«الفكر العلوي»: الفرق بين المراجعتين
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
سطر ٦٦: | سطر ٦٦: | ||
سأتحدث عن الجهادية والعلويين في بوست لاحق. لأن هذا البوس طال. لكني أريد أن ألفت إنتباه الجميع إلى هذه المدونة المتميزة. إنها موجودة منذ 2006 ولم يتغير فيها شيء منذ ذلك الوقت. أعتقد أن صاحبها علوي وأعتقد أنه غاب أو توفي ولم يعرف أحد عن مدونته. للأسف فهي بالإنكليزية لكنها أكثر من رائعة، وفيها تعبير صميمي عن أن تكون علوياً مثقفاً في سوريا، وهذا ليس بالسهل. | سأتحدث عن الجهادية والعلويين في بوست لاحق. لأن هذا البوس طال. لكني أريد أن ألفت إنتباه الجميع إلى هذه المدونة المتميزة. إنها موجودة منذ 2006 ولم يتغير فيها شيء منذ ذلك الوقت. أعتقد أن صاحبها علوي وأعتقد أنه غاب أو توفي ولم يعرف أحد عن مدونته. للأسف فهي بالإنكليزية لكنها أكثر من رائعة، وفيها تعبير صميمي عن أن تكون علوياً مثقفاً في سوريا، وهذا ليس بالسهل. | ||
[https://syriaexposed.blogspot.com/2005/06/myth-no-11-karfan-is-important.html?fbclid=IwAR0-iP3vuskdbmhG3kM3KIbtu0AYq2AfKS90kY82Gwe4Up2NbFStPS7N_KE عنوان المدونة "فضح سوريا" وكاتبها يستخدم لقب "قرفان"] | [https://syriaexposed.blogspot.com/2005/06/myth-no-11-karfan-is-important.html?fbclid=IwAR0-iP3vuskdbmhG3kM3KIbtu0AYq2AfKS90kY82Gwe4Up2NbFStPS7N_KE عنوان المدونة "فضح سوريا" وكاتبها يستخدم لقب "قرفان"] | ||
− | + | [[تصنيف:المجتمع السوري]] | |
− | [[تصنيف: |
المراجعة الحالية بتاريخ ٢١:٢٥، ٦ يناير ٢٠٢٣
16 نيسان، 2016-قراءة معمقة لوثيقة الإبتدار العلوي
قراءة لوثيقة الإبتدار العلوي يفرق الباحثون الغربيون بين ثلاثة أنواع من العربية، العربية القديمة الكلاسيكية والعربية الجديدة تبع نهضة القرن التاسع عشر والعربية المتوسطة. وليست الأخير متوسطة زمنياً أي بين القديمة والحديثة وإنما متوسطة في الأسلوب والقواعد. إنها عربية من يحاولون تفصيح العامية أو تعميم الفصحى. ومن مميزاتها أنها توجد في أي زمان بالتوازي مع الكلاسيكية والحديثة. وتنتمي إلى هذه العربية المتوسطة كتابات موجهة للعموم تخلط بين العامية والفصحى، وكتابات بعض الأدبيات المسيحية العربية في العصور الوسيطة، وأدبيات بعض الصوفية الشعبية أو الصوفية المنعزلة، مثل العلوية. وثيقة مجموعة الإبتدار العلوي تنتمي إلى هذه العربية المتوسطة التي تنوس بين الفصحى المحوّرة بغرض التمايز وبين الكتابة المتفلسفة البسيطة التي يستخدمها بعض مشايخ الطرق الصوفية غير المتبحرين بالعربية الكلاسيكية. وهذا يجعلني أقترح أن هذه الوثيقة كتبها بعض مشايخ الطائفة العلوية. وهي في محتواها أيضاً تدعم هذه المقولة إذ كانت النخبة العلوية الدينية مع قيام سوريا الموحدة في العهد الفرنسي بينما عارضها بعض زعماء العلويين الدنيويين. قد تكون فكرة إعلان العلوية كمسار ثالث في الإسلام أكثر الأفكار ثورية في هذه الوثيقة بالقياس إلى الأفكار المتداولة والتي تكلم عنها مقال حسن منيمنة أدناه. وكما بيّن الكاتب فإن هذا المسار الثالث ليس إلا اختزالاً مجحفاً للسنية والشيعية والعلوية حتى. لست مصدوماً بالصمتين اللذين تكلم عنهما الكاتب أي الصمت عن مجازر نظام الأسد ومشاركة الكثير من العلويين فيها وصمت التعددية الهوياتية داخل المجتمعات العلوية في سوريا. ما صدمني هو مشابهة هذه الوثيقة لطروحات مشايخ الثورة والعديد من فصائلها الإسلامية وخاصة السلفية. هذه الوثيقة قد لا تكون سلفية علوية لكنها بالتأكيد أصولية علوية تزعم العودة إلى أصول نقية مفترضة. إن مقاربة الوثيقة للحالة السورية، والتي يبرر صمتها عن المجازر، هي تماماً المقاربة السنية المتطرفة في أنها لا تنظر إلى الحالة المتأزمة إلا من منظار هوياتي بحت، وتعتقد أن حل المشكلة يكمن في تقوية تعريف الهوية بغرض إنتاج الطائفة التي تحمي جوهر وجودها الذي هو بالطبع ديني حسب المقاربتين السنية المتطرفة والعلوية الأصولية. إن الوثيقة تحاول إعادة إنتاج الطائفة العلوية كما يحاول السلفيون الجهاديون إعادة إنتاج الطائفة السنية، هذا إن كانت أصلاً موجودة. المشروع الذي تقترحه الوثيقة، ليس دولة علمانية تحترم الجميع وإنما متصرفية جبل لبنان العثمانية، أي دولة محاصصة تحترم الخصوصية الجوهرية لكل الطوائف لكنها لا تفهم معنى المواطنة. إنها تقايض إعتراف الطائفة العلوية بمظلومية السنة باعتراف السنة (كطائفة) بالطائفة العلوية كما تعرفها الوثيقة، ليست كمجموعة من الكفار وإنما كمجموعة من مسلمي المسار الثالث. عقم الفكر الأصولي الديني المشيخي ينقط من هذه الوثيقة كما ينقط نفس العقم من وثائق القاعدة والسلفية الجهادية. لكن يجب الإعتراف بأنها أحسن الموجود، وأن المحاصصة الطائفية ودولة الخصوصيات الطائفية على الطريقة اللبنانية قد تكون أفضل الموجود حالياً من أجل إنهاء الحرب. لا أستطيع أن أبرهن على ما أقول لكني أعتقد بأن هذا الحل لن ينجح بشقيه السلفي السني والأصولي العلوي. لا أحد يريد أن يخضع لسلطة المشايخ ومساعديهم من أمراء الحروب والطوائف وأفكارهم الضيقة وشجاراتهم الغبية وحصارهم لطوائفهم ضمن حدود لن تفلت منها إلا بحروب أهلية قادمة تعيد تفكيك المجتمع والدولة مرة أخرى من أجل بناء مجتمع يتيح تكافؤاً في الفرص وحماية للفرد وحريته في مواجهة الجماعة والطائفة. مع أني أشجع أن يخاطب العلويون بقية السوريين علناً وان يدافعوا عن معتقداتهم وهويتهم (إذا وجدت، على غرار الهوية السنية المصطنعة وغير الموجودة) لكن لا أستطيع أن أربت على كتف المشايخ الذي إذا خرجوا من العصور القديمة لم يتعدوا باب الحارة العثماني.
8 يناير، 2019- هل هناك جهادية في الفكر العلوي
تحدثنا كثيرا عن تاثير الدين في الازمة السورية، وعلى الاسلمة والجهادية. لكننا لم نتحدث يوما عن اثر العقيدة الدينية في مدافعة المقاتلين العلويين عن نظام الاسد. اكره في الباحثين الغربيين الاعتقاد بان الاسلام السياسي هو مرض سني فقط. اي ولاء لايديولوجيا يمكنه انتاج نزعة قتالية ودفاع شرس عن منظومة الامتيازات المتخيلة. فاذا كان هناك فاطميون وجماعة ابو الفضل العباس المؤمنون بالجهاد الشيعي فما هو الجهاد العلوي. الماركسية اللينينية بمقولة ديكتاتورية البروليتارية وانشاء المجتمع الشيوعي الفاضل هي ايديولوجية جهاد. الدفاع عن الوطن هي ايديولوجبة جهاد قومية. فما هي ايديولوجية الجهاد العلوية. صحيح اني لا احب الطائفية واعرف انها ايديولوجيا سياسية وليست دينية، لكن لا انكر وجودها ولا وجود الايديولوجيات الدينية على المستوى الشعبي كادوات للتجييش. ماةيسمونه بالعلوية السياسية هو تعبير عن الايديولوجية الطائفية لحكم الاسد، كما اقامة الشريعة هي كائفية الاخوان والاسلام السني السياسي. اقامة شرع الله كوسيلة دينية لشرعنة العنف والاستيلاء على السلطة هي لب الجهاد السني. امامة اهل البيت وولاية الفقيه هي لب الجهاد الشيعي الايراني. فما هو لب الجهاد العلوي. في العصور القديمة كان الجنود باخذون تمثال الاله الى المعركة ويقاتلون حوله كرمز لوحدتهم وانتمائهم وجهدهم جهادهم. اليوم نسمي التمثال الالهي العلم الوطني، وهو الهة الديانة القومية. الجهاديون السنة ياخذون رموزهم الى المعركة من اعلام سود او خضر ومصاحف، وكذلك الجهاديون الشيعة باعلامهم السود والخضر وصور الائمة والخميني، فماذا ياخذ الجهاديون العلويون. هل ياخذون صورة الاسد. هل الاسد هو الامام.
لتلخيص اعتقد الاخ زياد باني اعمم الجهادية او العنف المرتبط بالتدين على كل العلويين، واني اقول ان كل العلويين دعموا الاسد، وان العلوية السياسية تعني ان الاسد هو زعيم كل العلويين. الحقيقة هي ان الجهادية موجودة في كل الايديولوجيات باعتبار انها تبرير للعنف المفرط من اجل فرض سلطة اهل الايديولوجيا. ولذلك فان سؤالي هل توجد جهادية علوية جوابه معروف بنعم. لكن هذا لا يعني انها ايديوبوجية موجودة عند كل افراد الجماعة، كما ليس كل السنة جهاديين. العلوية السياسية مثل الاسلام السياسي عند السنة، انه موجود ولا يؤمن به الجميع. وعندما يتم استخدامه للتجييش فان الفئة المستخدمة له ليست بحاجة لرضا كل افراد الجماعة. الاسد يستخدم العلوية السياسية وليس كل العلويين يستخدمونها ولا تعني ان الاسد زعيمهم بل ققط انه يظهر نفسه على انه زعيمهم. ليس كل العلويين مع الاسد، لكن جزء منهم. ليس كل العلويين الموالين مدفوعين دينيا، لكن بعضهم. وليس كل المدفوعيم دينيا يشرعون العنف علىاساس ديني اي للجهادية، لكن بعضهم، وهذا ما اود فهمه. العلوي لبجهادية موجودة، والعلوية لسياشية موجودة. بكن عند البعض وانا احاول فهمها.
تعليق سليمان وردة: ان ملاحظة بعض النفس الديني خلال الحروب لا يفيد بالقطع انه يمثل عقيدة جهادية. فمثلا لو كان القتال اليوم ضد اسرائيل او ضد القوى التي كانت مناوئة لدمشق في لبنان خلال التواجد السوري قديماً، هل كنا نرى العميد علي خزام مثلا الذي ظهر في الفيديو يتكلم بهذه العبارات الدينية؟ طبعاً لا. ان هذا الفيديو الذي يرجع الى السنة الاولى من الحرب في سورية حيث كانت تتطاير من الداخل والخارج(العرعور) ان هذا القتال ضد العلويين الروافض لذلك جاء التوضيح من هذا الضابط اننا اليوم نتعرض لنفس الهجمة التي حصلت منذ1400 سنة. هذه ليست عقيدة جهادية وانما مبرر آني للدفاع عن المواقع التي هم فيها ، هذه المواقع لو قُدِّر وذهبت للخصم فلن ترى علوي يتنفس. للعلويين مرجعيات دينية وليس كما علق البعض وكأنهم خارج المنظومة المذهبية الاسلامية! طوال عمرهم مرجعياتهم حاضرة دينيا منذ الامام الخصيبي وامتدادا الى الشيخ يوسف الرداد ثم الى السيد علي المقداد الادريسي الحسني ثم الى الشيخ احمد قرفيص ...الخ وفي هذا العصر كانت المرجعية حاضرة بقوة ممثلة بالشيخ ابراهيم عبد اللطيف مرهج والشيخ عيد ديب وعبد الرحمن الخير والشيخ حيدر عبود ومحمد ناصر الحكيم ...الخ لكنها مرجعيات تنأى بنفسها عن السياسة . والدكتور احمد اخطأ عندما قال للرئيس منصب ديني ( ولو فخري) ويقل هذا الشأن اذا زوجته سنية وانا اربأ بك ان تنزل لهذا الاعتقاد . الرئيس قوة سياسية بحتة يعرف حدوده والمشايخ يعرفون حدودهم . لمن تنقصه المعرفة بعض العلويين بحكم الزمكان تسننوا وبعض السنة اصبحوا علويين وبعض الاسماعيليين تحولوا الى علويين. ( حلب حتى دخول الاتراك كانت مدججة بالعلويين) امثلة لذلك السادة الاشراف الادارسة فقهاء المالكية ممثلة بالسيد الشريف على المقداد الحكيم الحلبي الادريسي الحسني قدموا في القرن الهجري الثامن من المغرب الى حلب وكانوا مالكية ثم تحولوا الى المذهب العلوي. السادة الاشراف الفاطميين المحارزة قدموا من مصر وكانوا اسماعيليين وتحولوا الى العلوية ومنهم الشيخ صالح العلي المجاهد المعروف . اليوم قسم كبير من الاكراد اعرفهم تركوا السنة وتحول قسم منهم لنصارى وقسم اخر شيعة وعلوية واعتقد ان هذا التحول كان لاسباب سياسية خلال الازمة الحالية. كمعلومات الدروز صرحوا انهم غير دعويين ولا يرحبون بمن يأتيهم ولا يحزنوا على من يتركهم. اعتقد جزء كبير من البحث المطروح هنا متأثر بعمق بمجريات الحرب في سورية اكثر مما هو من مرتكزات بحثية علمية بحتة وهذا طبيعي فلا نبتأس من سماع بعض النبرات المتأزمة فهذه ليست حرباً عادية البتة. اكرر القول ان العلويين اليوم بقناعة ان مشروع اعرابي غربي لتغيير الخارطة هو السبب وليس السنة.
رد على سليمان وردة: اعرف تماما ان النفس الديني في الحروب ليس هو الجهادية. ولم ازعم ان اي نفس ديني فهو بالضرورة جهادي. انا اعطيت تعريفا محددا للجهادية وهو المقابلة بين الماضي والحاضر واعتبار الحاضر نسخة من الماضي، والهدف هو اقامة حكم ايديولوجي ديني، واضيف ان الجهادية فيها نفس مهدوي لانها تعتبر القيامة قريبة والدولة الدينية ضرورة لظهور المهدي، او ان الدولة الدينية هي الجنة الموعودة. الخميني شخصية مهدوية، ابو بكر البغدادي ايضا. الاخوانية ايضا لا تخلو من عقلية الفئة الناجية المرتبطة بالمهدوية. شكرا على التاكيد على وجود مرجعيات دينية علوية فهذا طبيعي حتى ولو كانوا مهمشين. الاسد ليس له مرتبة دينية فهو ليس شيخا لكن له مكانة دينية. كل الفلسفات الغنوصية العرفانية مثل الصوفية والعلوية والبكتاشية والافلاطونية الجديدة والدرزية وحراس الهيكل تؤمن بوحدة الوجود والفيض والمعنى والباب والحجاب والايتام الخمسة ومراتب الاقتراب من الذات الالهية والسمة الدورية للزمان والكون والتقمص وتناسخ الارواح واصطفاء المؤمنين. اذا كان الاسد الاب قد تعلم اصول دينه على يد معلم فله مرتبة في سلم الارتقاء العرفاني. وزواج الابن من سنية يحرمه من الدخول في صفوة المؤمنين كما عند كل الاديان السرية وعند كل الاديان غير السرية حتى. اما هل يفكر كل العلويين بهذه الطريقة فبالطبع لا. لكن بالمقابل هل هناك مؤمنون عن العلويين، بالطبع نعم. وهل يقاتل بعضهم بايديولوجية دينية، نعم. هؤلاء بالتحديد من اريد فهمهم
تعليق من علي الرقماني: أظنها نسخة من المفهوم الشيعي، وقد لاحظتها فعلاً من خلال النعوات التي أخذت ترفق صفة "المجاهد"، بالإضافة إلى الشهيد، إلا أنها بالتأكيد مستحدثة لدى العلويين كالكثير من المظاهر الدينية "الإسلامية" الأخرى الطارئة، والتي جاءت كلها - وبالتدريج- بعد الاعتراف "السياسي" بالعلويين كفئة إسلامية وضمها للمذهب الجعفري. يعني بالنتيجة، عبارتك الأخيرة التي ربما أوردتها على سبيل المزاح قد لا تكون بعيدة كثيراً عن الحقيقة، ولكن ليس بهذا الشكل المباشر.
تعقيب على تعليق علي الرقماني: علي أنت دائماً رايق ومنطقي. كلامك هو الجواب الشافي. لكن أود لفت إنتباهك إلى المهدوية، وهي ممكنة أكثر عند العلويين منهم عند السنة لأنها ديانة صوفية. المهدي قد يتحول إلى قائد حركة مسلحة أو ثائرة. على العموم العلويون لهم تاريخ طويل في معاداة الحكومات المركزية أو عدم الثقة بها، والعكس بالعكس.
9يناير، 2019، متابعة الجهادية العلوية
ي الحقيقة فاني استخدم الفيسبوك كجورنال (يوميات) افكار لاني فعلا احب النقاش واطور افكاري خلاله. الفيسبوك طبعا لا يعطي نقاشا جيدا بسبب قصر البوستات واحتمالات سوء التعبير وسوء الفهم. لكن إحتمال جذب مناقشين محتملين يدفعني للكتابة، في حين ان الكتابة لنفسي لم تعد تغريني. آلاف الافكار تمر في ذهني وليست كلها مترابطة، ولذلك فمواضيع البوستات متفرقة. اخر بوست كتبته كان عن فكرة خطرت لي اكثر من مرة واردت تدوينها، لكنها اثارت نقاشا جيدا جعلني ألمس اطراف حل اللغز. تساءلت اذا ما كانت هناك جهادية علوية. وحصلت على مجموعة ردود وافكار اعرضها هنا اولا، يربط الناس الجهادية بالاسلام السني، وخاصة الاسلام السياسي السني. ثانيا، يعتقد البعض أن فكرة الجهاد "طبيعية" عند كل السنيين وبالتالي فإنهم يتوقعون أن يتجاوب السنيون كلهم مع الأيديولوجية الجهادية. ثالثاً المعاملة الإستثنائية للجهاد من ناحية التحليل والتنظير وكأنها ظاهرة عصية على الفهم. وعندما نحاول فهمها فإننا نركز على مفاهيم وأدوات إسلامية بحتة وليست سوسيولوجية. رابعاً، ربط الجهادية بالتوحش غير المنطقي، وكأن الحروب يشارك فيها أناس عقلانيون ومنطقيون. خامساً، ربط الجهادية بالخلافة والدولة الدينية وحكم الشريعة. سادساً، التأكيد على عدم وجود تدين أو تعصب ديني عند العلويين. والتبرير هو أن دينهم سري، أو أن دينهم لا يعطونه لكل العلويين وإنما فقط لمن يطلبه، أو لأن دينهم مغلق. سابعاً، التأكيد على "السحر" الذي مارسته الدولة الأسدية على العلويين بحيث أنها "علقتهم في شباكها " بحيث لا يستطيعون الإفلات. سابعاً، قد يقدم البعض القبلية العلوية على العصبية العلوية الدينية. ثامناً، الإيحاء الدائم بالإختلاف الجوهري في التفكير والثقافة بين العلويين وحجيرانهم السنيين. العلوي لا يمكن أن يكون متديناً مثلاً، بينما السني متدين بالتعريف. تاسعاً، السني عنده مرض مزمن اسمه الجهاد والعلوي دائماً مضطر للدفاع عن نفسه. عاشراً، العلوي دائماً مضطهد وبالتالي فكل ما يفعله هو إما ردة فعل أو دفاع عن النفس أو خوف وجودي.
وعلى هذا أرد بما يلي: هناك مشكلة أساسية، مثل الضباب، لا بد ان ينتبه إليها الجميع ويحاولوا تبديدها. العلوي يظهر دائماً، في الرواية السنية والعلوية على حد سواء، وكأنه علبة سوداء، شخصية وحيدة البعد، شبح أو دمية مسيّرة. لا أحد يريد أن يعطي ألواناً للعلوي الأبيض والاسود، لا أحد يريد أن يلصق اللحم على هذا الهيكل العظمي، لا أحد يريد أن يحل هذا اللغز، لا أحد يريد أن يجعل العلوي إنساناً كامل الابعاد. أعداؤهم لا يهمهم إلا أنهم نصيريون كفار (هذا كاقي لإعلان الحرب عليهم)، وهم أنفسهم يخافون من إعطاء أية تفاصيل وكأنها اسرار عسكرية لأن الآخرين، وهم غالباً يعتبرون أعداءاً، إذا فهموا العلويين فقد "عرفوا أعداءهم" وبالتالي استطاعوا هزيمتهم. حتى العلوي يتحفظ من استخدام كلمة علوي، تماماً مثلما يفعل السني والإثنان يعتريهما الخوف عندما يسمعان الكلمة. الصوزرة النمطية للعلوي التي ينشرها أعداؤهم وينشروها أفرادهم علماً أو بغير علم، هي كالتالي، أي هذه أبعادها القليلة (وهي ثنائيات): 1 المهنة/العنف: العلوي إما فلاح أو مخابرات أو ضابط. وإذا لم يكن كذلك فأخوه أو أخته. العلوي يموت من أجل الاسد وعائلته لأنه "عملهم خلق وناس". العلوي عنيف وأهوج وراسه حامي وكلامه نتر. 2 الدين/التقية: العلوي غير متدين، اي غير متدين على النمط السني بدليل أنه يشرب العرق ويشتم الرب، وبالمحصل فهو كافر. وبجميع الأحوال، دينه سري و"الله أعلم شو بيخبوا". العلوي يمارس التقية، يخفي أشياء، لا يريد الكلام، لا يثق باحد، يخاف الجميع 3 الهوية/الخوف/المجهول: العلوي دائماً خائف، وهو إن كان متسيداً ومسجاناً ومعذباً فهو خائف في داخله. العلوي لا يمكنه أن يمتلك من تاريخ سوريا إلا تاريخ أقرانه العلويين، أي "ما حدا معروف".
سأتحدث عن الجهادية والعلويين في بوست لاحق. لأن هذا البوس طال. لكني أريد أن ألفت إنتباه الجميع إلى هذه المدونة المتميزة. إنها موجودة منذ 2006 ولم يتغير فيها شيء منذ ذلك الوقت. أعتقد أن صاحبها علوي وأعتقد أنه غاب أو توفي ولم يعرف أحد عن مدونته. للأسف فهي بالإنكليزية لكنها أكثر من رائعة، وفيها تعبير صميمي عن أن تكون علوياً مثقفاً في سوريا، وهذا ليس بالسهل. عنوان المدونة "فضح سوريا" وكاتبها يستخدم لقب "قرفان"