او قريته، كم من ثائر تحدث عن ان اهل مكة ادرى بشعابها، وكم من رقاوي عمل مع حلبية، وكم من درعاوي عمل مع شامي من الغوطة. كم من اقلوي وقف ضد اقليته، وكم من حلبي وصل الى قيادة جيش الاسلام، وكم من شامي وصل الى قيادة احرار الشام، وكم من سوري وقف ضد اهله. في بلد يكون فيه ضغط العشيرة بهذه القوة، ولا اقول العشائرية، يبدو من المتوقع ان يقف المرء مع اهله او من يعتبرهم اهله سواءا كانوا على خطا ام على صواب. كل من يتفلسف عن المواطنة، فليثبت لي انه مستعد ان يخسر عشيرته لو كانوا على خطا. طبعا سيؤكد لي كذا واحد مثقف، مهما كان تعريف المصطلح، انه خسر كثيرين بسبب افكاره. ما اطلبه هو نسبة مثل هؤلاء، ونسبة من سيقف مع عشيرته في الرشد والجهل. والجواب سيكون جاهزا، انا على حق، ثم سنكتشف ان في اعتقاده كل عشيرته على حق. نحن مجتمعات متنوعة لكن كلنا نخضع لضغوط القرابة، او الاسرة، او العائلة، او الاسرة الممتدة، او الحارة، او القرية، او العشيرة، او الطائفة. وليس هذا خصوصية سورية، فكل المجتمعات منقسمة الى فئات تتعصب لبعضها بدرجات مختلفة، لكن المهم معرفة خطوط الانقسام هل هي مصلحية ام ايديولوجية ام دينية ام عشائرية. وكلما كان من الصعب تغيير الانتماء كلما كانت السياسة اقصائية في ذلك المجتمع. ليس من الغريب وقوف العلويين مع الاسد، لكن الغريب هو ارتفاع نسبة العلويين الداعمين له. ولا يدل هذا على وضاعة اخلاق وانما على كثافة ارتباط العشيرة بالدولة. لو كان الحكم في سوريا بيد العشيرة سين، ولو كانت نسبة الموظفين في المؤسسات الامنية من سين عالية جدا فان من المؤكد ان كل سين تقريبا ستقف مع النظام. اتحدى اي انسان سوري ان ياتيني بمثال معاكس. هذا هو تاثير الثقافة في السياسة.

10 كانون الأول 2018، مقالة عن الانتحار الجماعي أو انتحار الجماعة

اذكر هذه الحادثة، ومغزاها كبير ولم نتحدث عنه ابدا

الشبّيحة: الانتحار الجماعي أم انتحار الجماعة؟

11 كانون الأول 2018، تعليق على المقالة السابقة (الانتحار الجماعي أو انتحار الجماعة)

تعقيبا على اعادتي لتوزيع المقالة ادناه، قال لي الاخ باسل حافظ المعارض دائما لاقوالي في تحليل وحل الازمة السورية: "أستاذ نظير من يومين انتقدت العالم اللي بتركز على عصبية طائفية ما ترتكز لها أجهزة المخابرات السورية وعارضت الكلام عن أي دور للهويات الطائفية في سياق الصراع السوري ..والأن تبنى أو يبدو بأنك متبني مادة كاتبها يقول صراحة ( وأنا أتفق مع ما يقوله ) بأن الجماعة الأهلية الطائفية المساندة للنظام تتفوق عليه بالدموية ودعوات الثأر من معارضيه وتطالب بسحقهم هم وبيئاتهم الاجتماعية ؟" وهذا هو ردي الذي اعيد قوله من سنوات واتمنى ان شرحي له قد تحسن: " يا اخي انت دائما ابيض اسود. العصبية الطائفية التي تتكلم عنها موجودة، بالطبع موجودة وتلعب دور. لكن الخلاف هو اين تضع العصبية في المنظومة كلها حتى تستطيع تفكيكها. انت تقول ان العصبية العلوية هي الاساس وانها انتجت الدولة وان القضاء على العصبية هو اساس وقف القمع وتفكيك دولة القمع. اما انا فاقول ان الدولة هي التي انتجت الطائفية واستغلتها في بناء مؤسسات القمع، وان الاساس هو المؤسسة وليس العصبية. يعني ان تفكيك النظام يكون بتفكيك مؤسسات القمع وليس بالتركيز على الهوية الطائفية. الفرق شاسع والوسائل مختلفة. انا اعتقد ان التركيز على الطائفة يزيد من تماسكها وولائها للنظام الذي يدعي حمايتها. اما التركيز على المؤسسة فانه يحجب ادوات العنف عن الطائفة وعن غيرها. التوحش والقتل الجماعي لا ياتي من قرار اتخذه العلويون في قراهم، التوحش ياتي من قرار اتخذته المؤسسة ووظفت الجنود العلويين وغيرهم لتنفيذه. واذا كان بعض الجنود العلويين قد فاقوا الاخرين في التوحش، وهذا ممكن، فهذا لا يعني ان دوافعهم الطائفية هيةاساس القمع. لولا ان اخذتهم المؤسسة ودربتهم واعطتهم المال والسلاح وشبكت بين جماعاتهم بطريقة هرمية لما امكنهم ممارسة التوحش على نطاق واسع. عند التعامل مع اتساع النطاق فان التركيز يجب ان يكون على المؤسسة التي جعلت هذا ممكنا وليس على الدوافع الذاتية لكل جندي. ات تدعو لمهاجمة افراد وانا ادعو لمهاجمة مؤسسة. من مصلحتك شتم العلويين واتهامهم بالتوحش، ومن مصلحتي عزل العلويين عن مؤسسة القمع وليس تهديم مجتمعهم. حلك في النهاية سيقود الى معسكرات اعتقال وابادة جماعية، اما حلي فسيقود الى كسر العلاقات ضمن المؤسسة وايقاف التنظيم وتوزيع السلاح وانتاج الاوامر وتوفير الرواتب. انت تعتقد اني مثالي وطوباوي. ابدا المؤسسة التي انادي بحلها ومن ثم اعادة صياغتها هي اساس العنف واحتكار العنف وهي لا تتورع عن القتل والسجن في سبيل احتكار العنف. لكن وظيفتها هي الامن والخدمات وليس القمع. في حين ان وظيفتها الان هي القمع. اذا تعاملنا مع المجتمع السوري كجماعات فانه سيبقى جماعات. نحن نتعامل مع دولة متغولة تستخدم الطائفية وليس مع طائفية تستخدم الدولة، الفرق شاسع بالنسبة لي. "

ان دراسة الانتحار الجماعي الذي حدث في سهل الحولة لن يدلنا على طائفية العلويين وانما سيدلنا على حجم الدعاية التي قام بها النظام من اجل انتاج هذا الخوف الوجودي الرهيب. الانسان الذي يقتل نفسه واولاده خوفا من الاغتصاب والمجزرة ليس مريضا وليس متوحشا، انه خائف ويعتقد ان المهاجمين وحوش وغير ادميين. هذا بالضبط ما اريد فهمه. ومن الخطا باعتقادي اعادته الى كره طائفي تاريخي متراكم. انه نتاج دعاية ممنهجة لا تكل ولا تمل. الطائفية تنتجها الدولة وليس العكس.

لا اقول ان على ضحايا دولة القمع والطائفية ان يخففوا من خوف العسكر المدربين والحاملين للسلاح الثقيل. وكما قالت فلسطينية يوما في محاضرة لواحد يهودي صهيوني " لا استطيع ان اكون ضحيتك وطبيبتك النفسية في الوقت ذاته". كل ما ادعو اليه هو التركيز على تفكيك المؤسسة وليس التركيز على الطائفية والعصبية العلوية فهي مجرد ايديولوحيا استخدمتها المؤسسة. الحل في سوريا هو تفكيك مؤسسات الامن وليس مهاجمة قرى العلويين وابادتهم. كتبت هذا منذ اول يوم في الثورة ومررته ونشرته ووزعته ولا ازال افعل. لكن عقلية الانغلاق المحلي عند فصائل الجيش الحر والعقلية الدينية الطائفية عند الفصائل الجهادية تركت المخابرات ومؤسساتها وركزت على تحرير المناطق الصغيرة بالنسبة للاولى وعلى الخطاب الديني الطائفي بالنسبة للثانية. والنتيجة، لا شيء لا شيء اطلاقا. النظام استعاد الاراضي ونجح في وسم الفصائل بالجهادية والتطرف الاسلامي، ثم عادت المخابرات الى المناطق وساقت الناس الى السجن او الخدمة العسكرية. المخابرات عادت كما كانت وليس كل اعضائها علويين، لا بل استطيع القول ان عناصرها من كافة الشعب بمن فيهم مقاتلين سابقين في الفصائل.