«المجتمع الجندري السلطوي»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
سطر ٤٠٢: سطر ٤٠٢:
 
Ahmad Nazir Atassi
 
Ahmad Nazir Atassi
 
سمير سليمان هذا سيناريو ممكن جدا. الحقيقة لا احد يعرف تماما لانه لا شيء مكتوب من تلك الفترة المغرقة في القدم. وعندما بدأت الكتابة كانت الناس وصلت لمرحلة المدينة.
 
سمير سليمان هذا سيناريو ممكن جدا. الحقيقة لا احد يعرف تماما لانه لا شيء مكتوب من تلك الفترة المغرقة في القدم. وعندما بدأت الكتابة كانت الناس وصلت لمرحلة المدينة.
 +
 +
=9 آذار 2020، الدور الوظيفي للرجل والمرأة=
 +
هناك مسلسل افلام وثائقية على النتفليكس اسمه Extreme Engagement .  فكرته حلوة فالمصور والمخرج يريد ان يقنع حبيبته بأن تتزوجه، وهي كاثوليكية استرالية من اصل فليبيني. وبسبب تجربة طلاق سابقة، والطلاق محرم عند الكاثوليك، فانها اصبحت معادية لفكرة الزواج. المصور ايضا مغامر وصاحب اسفار، فعرض عليها ان يأخذها في جولة انثروبولوجية حول العالم. وفي كل محطة يقومان بممارسة طقوس الخطوبة والزواج عند شعوب وقبائل لا تزال بعيدة عن المدنية اي حضارة السوق والاستهلاك والمدن الكبرى والصناعة. زاروا شرق وغرب افريقيا، جزر سليمان في المحيط الهادي، غابات اندونيسيا، سهول منغوليا، وغابات الامازون، وجبال الصين.  بعضها مجتمعات زراعية، وبعضها مجتمعات رعوية، وبعضها مجتمعات صيد. انصح  بمشاهدة هذا المسلسل كل من يريد ان يتكلم عن تاريخ المجتمع الابوي.
 +
نحن لا نزال نردد في الاكاديميا نفس الافكار التي كتبها فريدريك انغلز من مائة وخمسين عاما عن تاريخ الاسرة والزواج ونشوء المجتمعات الابوية وعلاقتها بصعود الزراعة.
 +
بدا لي من الواضح ان هناك عدة مقاربات للعلاقة الزوجية، هل هي علاقة وظيفية ام علاقة رفقة وتعاون، لكن دائما كان هناك توزيع للادوار حسب الجنس. واهم الادوار هي تلك المتعلقة ببقاء المجتمع والنوع، فالمرأة تنجب والرجل يحمي. وليس ذلك لان الرجل قوي وعنيف ولانه فرض الدور على المرأة فرضا. كان هناك قبول بتوزيع الادوار دون الحاجة الى اكراه، وهناك حماسة في تقمص الدور والتدرب عليه وعلى مشقاته. لم يكن الزوجان دائما راضين بدوريهما، لكن كان هناك اعتقاد راسخ بأنه من اجل ان يستمر المجتمع  فلا بد من الخضوع للدور ومتطلباته. طبعا هذه ايديولوجيا اجتماعية،  وهي لا تقتصر على دوري الانجاب والحماية بل تربط بين مجموعة من الادوار تعرّف الجنس والجنس الاخر. فمثلا في قرية افريقية زراعية كانت النساء يمارسن العمل الزراعي وعمل البيت والتنظيف وتربية الاولاد، بينما يمارس الرجال الحراثة والتجارة والبناء والحرب. وكان كل جنس واعيا تماما للعقد القائم بين الجنسين والذي كان احيانا موضوعا للدعابة والنكت. لكن لا احد يتذمر.
 +
هل اقول هذا لاثبت ان البيت هو مكان المرأة والسوق والحرب مكان الرجل. لا بالطبع فمجموع الاعمال المتعلقة بكل دور ونوعيتها تختلف من مجتمع الى مجتمع. والفلسفة التبريرية لتوزيع الادوار تختلف ايضا. لكني اقول بأن ما نراه اليوم ممارسة قاهرة واجبارية، كانت ربما في يوم ما عقدا بالتراضي، ووسيلة لبقاء المجتمع عن طريق انتاج الافراد الصالحين. العرس لم يكن احتفالا فقط باجتماع فردين او عائلتين، بل ايضا احتفالا بانهاء فترة انتقالية يتدرب خلالها كل طرف على اداء دوره. فعلى الرجل ان يثبت قدرته على الحماية وعلى المرأة ان تثبت قدرتها على العناية بالاطفال. لم يكن التدرب سهلا لكن الزواج لم يتم الا اذا رغب الطرفان في التدرب واجتازا الامتحان النهائي. هناك فرق هائل بين الدخول الواعي في عقد واضح المعالم والتدرب عليه، وبين ما نمارسه اليوم من التركيز على الحب والعلاقة الرومانسية. اننا نهمل مئات الممارسات والاعمال التي تأتي مع الزواج وندخل في العقد دون وعي بتفاصيله.
 +
واليوم نعتقد بأن العادات والتقاليد بالية ويجب تغييرها لاننا نعتقد بانها غير متكافئة وتقوم على الاكراه. ونتخيل تاريخا وهميا قام فيه الرجل باخضاع المرأة وصمم نظاما اجتماعيا كاملا لتبرير هذا الاخضاع والتمتع بامتيازاته. هذا غير صحيح.
 +
نعم الوسط المحيط يتغير وتصبح بعض العادات غير مناسبة وغير مجدية، وبعض الادوار مجحفة وقسرية نحميها بعازل من العنف والقهر المجتمعي والشرف، لكن هذه العادات ليست من تصميم احد ولم يخترعها رجال ليخضعوا نساء. انها جزء من منظومة اجتماعية متكاملة نجحت لفترة من الزمن في الحفاظ على المجتمع واستمراريته، لكنها اصبحت اليوم عائقا.
 +
الرجل كان يرضى بدوره والمرأة بدورها مع معرفة تامة بالتضحيات الواجب تقديمها من اجل تقمص الدور. لم تكن المرأة في تلك المجتمعات التي زارها المسلسل تعتقد انها ضلع قاصر، ولم يكن الرجل يعتقد انه قوام على المرأة بما كسب. كان الرجل مستعدا للموت لحماية زوجته وكانت الزوجة تقدم الاولاد والتربية مقابل ذلك. مهمة الرجل لم تكن يومية لكن رهاناتها كانت ضخمة جدا، اي الحياة او الموت الجمعي. كان يتدرب على تحمل الالام وبذل طاقة هائلة في زمن قصير، اي المعركة او الصيد. بينما كانت مهمة المرأة يومية تحتاج الى صبر وتكرار ويتوزع فيها الجهد على فترة اطول، فكان تدريبها يركز على سمة الصبر والعمل البطيء والدؤوب والمستمر.
 +
خطر الموت الفردي والجمعي كان حقيقة، وبالتالي فان اضطلاع الرجل بمهمة الحماية كان دورا اساسيا وليس امتيازا. وعدم الانجاب كان خطرا فرديا وجمعيا حقيقيا، ولذلك كان اضطلاع المرأة بالرعاية والتربية دورا اساسيا وليس امتهانا. اليوم الرجل غير مضطر للحماية والمرأة غير مضطرة للانجاب والتربية. لا بل ان بقاء المجتمع والنوع لم يعد يعتمد على جهد كل رجل وامرأة. ولذلك اصبح بالامكان تغيير الادوار بل حتى اكتشاف ادوار جديدة، واصبح مهما معرفة الادوار الجديدة والتدرب عليها وكيفية الانتقال إليها من الادوار الحالية. ولذلك فاني اشك في جدوى النضال المطلبي الذي يرى ظالما ومظلوما وكأننا أمام مشكلة اخلاقية فقط.
 +
والسؤال الاهم بالنسبة لي هو فهم الانتقال الذي حصل في ماض بعيد من العقد الطوعي والمتكافئ الى العقد الاجباري وغير المتكافئ. كيف نشأ تفاوت امتلاك السلطة بين الجنسين في المجتمع، وانتقلنا من عقد بين انداد الى عقد بيع وشراء اي "انكحتك نفسي مقابل ان تصرف علي، ينتسب الاولاد إليك وتستطيع ان تطلقني متى شئت وتستطيع ان تقتلني اذا حملت من رجل آخر". انها علاقة رأسمالية. فالموظف او العامل اليوم يخرج من بيته ليقضي ثماني ساعات عند صاحب العمل. وكل شيء يفعله يكون لمصلحة صاحب العمل، وكل شيء ينتجه يمتلكه صاحب العمل. إلى درجة ان لصاحب العمل الحق في ان يفرض عليك اي مهمة وانت لا حق لك عليه سوى الاجر. لا تشاركه في الارباح، ولا تستطيع ان تتوقف عن العمل الا لبضعة دقائق كل ساعتين او ثلاث.
 +
متى اصبحت المرأة اداة انتاج بينما كانت في السابق شريكة في اعادة انتاج المجتمع. كيف اصبح الرجل يمتلك المرأة ويمتلك نتاجها من الاولاد ويقتلها اذا خرجت من البيت او نظرت الى رجل آخر. هذا هو السؤال، وليس تكرار الكلام عن حقارة الرجل امام براءة ونقاء المرأة وكأن القضية مؤامرة مدبرة. ولا ننسى ان اعادة انتاج هذه المنظومة غير المتكافئة يقوم بها الرجال والنساء على حد سواء. فمن يعلم الذكر كيف يصبح رجلا يحتقر النساء، في الحقيقة امه تعلمه ذلك قبل ابيه. ومن يعلم الانثى ان ترضخ للذكر وتعامله كسيدها، في الحقيقة امها قبل ابيها. واين نتعلم معظم ممارساتنا وافكارنا التابو التي لا نجرؤ على التفكير فيها او انتقادها، في الحقيقة في المجتمع وليس في العائلة وبطريق الصمت وليس بطريق الكلام. ما يصمت عنه المجتمع يفهمه الطفل على انه سر وتابو ومحرم، ويخاف منه اكثر من ما يتعلمه عن طريق التلقين.
 +
نصف احيانا بعض الممارسات الابوية في مجتمعاتنا بأنها قديمة وبدوية. الرجل يغزو ويسبي النساء بينما المرأة تغطي وجهها وتختبئ في البيت. الرجل يتزوج العديد من النساء بينما المرأة تقتصر على ارضاء زوجها الوحيد حتى وان شاركته مع زوجات اخريات. في احدى الحلقات، يزور المصور وخطيبته احدى قبائل غرب افريقيا من قبائل الفلاني (هذا اسمهم). الرجل عندهم يتزين ويتبختر امام النساء ليحظى باكبر عدد من الزوجات. بينما النساء يختفين وراء حجابهن وينتقين الرجل الاجمل والاقوى والاغنى رغم تعدد زوجاته. هذا النمط من العقد ليس ذكوريا صممه رجال لاخضاع النساء لشهواتهم. انه نمط في البقاء في بيئة تندر مواردها المادية والبشرية. الاولاد والماشية هي الغنائم التي يتبارى على اكتسابها الرجال. وحين يكتسبونها فانهم يحمونها بحياتهم. العقد طوعي. واذا عجز الرجل عن المضاجعة والانجاب وتوفير الاكل والمأوى فيحق للمرأة ان تتركه. واذا حاول رجل اغراء زوجة احدهم فان معركة تنشب بين الذكرين وليس بين الرجل وزوجته. لعبة البقاء اقسى في الصحراء وهي لعبة قائمة على التنافس وليس على التعاون. المجتمعات الزراعية تقوم على التعاون، لكن البداوة تقوم على التنافس.
 +
البداوة قد تشرح قناع المرأة، لانه يقي الرجل من منافسة آخرين من الرجال. لكن البداوة لا تشرح رجم الزانية ولا تشرح خطيئة آدم وحواء، ولا تشرح العقد الرأسمالي الذي وصفناه سابقا. فهل تستطيع الزراعة شرحه؟ ولماذا كان هذا العقد امتيازا للذكر ؟ الملكية الخاصة ليست نتاجا مباشرا للزراعة. لآلاف السنين كانت القرى عملا جماعيا تعاونيا. وحتى المدن الاولى كانت تعاونية. الرأسمالية والملكية الخاصة ظهرت بعد نشوء المدن وليس مباشرة بعد نشوء الزراعة. اذا عرفنا تاريخ هذه المنظومة فقد يمكننا ان نحقق انتقالا سلسا الى منظومة اكثر تلاؤما مع معطيات العصر الجديد.
  
  
 
[[تصنيف:المجتمع البطريركي]]
 
[[تصنيف:المجتمع البطريركي]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢١:٤٠، ١٤ فبراير ٢٠٢٥

17 كانون أول، 2022 - المجتمع_الجندري_السلطوي ج١ - بحث اولي في الذات

منذ اكثر من شهرين اعلنت اطلاق مشروعي على الفيسبوك في الكتابة عن المجتمع الابوي. واعتبرت مثل هذا الموضوع البحثي من اولويات البحث الاجتماعي في الشرق الاوسط، بناءا على ما لاحظته وتعلمته اثناء الثورة والحرب في سوريا. لكن بعد ذلك وجدت نفسي انتقل الى مشروع ظهور الاسلام وابتعد ان المشروع السابق. يبدو لي الان انني تهيبت البدء بمشروع الكتابة عن المجتمع الابوي لعدة اسباب منها: ١- ردود افعال القراء. ولا اعني الشتائم، ولكن عدم المشاركة. ٢- التسمية "المجتمع الابوي" لا تزال تزعجني بعض الشيء. وذلك لانها تركز على الاب لكونه ذكر وليس لكونه مركز السلطة. ٣- احتمال الفشل في توليد المواضيع من بعضها البعض. شبكة المواضيع يجب ان تغطي الظاهرة الاجتماعية بشكل كامل. وهذا يعني حيثيات كثيفة ومفاهيم متعددة واسئلة بحثية تغطي كل الحوادث والملاحظات الميدانية والافكار الملحقة بها. ٤- الوصول الى نتائج معارضة للنشاط النسوي. كل انسان يحتاج الى قبيلة ينتمي اليها ويحتاج ايديولوجيا يناضل من اجلها (حتى المحلل التفكيكي). وقد اعتقدت اني انتمي الى النسوية. ٥- فجوات في معارفي عن المنظوماتية تجعلني اتخوف من مقارعة منظومة متجذرة ومتعددة الاشكال والطبقات الرسوبية والاركيولوجية. ٦- علاقتي بالايديولوجيا الابوية. لا اعرف الى اي مدى لا ازال محتفظا ببعض جوانبها، ولا اعرف الى اي مدى ستؤثر على بحثي. لكن فترة الاشهر الثلاثة الماضية كانت جيدة من حيث وصولي الى قناعات وملء بعض الفجوات في معارفي والتخلص من بعض المخاوف. وقد وصلت الى النتائج التالية: ١- المشاركة هي نفسها في اي موضوع. الغرض هو الكتابة والاستمتاع بالرحلة الاستكشافية. ٢- نعم التسمية سيئة. الذكر هو مركز السلطة، لكنه ليس صانع السلطة. الذكر جزء من المنظومة ليس اكثر او اقل اهمية من الانثى. ان التسمية توجه النظر الى الذكر وتعطي الانطباع ان نقد المنظومة وتفكيكها هو جهد نضالي ضد الذكور والذكورة. افضل التسمية "المجتمع الجندري السلطوي"، اي المجتمع الذي يستخدم الاختلافات الجندرية ليوزع السلطة. ٣- الفشل محتمل، لكن الرحلة متقطعة بطبيعتها وتحتاج او وقفات لجمع المعلومات والتفكر وتعميق المعارف. ٤- انا لست نسويا بالتعريف المعاصر. وسأصل الى نتائج معارضة للنشاط النسوي بشكله الحالي. ٥- تقدمت كثيرا في التحصيل المعرفي عن المنظوماتية، لكن الضعف في المجال السوسيولوجي هو ضعف معمم على كل المجال المنظوماتي نظرا لعدم وجود المفاهيم المناسبة ولعدم وجود ادوات القياس المناسبة. واطلاعاتي الحديثة عن نظرية القياس وفلسفتها مشجعة جدا. ٦- انا، مثل غيري من الرجال والنساء، جزء من المنظومة السلطوية الجندرية ورحلة البحث لا تنفصل عن رحلة النقد والتفكيك والتحرر. لا توجد هناك معارف موضوعية صافية الموضوعية. المعرفة سيرورة وصراع مستمرين. سأبدأ ببوست قصير اشكالي.

شكرا لكلماتك استاذ احمد، نتطلع لقراءة البوستات القادمة 🙂 الحركة النسوية مثلها مثل اي حركة اجتماعية تحتاج الى تقويم دائم، لذلك سنفرح بتسليط الضوء على الاراء المعارضة. ......... انا احب اسميه (المجتمع الجندري الطبقي) لاني احسه احد اشكال الطبقية Caste بالمجتمعات.

Ahmad Nazir Atassi Douha Al Fayyad اهلا بك. الجندري والطبقي تدل على فئات متمايزة. التمايز هو اول خطوة في تمايز توزيع السلطة. حسب فلسفتي المنظوماتية لا يمكن التخلص من التمايز في المجتمعات، ولا حتى السلطة. لكن يمكن تغيير انماط التمايز وانماط توزيع السلطة. لذلك كان لابد لي من كلمة تعبر عن التمايز وكلمة تعبر عن السلطة. يمكن ان نسميه طبقي سلطوي، او جندري سلطوي. لكن جندري طبقي توصيف لايذكر التمايز السلطوي. اما اذا عنيت ان التمييز الجندري يشبه التمييز الطبقي، فانت محقة. واذا عنيت ان التمييزان الطبقي والجندري اساسيان في توزيع السلطة فانت ايضا محقة. لكنني في سلسلتي سأحاول التركيز على العلاقة بين الجندر والسلطة وليس بين الطبقة والسلطة. وبالتأكيد سيمر معنا اختلاف هذه العلاقة حسب الطبقة الاجتماعية. واذا لم افهم قصدك فأكون شاكرا لو وضحت فأنا بحاجة الى المزيد من المفاهيم والمتحولات. ماذا تعنين بالطبقة؟ احتكرت الماركسية كلمة الطبقة. ولذلك ليس لدينا كلمة لترجمة caste.

Douha Al Fayyad Ahmad Nazir Atassi شكرا للتوضيح، هذا تماما ما قصدته، التشابه من حيث النتائج على نفسية الفرد، على اقصاء فئة في محاولة لاعلاء أخرى

Ahmad Nazir Atassi Douha Al Fayyad شكرا على التوضيح. هنا اختلف معك، خاصة اذا قصدت اعلاء فئة الرجال واقصاء فئة النساء. هناك اعلاء واقصاء بالمتوسط الحسابي. لكن هذا المتوسط يغطي على اختلافات متعددة وغنية وهامة. لا يستفيد كل الرجال من الاعلاء بنفس القدر، وهناك اختلافات حسب المجال الاجتماعي. فسياسيا قد يتم اقصاء معظم الذكور والاناث لصالح مجموعة من الذكور. وفي البيت قد لا تكون عملية الاقصاء واضحة لان المرأة قد تكون مسيطرة لكن بالخفاء. وقد تكون عملية الاعلاء والاقصاء من انتاج النساء انفسهن حتى ولو استفاد منها الذكور كما يحصل مثلا عندما تقوم الام باقصاء بناتها لصالح ابنائها وقد تقصي البنات والذكور لصالح الذكر الاكبر. باعتقادي مثل هذه التفاصيل مهمة جدة. لكنها بالنسبة لبعض النسويات قد تكون محاولة لتمييع المظلومية

Nour Eddin Belal موضوع ظريف. بخصوص النسوية الحديثة فأنا موقفي منها صار واضح هي أداة تستخدم الجندر لاعتلاء هيراركية سلطة او بالاحرى هي تجمع قبلي على اساس الجنس او الجندر أساسها الفلسفي يساري سطحي متداعي و كل الفكر اليساري ما بشتري بقشرة بصلة فالمشكلة بالنسوية الحديثة مشكلتين الأهداف و التوجه و الأساس الفلسفي.

Ahmad Nazir Atassi Nour Eddin Belal مؤامرة للوصول الى السلطة. لا اعرف، لكن ينطبق على بعض من اعرفهم

فراس م.سعد ما رأيك بمصطلح المجتمع العَمومي نسبة للاعمام. او المشايخية نسبة لمرجعية شيخ العشيرة القبيلة الطاىفة او المجتمع الزعاماتي نسبة للزعيم زعيم الحارة...

Ahmad Nazir Atassi فراس م.سعد العَمومي يحدد مركز السلطة في شخص وليس في وظيفة. المشايخي يحدد السلطة في وظيفة وهو مصطلح موفق. وهو ترجمة جيدة ل patriarchy.

Rana Sibai ان التمييز والتهميش وعدم المساواة بالحقوق في مجتمعاتنا هي اشكاليه معقده في الحقيقه ومن الذي اعطى احقيه التسلط والسلطه لنوع معين سواء كان ذكر او انثى فهذه اشكالية ثانيه المرأه هي التي تربي وتنشئ المجتمع وهي من تعطي الاحقيه للذكر بالتميز وكانه عملة نادره والعجيب انها هي نفسها تظلم من هذا الذكر التي ساعدت في تشكيله ولنستطيع تنظيم هذه الاشكالية لابد لنا من قوانيين تحمي حقوق الطرفين بحيث لا تسمح لطرف بفرض سلطته وتسلطه على الاخر القانون والعدل في الحقوق والواجبات هي الميزان لاصلاح معضلة كهذه

Ahmad Nazir Atassi Rana Sibai هناك الاعراف وهناك القانون. بالطبع يحب العمل على الجانبين. لكن سؤالي هل يقع العبء على النساء فقط ام على تحالف بين الرجال والنساء؟ مأخذي على الممارسات النسوية انها ترى معركة بين الرجال والنساء، في حين اعتقد ان المعركة هي بين منظومة ومنظومة، وبالتالي التحالف اساسي. المظلومية تجعل كثيرا من الرجال متخوفين من الدخول في صراع على السلطة فقط.

Rana Sibai Ahmad Nazir Atassi اعتقد بان الكثيرين وعلى مر التاريخ استخدموا مرارة الشعور بالمظلومية والاضطهاد والمشاعر السلبية لا لانصاف المظلوم ولكن ليحلوا محله ويمارسوا عليه ابشع انواع الظلم ولهذا تقوم الصراعات بمختلف أنواعها واشكالها

Badr Samman الا ترى ان سلطة الذكر اتت من ذكوريته.

Ahmad Nazir Atassi Badr Samman هذا هو السؤال المركزي. الجواب كان بنعم، لكن الان الجواب اقرب الى لا

Rana Sibai Ahmad Nazir Atassi النساء في مجتمعاتنا أكثر ذكورية من الذكور انفسهم فتراهن يربين أبنائهن على ذلك فتطبع شخصية أولادها بشخصية الذكر الذي يبرهن رجولته عبر اضطهاد المرأة وتعوّد بناتها على الخنوع والرضا بظلم المجتمع

Rana Sibai النساء في مجتمعاتنا أكثر ذكورية من الذكور انفسهم فتراهن يربين أبنائهن على ذلك فتطبع شخصية أولادها بشخصية الذكر الذي يبرهن رجولته عبر اضطهاد المرأة وتعوّد بناتها على الخنوع والرضا بظلم المجتمع

17 كانون الأول، 2022 - لمجتمع_الجندري_السلطوي ج٢- لست نسويا، بل جندري

لا ارى خصوصية في نضال النساء، مع اني اعترف بخصوصية اضطهادهن. تماما مثلما لا ارى اية خصوصية في نضال السود في امريكا على الرغم من خصوصية معاناتهم. انها مسألة عملية بحتة واعتبر هذه المقولة موضوعا هاما للنقاش وليست موقفا. ولا يعني ذلك اني لا اعرف الحالات السورية في اضطهاد المرأة معرفة مباشرة وعن قرب. ان شعار حقوق المرأة هو شعار غير ممكن عمليا لان تحقيق هذه الحقوق يعني تغيير المنظومة الابوية (الجندرية السلطوية) وبالتالي فان التغيير سيطال الجميع رجالا ونساءا. وبالتالي فلا بد ان يتحد الرجال والنساء من اجل ذلك التغيير. العلاقة بين الرجل والمرأة لا تسمح بالفصل. وهذا ثابت في اية منظومة ابوية او امومية او غير ذلك. ان النسوية اليوم تمتلك مظلومية اكثر من امتلاكها الادوات وهذا محزن بالحقيقة. والقضية ليست نسبية مثل ان المرأة يجب ان تعمل ضعف عمل الرجل لتحصل على نفس الراتب. في المنظومة الابوية القائمة لن تحصل المرأة على نفس الراتب ولو اشتغلت عشرة اضعاف نظرائها من الرجال. وهي في بعض الدول تحصل على حقها لان جبهة الابوية فيها شرخ. اي ان بعض الرجال يطالبون ويؤمنون بحقوق المرأة وبضرورة تغيير المنظومة. ان ضرورة هذا الاتحاد ليست لان المرأة بحاجة الى الرجل، ولكن لان العلاقة بينهما في المجتمع بنيوية جدا ولا يمكن ان تتغير الا بجهود الطرفين.

Douha Al Fayyad شكرا لحضرتك استاذ أحمد، الاتحاد بين الرجال والنساء شرط لازم وغير كافي لحصول التغيير المنشود، وشاع المثل القائل "إيد وحدة ما تصفق"، ما يزعجني أحيانا أن تكون المؤتمرات لحقوق المرأة مثلا فيتم توجيه الدعوات لقلة قليلة من الناشطات، ويكون تواجد المرأة أقل من النصف غالبا. ولا أريد التحدث عن اقصاء المرأة شبه المتعمد من عدة أمور أخرى (المجال السياسي مثلا). نحن ـ النسويات ـ قد نكون غير موفقين باختيار لفظ يوصف نشاطنا، لذلك افضل تكرار الهدف "عدم انتقال السلطة من الرجل إلى المرأة، كسر حلقة قطبية السلطة في المجتمعات". المظلومية في النشاط النسوي يعكس لي أننا لازلنا في بدايات البدايات للتغيير الاجتماعي (كأن يتم حصر النشاط النسوي بحالات العنف الجسدي ضد المرأة فقط) بالنسبة للعمل: ما نقصده بضعف عمل الرجل لنفس الراتب، سببه التحقير والتشكيك المبطن لجهد المرأة وقدرتها على إنجاز العمل في بعض المهن (تجربتي الشخصية في الهندسة)، مما يؤدي إلى دخول المرأة بعقدة "إثبات الذات في العمل" أكثر من الرجل. تحياتي ومودتي 🙂

Ahmad Nazir Atassi Douha Al Fayyad احد اسباب ابتعادي عن استخدام صفة نسوي لنفسي او لعملي هو ابتعادي عن النشاط او الحراك او النضال. القضايا النضالية اليومية، وصياغة المطالب، والمطالب قصيرة المدى والبعيدة المدى، والمطالب المناسبة لهذا المجامع وليس ذلك، وغيرها كلها محقة ومفيدة وضرورية وانا افهمها واتفهمها. لكني افضل العمل النظري وهي فعلا معيقة، وغالبا ما انتهي محللا لها وناقدا بدل ان اكون داعما. اعرف تماما عدم تواجد النساء في مؤتمرات حقوق المرأة، وافهم معضلة اختيار الاسماء والصفات، واعرف معضلة اختيار الاولويات، وافهم القضايا الساخنة مثل المساواة بالراتب مقابل نفس الجهد والعمل، لكنها كلها قضايا نضالية وتفاوضية تحضر وتغيب تأتي وتذهب. اهتمامي نظري اي ما هو معنى تغيير منظومة ما، وكيف يمكن خلق تمايز جديد وتوزيع ادوار جديد وتوزيع سلطة جديد. شكرا لك.

Douha Al Fayyad بالنظر لألمانيا، تغيير المنظومة بالخمسين سنة الماضية بدأ من تغيير القانون على الورق، النتائج كانت إيجابية، ولكنها لم تجتث المشكلة من أساسها، لدى قانونهم كل ما ذكرت سابقا (توزيع الفرص والسلطة حسب الخبرات والقدرات)، ولكن لازال هناك فئات (وأقصد بالعمل) مهضومة الحقوق (غالبا نساء)، لسبب بسيط أن رب العمل يبحث عن إمكانيات الاستفادة من ثغرات القانون قبل تطبيقه. فنجد أنه لا يترك أدلة مكتوبة خلفه، ولا يتلفظ بكلمات تثبت إدانته. لا أعتقد بأن التاريخ يعطينا مثال لاستراتيجية، دولة استطاعت حل المشكلة من جذورها، ولكن الغالب استطاع التقليل من المشكلة، واستطاع اختراع المورفين لتخدير ما تبقى (أو من تبقى). تحياتي

Lahcen Ouzine صحيح الامر يتعلق بالمجتمع الجندري مما يستلزم ضرورة التحليل الجندري والابتعاد بأقصى ما يمكن نقديا عن المصطلحات والمفاهيم الجنسية البيولوجية التي لا تزال عالقة في كلا الثقافتين النقدية للنظام الابوي، أو لدى بعض التوجهات النسوية. ولن يتأتى هذا الا بمخاطرة معرفية في انتاج أدوات التحليل الجندري البعيد عن قطبية جدل النفي الى التفكير في جدل التكامل

Ahmad Nazir Atassi Lahcen Ouzine اعجبتني، جدل النفي وجدل التكامل. هذا فعلا توجهي. النسوية الى الان منطق نفي. ولكني افهم مطبات العمل المطلبي

Lahcen Ouzine نعم الكثير من الكتابات النسوية تتورط في جدل النفي، وهي تعيد انتاج اللغة والمفاهيم الجنسية والابوية التي ترفضها، فالاحادية في التفكير النقدي هي نفي وتسلط قطبي

Ezzat Baghdadi ماحدن رح يفهمك . الناس تحلل المواقف ولا تحلل العلاقات . لأن المواقف بسيطة والعلاقات شديدة التعقيد. من حيث المبدأ يتطلب هذا النقاش أن يكون أطرافه من أصحاب الاختصاص .

Ahmad Nazir Atassi Ezzat Baghdadi المعضلة الازلية. اكتب هنا لان الفيسبوك يعطيني الدافع. اما الكتابة لنفسي فلا تثيرني

Nour Eddin Belal الفكر النسوي المعاصر او احد اهم دعائم الفكر النسوي المعاصر هو الفكر المظلوماتي للأسف و بسبب هالشي و بسبب طبيعة الفكر المظلوماتي و نتائجو الكارثية ع المجتمع فأنا برفضو. المشكلة بالنسوية انو هي كوليكتيف بتقسم المجتمع لقسمين نساء مضطهدين و رجال يضهدون النساء و هي النظرة سطحية خاطئة.

Ahmad Nazir Atassi Nour Eddin Belal تماما، المظلومية. لكن المظلومية من اساسيات اي نضال

18 كانون الأول، 2022 - المجتمع_الجندري_السلطوي ج٣ - هل النسوية ايديولوجيا ام معرفة؟

نعود الى هذه النقطة مرارا. ولا يزال كتاب الصديق حسام الدين درويش "المعرفة والايديولوجيا في الفكر السياسي المعاصر" على لائحة ما يجب ان اقرأه. يعني الموضوع حامي، وسيبقى حامي دائما باعتقادي. حسب المنظوماتية فان العقل البشري يلعب دورا هاما في بقاء الانسان، وهو دور انتاج المعرفة. اي ان التحليل الاكاديمي المنهجي والتحليل اليومي الاعتيادي كلاهما معرفة، من حيث انهما يصفان ظاهرة تمت ملاحظتها ويستخدمان الوصف في رسم الاستراتيجيات. اي ان اي عمل فكري بشري، حتى ولو كان صنع اسطورة، هو عمل تحليلي (في جانب منه) ومنتج للمعرفة. ولا يزال البحث جاريا ومحتدما في كيفية نقد المعارف ونخبها. هناك ثنائية الذاتي والموضوعي، وهناك ثنائية العلمي والايديولوجيي، وهناك ثنائية المعرفة والعلم، والمعرفة والايديولوجيا، والمعرفة والاسطورة وغيرها من الثنائيات التي تحاول تصنيف المعارف. لكن في الحقيقة، المعارف اكبر بكثير واكثر تنوعا من ثنائية او مجموعة ثنائيات. وقراءاتي الحديثة الخجولة في نظرية القياس Measurement Theory الذي اكتشفتها حديثا (وهي جزء من فلسفة العلم)، يدل على ان الموضوع في بداياته. للتنويه فان معضلة القياس هي الحد الفاصل بين العلمي الموضوعي وغيره، ويبدو ان حد ضبابي fuzzy. ولذلك لن اقتصر على وسم النسوية بالايديولوجيا وامشي. ودعوني اقترح ثنائية جديدة: المعرفة المرتبطة بنضال جاري، والمعرفة المنفصلة عن نضال جاري. بالطبع يمكن استخدام اية معرفة في صراع ما. اقترح نظرية لا اعرف برهانها بعد وهو ان الانخراط في نضال (او حراك او تفاوض او صراع) ما يؤثر على انتاج المعرفة الخاصة بموضوع هذا النضال. ربما سأعود الى هذا الموضوع لاحقا لأبين نقاط تأثير النضال على المعرفة. يمكننا ان نقول ان المعرفة التي ننتجها اثناء ومن اجل النضال هي معرفة ايديولوجية. انها معرفة تقولبها وظيفتها في النضال. من هذا المنطلق اقول بأن النسوية، كمعرفة وكاستراتيجية نضالية مبنية على تلك المعرفة، هي ايديولوجيا. ولا اعارض هنا بين المعرفة العلمية والمعرفة الايديولوجية. فلا يوجد تعريف موحد للمعرفة العلمية (الموضوعية صفة مقترحة، وهناك المعرفة الاكاديمية او المنهجية). ويبدو ان اية معرفة يمكن ان تتحول الى ايديولوجيا. كل ما اريد قوله، وبكلمات متعثرة وغير واضحة ومحددة، هو اني اعتبر النسوية ايديولوجيا حسب التعريف السابق ولذلك ابتعد عنها. لا اهملها، لكني لا ارتاح الى الاجندة النضالية التي تفرض نفسها على عملية انتاج المعرفة عن المجتمع الجندري السلطوي. واحد اكثر عناصر الاجندة النضالية اشكالية بالنسبة لي هي القطبية، كما اشار الى ذلك عدد من المعلقين واخص بالذكر الصديق Lahcen Ouzine الذي لفت انتباهي الى ان القطبية تعني جدل النفي وليس جدل التكامل. فمثلا النسوية تركز على حقوق المرأة، بينما ارى ضرورة التركيز على اعادة رسم خارطة الحقوق بما في ذلك من تكامل عل. طول الطيف الجندري. ولذلك فاني اتفهم الاجندة النضالية للنسوية وادعمها وربما اعمل من اجلها، لكني اجد نفسي ناقدا لها بشدة بسبب قطبيتها وقولبتها للمعرفة من اجل الغايات النضالية. حاولت في ايام الشباب ان اناضل من اجل مبادئ ما لكني لم اجد نفسي هناك ولم استطع ان اتغاضى عن تناقضات المعارف النضالية.

Kazem Alzahouri كما هو الحال في مصطلح المجتمع الأبوي صار عندي حساسية من مفهوم الجندر و استخداماته ولا اعرف تعريف واضح له و الفرق بينه وبين الجنس البيولوجي من المفيد في هكذا نقاشات تعريف المصطلحات بدقة قبل الانطلاق في النقاشات أظن أن الفرق البيولوجي الوحيد بين الانثى و الذكر هو القدرة على الحمل و الولادة وهي ميزة لايستطيع الرجل ابدا أن يصل إليها وهناك أيضا بعض الفروق في استقلاب الشحوم و العضلات تجعل الرجل أكثر قدرة بعض الشئ على القيام بأعمال شاقة بعض الشيء كالصيد مثلا في المجتمعات البشرية الاولى منذ أكثر من قرن حققت النساء الكثير من الإنجازات في المجتمعات الصناعية ولكن النسوية اليوم في هذه المجتمعات أصبحت اقرب إلى المظلومية لجر العطف و المشاعر في مجتمعاتنا حصلت انتكاسة على هذا الطريق في السبعينات فخسرت البنات الكثير من انجازات الأمهات لأسباب كثيرة لكن اظن أن الحروب و الثورات العربية منذ عقد أعادت طرح الأسئلة الصعبة و حررت الكثير من الاحفاد ذكور و اناث من مشاكل الآباءو الأمهات مع موضوع النسوية

Ahmad Nazir Atassi Kazem Alzahouri اتفق معك في كل ما طرحته. سأكتب بوست عن الجندر

حسام الدين درويش مسا الخير نظير، أرى أن القول بأن النسوية أيديولوجيا ينبغي ألا يكون موضع خلاف، لكن السؤال هنا هل هي محض أيديولوجيا؟ ما الأسس المعرفية التي تتأسس عليها و/ أو تؤسسها؟ وإلى أي حد تؤثر هذه الأيديولوجيا إيجابا و/ أو سلبا في النتاج المعرفي النسوي؟ البعد الأيديولوجي ليس جيدا أو سيئا بحد ذاته من وجهة نظري، لكنه في كل الأحوال موجود وضروري، بمعنى ما. وقد اكثفت فهمي للعلاقة بين الأيديولوجيا والمعرفة بالقول "المعرفة بدون أيديولوجيا عمياء، والأيديولوجيا بدون معرفة جوفاء". تحياتي

Ahmad Nazir Atassi حسام الدين درويش بالطبع انا معك تماما. ليس عندي اي موقف تجاه الايديولوجيا. واعتقد ان اي نشاط او نضال يجب ان تقوده ايديولوجيا. ولا يمكنني ان اقول ان الايديولوجيا لا علمية. انا فقط اردت ان اربط بين الايديولوجيا والنضال لاني منسحب من النضال ومتطلباته. ولا يشكل ما قلته نقد بأي عمق للنسوية، فأنا كذلك لم اتعرف بعد على كل تنوعاتها.

19 كانون الأول، 2022 - المجتمع_الجندري_السلطوي ج٤ - ما هو الجندر

اولا- لغويا، وهذا اسوأ تعريف، الجندر gender مشتقة من الفرنسية genre، المشتقة من اللاتينية genus. وهي تعني ببساطة النوع او الجنس، اي ذكر او انثى. ثانيا- الترجمة الى العربية: برزت الحاجة حديثا الى نقد الثنائية ذكر وأنثى، والى الحديث عن ما هو بين الذكر والانثى. فطرحت الاكاديميا مفردة جندر وتم نقلها الى العربية كما هي لان كلمة جنس تحيل الى التمييز الثنائي. ثالثا- الجنس القطبي او الكمومي: مع صعود حركة حقوق المثليين في الغرب والولايات المتحدة خاصة، كانت الخطوة الاولى هى اضافة اجناس اخرى الى الثنائية: مثل سحاقي، مثلي، ثنائي، متحول، كوير. لكن الانتقال من القطبية الثنائية الى تعدد القطبية، او الكمومية، لم يُرض الجميع. وتعددت التسميات والمطالب بالاعتراف: فهناك اللاجنسي، والخنثى، والمخنث، والمسترجلة، والعابر بالملابس، والذكر صغير العضو، والمخصي. وماذا يمكن ان نقول عن المرأة التي انقطعت عنها الدورة، وعن الرجل الذي لا تفرز غدده تستسترون كافي (كما في كبار السن)، والمرأة التي تهرب من الجنس، والرجل المصاب بالعنانة، والذين يمارسون المثلية كتفضيل وليس كحتمية عضوية، والمرأة التي لا تنجب، والرجل الذي لا يفرز حيوانات منوية. وماذا عن الرجل المسالم غير الحمش، وماذا عن المرأة القوية الشخصية، وماذا عن الرجال الذين يمتهنون مهن "غير ذكورية" او النساء اللواتي يمتهن مهن "ذكورية"، وماذا عن المرأة التي تربح اكثر من زوجها، وحتى ماذا عن الرهبان والراهبات الذين يمتنعون عن الجنس. وماذا عن التفضيلات المعتبرة مرضية مثل تفضيل الاولاد او الحيوانات او الجثث، وماذا عن السادية الجنسية والمازوخية والانصياع الجنسي. بعض هذه الانماط البشرية لها اساس عضوي، وبعضها نفسي، وبعضها اجتماعي ثقافي. رابعا- الجنس الطيفي، الجندر: ونلاحظ ان هناك تعريفات عضوية (ذكر، انثى، خنثى)، وتعريفات نفسية (مثلي، متحول)، وتعريفات اجتماعية (رجل، امرأة)، وتعريفات ثقافية (الرجل والمرأة حسب الثقافة). وما يزيد التعقيد هو ان كل هذه التعريفات ليست قطبية. فاذا اعتمدنا على البيولوجيا، وقلنا ان الذكر من له عضو خارجي مع خصيتين والانثى من لها عضو داخلي مع مبيضين، فان التسمية لا تغطي جميع الحالات المعروفة. طبيا، اذا كان العضو الخارجي الذكري اصغر من طول معين فانه الطب لا يعتبره ذكرا. هناك نساء دون مبيضين، وهناك رجال دون خصيتين. وحتى البظر عند الانثى ثبت انه هو نفسه القضيب عند الذكر لكن بشكل هندسي مختلف. والبظر نفسه له اطوال مختلفة. واذا اعتمدنا التصنيف النفسي فان المثلية، مثلا، يمكن ان تكون حتمية بيولوجية او نتيجة تحول سيكولوجي او مجرد تفضيل. لا بل يمكن لاي انسان حسب التربية ان يكون مثليا بالممارسة. اذا اخذنا الاغريق القدماء وثقافات كثيرة تبعتها، فاننا نجد ان المثلية كانت ممارسة ثقافية. وبعض المجتمعات تعتبر المثلية مرحلة من مراحل تطور الفرد. واذا اعتمدنا التصنيف الاجتماعي الثقافي فان تعريف الرجل او المرأة يعتمد على ممارسات قد تحضر وقد تغيب. لا بل ان الثقافات تميز بين درجات من الرجولة والانوثة. والحقيقة هي ان اي تصنيف هو مزيج من المعايير العضوية والنفسية والثقافية والاجتماعية. فلا يوجد ذكر بمعزل عن الرجل ولا توجد انثى بمعزل عن المرأة. ولا يوجد اي تصنيف بمعزل عن التفضيل الفردي والمعايير الاجتماعية. ويمكن للمثلي ان يتصرف كذكر حمش، كما يمكن له ان يتصرف كأنثى. والملاحظة الثانية هي ان اي تصنيف هو طيف مستمر من الفروقات. الذكورة طيف مستمر والرجولة طيف مستمر والانوثة طيف مستمر وهكذا. ومن هنا نشأ مفهوم الجندر الحديث: ١- كل التصنيفات متداخلة؛ ٢- وكل التصنيفات موجودة على طيف مستمر. ولذلك فالافضل الاقتصار على مصطلح واحد غير قطبي، الجندر. خامسا- هل يحتاج المجتمع الى تصنيف قطبي: يحس كثيرون بان الطيف المستمر نقمة ستؤدي الى اضطرابات اجتماعية. لا بل يعتقد كثيرون ان مجرد تعدد الاقطاب هو نقمة ولعنة من الرب. ويقولون: على مر التاريخ وفي كل المجتمعات الذكر هو الذكر والانثى هي الانثى، والرجل هو الرجل والمرأة هي المرأة. خاصة وان الكتب الدينية المقدسة تميز فقط بين جنسين خلقهما الله منذ بداية الخليقة. انصح هؤلاء ان لا يعتمدوا كثيرا على التاريخ فتنوع التصنيفات والثقافات عبر التاريخ هائل ويدعم الطيفية. والكتب المقدسة لا يدعهما العلم لا الجيولوجي ولا البيولوجي. لكن يمكنني ان اقول انه في مكان ما وثقافة ما ومجتمع ما وزمن ما فان هناك قطبية. اي ان المجتمع يتفق على تعريف معين يميز من خلاله اقطاب (قطبين او اكثر). اي ان القطبية هي مجرد عرف اجتماعي. سادسا- الانتقال المكاني والزماني - الجندر كسيرورة: لكن ماذا عن مجتمع ما بين زمنين. اي هل يمكن للمجتمع ان يغير تعريف الاقطاب؟ بالطبع. ولا تعترف كل المجتمعات في زمن واحد بنفس القطبية. فماذا عن الانفتاح بين المجتمعات وما يسببه من قلقلة في تعريف القطبية المحلية؟ اي لدينا نوعان من الانتقال: الزماني والمكاني. تتغير القطبية حسب الزمان وحسب المكان. وفي المجتمعات الحديثة المتداخلة يمكن ان تتغير القطبية بين ثقافتين تعيشان في المدينة ذاتها. هذا يعني اننا في الوقت الحالي نشهد عملية انتقال معقدة يختلط فيها الزماني والمكاني. في مكان واحد يحصل التغيير مع الزمن، كما يحصل الانتقال حسب الثقافة. هل سنصل عالميا الى تعريف موحد للقطبية في زمن واحد؟ لا اعرف. وهذا بالتحديد ما يدعونا اكثر من اي وقت مضى لان نفهم الجندر بكل ابعاده: التصنيفات، الطيفية، السيرورة. مجتمعنا السوري المتشظي بالتحديد يعيش هذين الانتقالين.

Nour Eddin Belal سؤال ممكن يكون الشخص نانبيناري اليوم و بعد كم يوم يصير غي او امراءة هي التصنيفات غير موضوعية معقول في اكتر من واحد و سبعين طريق للتصنيف؟!

Ahmad Nazir Atassi Nour Eddin Belal هدا صراع هويات وليس علم. يمكن تعمل اللي بدك ياه.

Khaldoun Al Khuja Nour Eddin Belal ومن هذا الطيف الواسع : scatophilie

Ahmad Nazir Atassi Khaldoun Al Khuja حلوة، غوغلتها، الخرائيون

Khaldoun Al Khuja Ahmad Nazir Atassi المتعة الجنسية بأكل الخراء، أطلعني عليه أحد مرضاي

22 كانون الأول، 2022 - المجتمع_الجندري_السلطوي ج٥ - اداة التحليل النفسي

انتهيت لتوي من قراءة كتاب "ذكر شرقي منقرض" للدكتور محمد طه. ادعو الجميع لقراءته. موجود على النت. ١٥٧ صفحة فقط. بياخد ساعتين او ثلاثة. شكرا رولا على النصيحة.

Houssam Attal ملاحظة بسيطة لغوية لاعلاقة لها بالمحتوى. انا من انصار ادخال بعض العامية في النصوص خاصة عندما يكون هناك حوار يصعب نقل روحه بالفصحى. لكن لا أجد سبباً جيداً للكتابة العامية الكاملة. مثلا من الاسهل والالطف قول لا اشرب ولا آكل بدلا عن مابشرشي و مابكولشي. ملاحظة عابرة فقط.

Ahmad Nazir Atassi Houssam Attal اعتقد ان الخيار بسبب الشريحة العامة التي يتوجه نحوها الكاتب.

Ahmad Nazir Atassi Houssam Attal حاولت ان اثق بخياراته. التحليل النفسي لا يكون الا باللغة المحكية. يجب ان نقبل بثنائية اللغة والتساوي بين اللغتين.

Houssam Attal Ahmad Nazir Atassi راح نختلف هون شوي نظير، ولكن مو مشكلة كبيرة راح حاول اقرأ الكتاب بغض النظر.

24 كانون الأول، 2022 - المجتمع_الجندري_السلطوي ج٧ - التحليل النفسي والثقافة

هذا كتاب قديم من السبعينات، كتبه انثربولوجي امريكي يهودي. وهو يحاول من خلاله رسم ما يسميه بالشخصية القومية العربية. انه الوجه الاخر للتحليل النفسي حين يتم تعميمه وحين يتم القفز بين مفاهيمه حسب الرغبة. الكتاب شديد العنصرية وحججه واستنتاجاته تحتاج الى مراجعة. لكنه يثير كمية كبيرة من الاسئلة التي لا تزال معنا الى اليوم. والغريب في الموضوع ان الاراء الموجودة في هذا الكتاب عن الثقاقات العربية هي نفسها التي يعتقدها كثير من المثقفين العرب عن انفسهم. لا اروج للكتاب او انصح الجميع بقراءته. لكنه جيد بالنسبة للمهتمين بمواضيع التحليل النفسي الجمعي حيث لا تزال مواضيعه تحت البحث.

Amer S S Atassi كتاب سطحي بالكاد يمسك بأطراف الموضوع الذي يحاول أن يناقشه... لا يستحق القراءة..

Ahmad Nazir Atassi Amer S S Atassi الكتاب مش سطحي انه عنصري الى اقصى الحدود. ما الفت الانتباه اليه هو المواضيع التي لا تزال محل اهتمام. ساضيف

Houssam Attal أثار حنقي عندما قراءته. لكن ذلك من اكثر من ٢٠ سنة، لا أدري اليوم وقد تغير تفكيري كثيرا كيف أحس إذا قراءته مجددا.

Ahmad Nazir Atassi Houssam Attal انتقي المواضيع واشوف شو وجهة نظره. لكن بشكل عام الكتاب عنصري جدا ويسيء استخدام التحليل النفسي. لكن الا ترى وجه الشبه مع كتاب محمد طه "ذكر شرقي منقرض". نفس المواضيع.

27 كانون الأول، 2022 - المجتمع_الجندري_السلطوي ج ٨ - الامومية في المجتمع الجندري السلطوي - القبيسيات مثالا

اولا- الابوية والامومية نموذجان متكاملان: كان قرار اعتماد تسمية المجتمع السلطوي الجندري موفقا على ما اعتقد، لانه اتضح لي ان الابوية ليست الا احد اوجه هذه الظاهرة. الوجه الآخر هو الامومية. اذا كانت الابوية تعبر عن سلطة الاب، فان الامومية تعبر عن سلطة الام. والنموذجان وجهان لعملة واحدة هي السلطوية التي تستخدم التمايز الجندري من اجل توزيع السلطة. فمثلا، في الاسرة السلطوية، لا توجد فقط حالة ابوية من التسلط، بل يجب ان تصاحبها حالة تسلطية امومية. وقد توضحت الفكرة بعد قراءة كتاب محمد طه "ذكر شرقي منقرض"، لكن بالاخص بعد عودة مجموعة القبيسيات الى مركز الاضواء. ان القبيسيات جماعة امومية بامتياز، اي انها تقوم على نموذج تسلط الام. وهي توازي وتشابه جماعة كفتارو الصوفية التي تقوم على نموذج تسلط الاب. لكن التفوق الابوي يأتي من أن القبيسيات نشأت بمباركة من كفتارو، بحيث اذا رفع كفتارو يوما مباركته للحركة فانها ستفقد مشروعيتها وستموت. لكن نشوءها من رحم الصوفية الكفتارية دليل على ان السلطوية الابوية بحاجة دائمة الى السلطوية الامومية. ثانيا- سمات الامومية: وكما تقوم الابوية على نموذج (صفات) معين للذكر، فان الامومية تقوم ايضا على نموذج معين للانثى. ويمكن ان نضع هذه الصفات في ثنائيات مرتبطة عضويا (اي ان صفة الانثى ليست مستقلة عن صفة الذكر بل مكملة لها) الاب القائد - الام المربية الاب الصارم - الام الحنونة الاب المعيل - الام المدبرة الاب العقلاني - الام العاطفية الاب نحو الخارج - الام نحو الداخل الابن من صلب الاب - الابن من رحم ووعاء الام عقاب جسدي - عقاب نفسي فحولة جنسية - اغراء وفتنة تعريف النسب - استمرارية النسب علاقة مع المجتمع - علاقة مع الذات اختيار نسب زوجات الابناء - اختيار صفات زوجات الابناء التوجه العام - التفاصيل لكن النموذجين يشتركان بالسلوكيات: الطاعة العمياء، وقف التفكير والاسئلة، انعدام المبادرة الفردية، الاحساس بالذنب، حصرية الانتماء، محاربة الفردية. ثالثا - النموذج التعليمي: يعتقد الكثيرون ان الجوهر هو في الافكار (هنا الدين)، فاذا تغيرت الافكار تغيرت السلوكيات والسمات. اعتقد ان محتوى التعليم لا يهم احيانا بقدر ما تهم الهيكلية القائمة على التعليم (وهذا ما تعبر عنه المقولة ان الثقافة تنتج من البنية). منذ منتصف الالفية الاولى قبل الميلاد ظهرت في جميع انحاء العالم اديان (خلاصية) تقوم على علاقة المعلم-الطالب او المريد. المعلم الاكبر هو المؤسس (رسول، نبي، فيلسوف، مربي)، التعليم او التعاليم هي الدين، والناجي هو الطالب او المريد. وفي هذه البنية تشترك الزرادشتية والبوذية واليهودية والمسيحية والافلاطونية والميثرائية والديونيسية والايزيسية وغيرها من ديانات وفلسفات الاسرار والخلاص. والاسلام يتبع نفس النموذج، حيث الصورة الاهم لمحمد هو كونه معلم وكون صحابته تلاميذ، وكون رسالته (المحتواة في الحديث وفي القرآن) هي محتوى التعليم الذي يمنحه. وعلى هذه الشاكلة تأسست الطرق الصوفية ومدارس الشريعة ومدارس الحديث: معلم وتلاميذ ودروس؛ دروس في الشريعة او دروس في الحديث او دروس في الروحانيات والخلاصيات. ولذلك فلا عجب ان النموذج التعليمي هو الاقوى حضورا الى اليوم سواءا عند الصوفية او في حلقات الدروس المشيخية او حتى في تنظيم حركة الاخوان المسلمين. ولا عجب ان القبيسيات تقوم على نفس النموذج التعليمي. اي لدينا تشابك عضوي هائل بين نموذج الاسرة ونموذج التعليم: اب-معلم، ام-مربية، ابن/ابنة-مريد او تلميذ. رابعا - القبيسيات - نقل الصوفية الى النساء: القبيسيات هي نقل الصوفية الى عالم النساء. ولا بد ان الماضي يحمل مثل هذه المحاولات لكن ايا منها لم يترك اثرا. اما القبيسيات فقد نجحت وتمددت من دمشق والى باقي سوريا والى العالم العربي المحيط. النموذج صوفي تعليمي. لكن الذكاء هو في اضافة النموذج الامومي الى الخلطة (اي الام المربية التي تلتهم اولادها من كثرة المحبة فلا تدعهم يتنفسون). ويبدو لي ان هذه الظاهرة، كغيرها من الظواهر الاسلامية الحديثة، جاءت ردا على التغيرات العميقة التي تعرضت لها المجتمعات الشرق اوسطية الاسلامية. ولا اقول هنا ردة فعل على الحداثة لاننا في الحقيقة لا نعرف الحداثة وانما نعرف تأثيراتها علينا: مثل الانفجار السكاني، تعليم النساء، عمل النساء، الديكتاتوريات البيروقراطية، وسائل الاعلام، العولمة الثقافية، الخروج من قوقعات الحارة والضيعة والعائلة الممتدة وغيرها. وقد اقترح توماس بيريه ان النموذج التعليمي (المدرسة والحلقة) ونموذج الجمعيات الخيرية للجماعات المشيخية الصوفية الاصل كان تأقلما مع المعطيات الحديثة. وكذلك اقترح ان تعميم النموذج الصوفي التعليمي الجديد على النساء من خلال القبيسيات هو ايضا محاولة للتأقلم. وقد كانت محاولة ناجحة جدا. لقد جاءت في مرحلة حرجة كان المجتمع المديني التجاري يعلن فيه الثورة على نظام الاسد الطائفي الذي اقصى ذلك المجتمع عن مركزه القيادي السياسي والاقتصادي. كان المجتمع المديني منقسما الى تيارين: تيار محافظ متدين وتيار مستغرب (اما ليبرالي او يساري او قومي). وقد توسع التيار الثاني باتجاه الريف مما مكن من صعود قيادات شعبوية (عسكرية حملت شعار التنوير) قضت على حكم الطبقات التجارية المدينية (ملاك الاراضي والتجار والبرجوازية الصناعية الحديثة). المجتمع المديني بتياريه ثار على الاسد عام ١٩٨٠. لكن الديكتاتورية كانت اذكى بدرجات اذ بنت تحالفا اعرض شمل الريف، وقسمت الصف المديني المتدين من خلال دعم الصوفية التقليدية (ومحاربة الجزء المنظم الحركي المتمثل بالاخوان)، وحاصرت التيار المستغرب ورمته في السجون والمغتربات. عندها انكفأ المجتمع المديني على ذاته وترك اية توجهات غربية غريبة وانضم الى الصحوة الاسلامية التي كان يقودها التيار المتدين الصوفي المتحالف مع الديكتاتورية. في كثير من الانتقادات تتكرر عبارة من نمط "لقد استهدفت القبيسيات العوائل الدمشقية البارزة". نعم هذا صحيح، وهو صحيح في كل المدن الكبرى. وهو يمثل تلك الانعطافة في انضمام التيار المديني المستغرب الى احضان الصحوة الاسلامية. وهناك نقطة اخرى لن نتحدث عنها هنا. وهي ان الصحوة الاسلامية بشقيها الابوي والامومي ادارت عملية دمج الريف القريب والمهاجر في المنظومة الثقاقية المدينية. وهكذا (اذا جمعنا المجتمعين الاسلاميين المديني والريفي في بوتقة واحدة) فانه يمكن الحديث عن طائفة سنية. وهكذا اكتمل المشروع الاسدي في تطييف سوريا واخضاعها للديكتاتورية البيروقراطية المعسكرة. خامسا - الصوفية الامومية - كيف تعمل؟ ١- المربي والمربية: يتم تقديم اسامة الرفاعي او احمد كفتارو مثلا على انه مرب فاضل. وكذلك يتم تقديم منيرة القبيسي على انها مربية فاضلة. الايدي اليمنى للشيخ الصوفي يسمون اساتذة. والمربيات الفرعيات (الايدي اليمنى لمنيرة القبيسي) يسمين آنسات وهو نفس المصطلح المستخدم في سوريا للمدرسة. ٢- المسجد/المدرسة والمنزل: مكان اللقاء هو اما حلقة الدرس في المسجد او غرفة الصف في المدرسة الشرعية (هذه استعارة من النموذج التعليمي الفرنسي، السلطوي ايضا). اما مكان لقاء القبيسيات فهو الحلقة التدريسية لكن في المنزل. لا يجوز ان تترك المرأة المنزل والا فانه اعتراف بخروج المرأة الى الفضاء العام. ٣- اللاسياسية المزعومة: دائما كانت الصوفية تؤكد على بعدها عن السياسة، ودائما كانت الصوفية في قلب السياسة من خلال تحكمها بالمجتمع وثقافته. لا توجد حركة اجتماعية تتخطى حدود الاسرة الا ويكون لها تأثير سياسي. علاقة كل الطرق الصوفية من كفتارو الى الرفاعي بالمخابرات ومراكز السلطة تقابلها علاقة للصوفية الانثوية بنفس تلك المراكز. المخابرات كانت تشارك في انتقاء المناهج وتتبع القيادات والتوسع الاجتماعي والتوجه العام للحركة. ٤- السيطرة على التعليم الخاص: من الحضانة والى الثانويات والكليات الشرعية، اهتمت الصوفية الرجولية والانثوية بالتعليم (نموذج التعليم وسلطة المعلم). العقل الخامل هو عقل عاق، لكن ايضا لا مكان للعقل المفكر والمتسائل والشكوك. ٥- الانا العليا - تصوري آنستك: الصوفية السورية الظاهرة والطاغية هي صوفية نقشبندية تتبع طريقة ما يسمى بالذكر الصامت: اغمضي عينيك وتخيلي صورة آنستك ورددي كلمة الله. فرويديا، يمكن التكهن بأن الانا العليا المسؤولة عن تصرفات الفرد في المجتمع هي ما يحاولون الوصول اليه من خلال استبطان الأستاذ صورة وصوتا وفكرا. ٦- الام الطاغية: لا تتصرفي اي تصرف ولا تتخذي اي قرار دون اذن من آنستك. ان غضبها من غضب الله وعصيانها من عصيان الله. الآنسة ستتحكم بموقعك في الجماعة، كما ستتحكم بدراستك واختصاصك واختيارك لزوجك وعلاقتك مع زوجك وكيفية تربيتك لاولادك. قبلي يدها واطلبي الصفح واطيعي. ٧-الحجاب وجسد المرأة: كان الحجاب منذ نهايات القرن التاسع عشر ساحة المعارك الثقافية. الغرب يتدخل بلباس المرأة والشيخ الصوفي والآنسة والام والاب والاخ والزوج ورجال الحارة والدولة حتى. كل المعارك الثقافية السلطوية تحصل حول جسد المرأة (تحركاته، سكناته، لباسه، رمزيته، امتلاكه). كان الحجاب اكبر انتصار للصحوات الاسلامية حول العالم في السبيعينيات وما بعدها. ولا تعرف اية سيدة محجبة اليوم، سواءا كانت في جماعة دينية ام لا، ان حجابها اليوم قد تم تصوره (طبقاته، لفته، لونه) في السبعينات. وقد مر في مرحلة تطور لكنه استقر بسرعة على شكله الذي نراه اليوم. ٨- الشمولية: مكان المرأة الاساسي هو البيت. واذا احبت العمل خارج البيت فسنجد لها الوظيفة الملائمة (معلمة او موظفة في مكتب). لكن المرأة، حسب نظريتهم، هي المربية ومن خلالها يمكن الوصول الى العائلة بأكملها. القبيسيات هي مجتمعات قائمة بذاتها حيث يتم تأطير المرأة في القبيسية، ويتم تأطير الرجل في الجماعة المشيخية. انها حركات شمولية لا تترك اي شيء خارج سيطرتها. تماما مثل الديكتاتورية البيروقراطية (علاقة الحكم بالطائفة العلوية) ومثل الكنيسة المسيحية (الكهنوت المؤسساتي).

Hamdan Atassi مقال عميق وجميل وأعتقد أنّ إقصاء النُخب الحقيقية الوطنية مدينيّة كانت أو ريفيّة تؤمن بتمدين الريف وليس بترييف المدينة وإغراقها في البعد عن الحداثة هو من أهم الأسباب لظهور هكذا حالات في المجتمع السوري لتتحكم به - ولكن السؤال كيف أن كل المشايخ " المحسوبين " كمعارضين لنظام الحكم من الرفاعي لمعاذ الخطيب لحبش نعوها بحرقة وهي كما قلت كانت وتلامذتها حلفاء للنظام ؟!!

Nour Eddin Belal في واقعية شديدة بتوصيفك. فعلا حركات شمولية تاطيرية بشكل مخيف شي بيشبه صين ماو او روسيا ستالين بس على نظام ضيق و جندري المشكلة انو هالنموذج خطرتو تكمن بشموليتو يلي بتشبه شمولية اليسار و بمحافظتو الشديدة يلي بتطابق محافظة اليمين.

Nora Kasas امبارح كنت عبفكر بالنقطة الي ذكرتها ..انه لولا السماح الذكوري الأبوي لما كانت هل الجماعة..و هو شيء بحد ذاته مقرف من وجهه نظري.. بعد اذنك حابه اشارك ما كتبت🙏

Lahcen Ouzine ما قدمته عزيزي أحمد لا يتعلق بنموذجين، إنها الابوية في أحد وجوهها المتسلطة، والمهيمنة في تلبس الامومية كشكل سياسي اجتماعي ثقافي ديني لتمتين وتجذير القهر الذكوري الابوي

Ahmad Nazir Atassi Lahcen Ouzine لم اكن سعيدا باختيار مصطلح "نموذجين"، لكن لم يسعفني عقلي وقتها بمصطلح آخر. انه النظام الابوي. لكن الامومية ستساعدني في لفت النظر الى جانب سلطوي آخر من النظام الابوي وهو سلطة الام. الجميع يعتقد ان المرأة ضحية فقط. المرأة ضحية ومشاركة.

Lahcen Ouzine إنها تستعمل كأداة ذكورية بعد أن يتم سلخ بعدها الانساني كجندر مرفوضة دلالاته و تمثله خارج الاجتماعي الثقافي الابوي الذي يجعلها تتراوح حسب سياقات التسلط الجندري بين المقدس والمدنس. بين الام والفتنة... ولا يمكن أن تكون حاضرة الا كذكر في القيم والمعايير التي تفرض عليها عرفا ومجتمعا وشرعا. هذا يعني انها تحتاج الى اقنعة ذكورية في المجال العام والشأن العام... لغة وتقاليدا وعرفا وشرعا... ولباسا...انها اقنعة ذكورية تمنحها المعادل الموضوعي للتسلط الجندري الذكوري. وبالتالي لسنا امام وضع أمومي بقدر ما نكون امام تحول جنسي وجندري سياسيا وثقافيا للمرأة لتكون مؤهلة " للمشاركة والفاعلية والحضور " كوسائل وأدوات ذكورية أبوية. وبقدر ما يمتلك النظام الابوي هذه الالية في خلق الاقنعة الذكورية كالحجاب مثلا فهو قادر على فرض التحول الجنسي والجندري الرمزي الثقافي على بعض الرجال/المقهورين اجتماعيا وسياسيا، الذين تنتهك " رجولتهم" وكرامتهم وشرفهم .... كحريمات. وهذه القيم والمعايير المرعبة والتي تدفع للقتل باسم الرجولة والشرف... هي احدى الاليات التي تشتغل لمعاودة انتاج المجتمع الجندري المتسلط، حيث من الصعب في ظله الحديث عن الامومية. في المجال العام الديني والسياسي...لا حضور الا للذكورة الابوية وظلالها كالمرأة وباقي المقهورين

Ahmad Nazir Atassi Lahcen Ouzine اتفهم كلامك. اعتقد ان اعتراضك هو على استخدام مصطلح الامومية. اذ كيف تكون هناك مركزية للام في مجتمع المركزية ملك حصري للاب. واتفهم نقطتك حول شرطية سلطة الام بقبول الاب وتكريسه لسلطتها واستخدامه لها. ربما يمكنك ان تساعدني هنا. كيف اعبر عن فكرة ان المجتمع الابوي هو مجتمع سلطوي يلعب فيه الاب والام ادوار متكاملة. يمكن للرجل ان يكون ضحية هذا المجتمع، ويمكن للمرأة ان تكون المتسلط فيه. لذلك ابتعدت عن تسمية المجتمع الابوي لاني اريد التركيز على السلطوية. لكن بالطبع خسرت الدلالة على مركزية الرجل. المرأة تلعب دورا اساسيا في التركيبة السلطوية للمجتمع مكملا لدور الرجل. التركيز على دوى الضحية يعمينا عن دورها السلطوي. لءاك قررت ان اطلق تعبير الامومية على سلطة المرأة والابوية على سلطة الرجل، واجتماعهما هو المجتمع السلطوي الجندري. انها عملية بحث عن مصطلحات لا اكثر. التحليل موجود وماتفقون عليه

Lahcen Ouzine المسألة ربما واضحة كلما عرفنا أننا نتحدث عن الاب والام كنظام سياسي اجتماعي ثقافي للتسلط الابوي الذكوري بالمعنى الذي حددته في مفهوم المجتمع الجندري المتسلط، فهذا يساعدنا على فهم حضور الابوية والامومية كتجليات لما تفرضه سيطرة وهيمنة النظام الابوي حيث لا تدفع فيها المرأة وحدها الثمن، بل تبعا للصرا ع السياسي الاجتماعي وما تفرضه التحولات والتغيرات السوسيولوجية يمكن أن يدفع الرجل ثمنا غاليا، وهذا ما يحدث في الواقع الحي. لكن رغم حضور المرأة سلطة وتسلطا فهي مجرد تابع مسترجل أي تم تذكيره في سياق السيطرة والهيمنة الابوية. والتاريخ العربي الاسلامي عرف سلطانات وملكات بأبعاد وأسس وأطر اجتماعية ثقافية أبوية ذكورية. الى ان اننا امام رجولة، ذكورة أبوية

Lahcen Ouzine لم تخسر الدلالة على مركزية الرجل كمجتمع جندري "أبوي" متسلط لان حضور المرأة هو حضور تابع وخادم . وليس فيه تكامل بقدر ما هو مستوعب ذكوريا، ان الالية السلطوية هنا اقرب الى علاقة الشيخ بالمريد، علاقة يمكن تأنيث المريد حتى ولو كان ذكرا. وهكذا تجد مجتمعاتنا العوض في ما خسرته سياسيا واجتماعيا على مستوى الكرامة الانسانية في رجولة الشرف التي تكرس سيطرة التسلط الجندري الابوي. وللمرأة دور هام في هذا التكريس والهدر للكرامة سواء كانت في موقع سلطة او كضحية

Warda Sham مبدئياً ، تحليل منطقي ، متشعب ومعقد . أنوي إعادة قراءته حتى أقرر فيما إذا كنت أوافق على كل ما جاء فيه علماً بأن رأي سيكون معتمداً على كوني participant-observer.

1 كانون الثاني، 2023 - المجتمع_الجندري_السلطوي ج ٩ - السلطة والذكر وليس التسلط والضحية

اولا- الجماعة البشرية كمنظومة: دراسة اي جماعة تعني وضع الاصبع على الافراد، العلاقات البينية، والرساميل المتبادلة. العلاقات تبني قنوات لتبادل الرساميل. وهذا ما نسميه بالديناميكية. على الباحث الدارس الجماعة ان يلاحظ انماط العلاقات والتبادل. بحيث يتم تقسيم الديناميكية الى اجزاء اصغر لدراستها. ثانيا - النمط الاول - الدور: الفرد في الجماعة يتلقى رساميل ويعطي رساميل ويحول رساميل الى رساميل اخرى. هذا التحويل نسميه الدور. دور الزوج مثلا هو تحويل العمل العضلي او الفكري الى مال. دور الزوجة مثلا هو تحويل الطعام الى جهد وعناية ينتج عنها طفل. دور الاب في اسرة بطريركية هو قيادة الاسرة. دور الام في اسرة بطريركية هو ادارة المنزل وانتاج وتربية الاولاد. بعبارة اخرى، الديناميكية هي مجموع الادوار. ثالثا- النمط الثاني - الدور التحكمي والسلطة: المنظومة المتطورة لا تستجيب للمنبهات فقط، بل تضبط سلوكها بحيث تتحقق اهداف معينة مهما كانت المنبهات (الهدف الاهم هو البقاء وكل هدف ثانوي يصب فيه). اي ان الديناميكية تتنقل على شبكة من السلوكيات المضبوطة. هناك ادوار تنتج معلومات وتستخدمها وتعطي اوامر لضبط السلوك، ونسميها الادوار التحكمية. الاب المزارع مثلا يضبط افعال افراد الاسرة من اجل تكرار حلقة الانتاج الزراعي. الام مثلا تضبط افعال ابنائها ليتعلموا سلوكيات منتجة. هذه الادوار تكون على شكل حلقات اي ان هناك تغذية راجعة وتغيير في السلوك الى حين يتحقق الهدف. الانسان منظومة قائمة بذاتها. لكنه في الاسرة جزء من منظومة اكبر. وحتى تنشأ الاسرة وتستمر على كل فرد ان ينصاع للاوامر الصادرة عن الادوار التحكمية (وهذا يأتي عبر التعليم والتربية). اعطاء الاوامر والحصول على الطاعة (انتاج الفعل المطلوب) يسمى السلطة. يمكن ان نعتبر ان السلطة رأسمال يصرفه صاحب الدور التحكمي للحصول على فعل معين. في المنظومات المعقدة، والتي تحتوي مئات حلقات التحكم (الادوار التحكمية)، رساميل السلطة متعدة وموجودة في كل مكان وزمان. في الحقيقة لا توجد منظومة معقدة دون سلطة. رابعا- الذكر في الاسرة البطريركية: ليست الاسرة ابسط المنظومات الاجتماعية (على العكس)، ولكنها احدى المنظومات التي يمكن الانطلاق منها والبناء عليها. ولذلك فان دراسة المجتمع السلطوي الجندري تنطلق من دراسة الاسرة البطريركية. من اجل البقاء كأسرة هناك عمل تحكمي قيادي (تنسيقي، لوجيستي)، ومن اجل الانخراط في مجتمع اوسع كوحدة متماسكة هناك نوع اخر من العمل التحكمي القيادي (استراتيجي). هذان النوعان من العمل القيادي يضطلع بهما الذكر (الاب، الزوج). هذه ملاحظة تاريخية وليست اثباتا منطقيا. الانثى (الام، الزوجة) بالطبع تمارس ايضا اعمالا قيادية داخل الاسرة (واحيانا كثيرة خارجها) ولو تحت غطاء السلطة الابوية. لماذا استقرت معظم منظومات الاسرة، حول العالم وفي ازمنة مختلفة منذ الثورة الزراعية على الاقل، على الذكر من اجل القيادة (او صورة القيادة)؟ خامسا - السؤالان الاساسيان - السلطة والذكر: ماهي اشكال السلطة في الاسرة البطريركية؟ ولماذا وقع الخيار على الرجل؟ النسوية تطرح هذين السؤالين بشكل مختلف: كيف يتسلط الرجل على المرأة في الاسرة البطريركية؟ كيف استطاع الذكر التسلط على الانثى في تلك الاسرة؟ وبالتالي يصبح هدف النضال هو فضح تسلط الذكر وكسر تسلط الذكر في الاسرة، وانهاء حالة الضحية التي تعيشها الانثى في الاسرة. المشكلة في هذه النظرة، وهي المشكلة في اية ايديولوجيا، انها تشخصن السلطة (الشخصنة عكس البنيوية) ولا تنتبه الى ان السلطة نابعة من البنية وليست نابعة من الذكر. اصلا من الاشكالي جدا افتراض وجود نمط مثالي اسمه الرجل (ذكر، اب، زوج) او المرأة (انثى، ام، زوجة) يمكن تعميمه على كل الاسر البطريركية، بحيث تكون السلطة كلها دائما في الرجل، والضحية دائما في المرأة. داخل الاسرة الواحدة هناك عدة ذكور، وتوزيع السلطة ليس متساويا بينهم. وهناك ايضا عدة اناث وتوزيع حالة الضحية ليس متساويا بينهم. لا بل هناك علاقة سلطوية بين انثى (متسلطة) وانثى (ضحية) ، وعلاقة سلطوية بن انثى (متسلطة) وذكر (ضحية). بالاضافة الى ان الطرف الثاني من العلاقة السلطوية ليس بالتعريف او بالضرورة متضررا او خاسرا، اي ضحية. طبعا رأس الهرم السلطوي في الاسرة البطريركية (ولو بشكل صوري) هو غالبا ذكر. افتراض وجود ضحية يعني افتراض وجود جاني. ونادرا ما يرى افراد الاسرة البطريركية انفسهم بهذه الطريقة، انهم يقبلون بأدوارهم ومواقعهم. الشخصنة (عكس البنيوية) ضرورية للايديولوجيا لان الاخيرة تعتمد على فكرة العدالة ورد الحقوق، وتحرير الضحية ومعاقبة الجاني. ومن هنا تنبع فكرة "حقوق المرأة"، اي ان هناك حالة غير عادلة يجب تصحيحها (اي موضوع نضال عادل). بينما من وجهة نظر منظوماتية، هناك منظومة يجب تغييرها. اصر دائما انه ليس هناك حقوق وانما هناك ادوار في منظومة. غذا غردت تغيير الادوار فعليك تغيير المنظومة. الخطاب الحقوق مجرد لعبة ايديولوجية لجذب الجهود المناضلة. اذن لا يجب ان يكون همنا هو تحديد الضحية والجاني، وانما اكتشاف العلاقات السلطوية ضمن اطار المنظومة البطريركية. بهذا تكون الاسئلة البحثية فيما يخص الاسرة البطريركية: ما هي الديناميكية، الادوار ما هي ادوار الذكور ما هي ادوار الاناث ما هي القيادة، اين السلطة لماذا الذكر على رأس الهرم السلطوي

Lahcen Ouzine ولتحليل تلك الاسئلة البحثية ضروري الجمع الجدلي بين المستوى البنيوي والمستوى التاريخي، يعني الجمع بين رؤية المفكر النقدي وعقلية المؤرخ. وليس بالامر السهل ولكن هذا هو المطلوب لمن لا يريد الوقوف عند سقف تغيير قطع الشطرنج(الشخصنة الحقوقية) بل تغيير البنية وقواعد اللعب. موفق

Ahmad Nazir Atassi Lahcen Ouzine نعم بالتأكيد. لا يمكن الهروب من التاريخ على الاقل من

Nour Eddin Belal طيب سؤال هل يوجد أسرة غير بطريركية؟!

Ahmad Nazir Atassi Nour Eddin Belal بالوقت الحالي، اعتقد نعم. بالحقيقة لا نعرف ما هو شكل الاسرة غير البطريركية. التعريف يقول سلطة الاب. فاذا كانت السلطة للام فهي غير بطريركية. لكن يمكن ايضا ان تكون اسرة تتوزع فيها السلطات. ويمكن ان تكون اسرة غير سلطوية. لذلك ارى التركيز على سلطة الرجل غير مثمر، لان العكس هو سلطة المرأة. ولذلك اركز على السلطة فقط بغض النظر عن يملكها.

Nour Eddin Belal Ahmad Nazir Atassi طيب بتعرف انو الهيراركي بالسلطة هي جزء من طبيعة البشر و الحيوانات بيتحكم فيها السيريتونين . و بما انو عم تحكي على مجموعة من البشر ضمن نطاق ضيق فأكيد لازم يكون في هيرارشي بين افراد هالاسرة اكيد ممكن تتغير مع مرور الزمن و يتم تبادل السلطة بين الأفراد بس كصفة بطريركية و هدا توصيف خاطئ براي هو جزء لا يتجزأ من كون الأسرة أسرة و بالتالي لا يوجد أسرة غير بطريركية

Ahmad Nazir Atassi Nour Eddin Belal نعم السلطة جزء من اي منظومة فيها تراتب. ولذلك لا توجد اسرة غير سلطوية بالمطلق. لكن نعود الى السؤال ولماذا الذكر. فمن الممكن وجود اسرة سلطوية لكن الذكر لا يحتل مركز السلطة. هذا نظري. التاريخ المكتوب لا يعطينا امثلة الا عن الاسرة البطريركية. فكلامك محتمل

Nour Eddin Belal Ahmad Nazir Atassi كمان برأي وضع الذكر بمركز السلطة كمان خاطئ لا تنسى انو المرأة يلي بتختار الذكر للتزاوج و ليس العكس طبعا بمجمل الاوقات و بالتالي السلطة متجسدة بكليهما اي بيتبادلو أدوار السلطة بيناتهم

Khaldoun Al Khuja عزيزي نظير ، ما رأيك في كثير من العائلات الاوروبية وخاصة الاسكندنافية يغيب فيها الذكر الأب بشكل كامل ، وغالباً الصديق الذكر إن وجِد يتنحى عن اي دور سلطوي(ما بدو وجع راس) هل نحن على عتبة انهيار هذا النسق العائلي ، خاصة أن التطور الاقتصادي الاستهلاكي يقود الى الفردانية ، هل هذا يقودنا الى ضرورة أن نكون محافظين في تفكيرنا لا بل في افعالنا

Nour Eddin Belal Khaldoun Al Khuja المثال الاسكندنافي محدود و ما اعتقد قابل للتطبيق و احد الادلة العودة لليمين المتطرف باخر انتخابات و بتعرف اليمين بيجي معو باكيج كاملة

Khaldoun Al Khuja Nour Eddin Belal وفي فرنسا أيضاً ولكن يمكن أقل ، وصول اليمين المتطرف قد لايكون له أي تأثير أمام التطور المادي والنزعة الفردية الملازمة له

Nour Eddin Belal Khaldoun Al Khuja ممكن بس هي الأفكار بالمجمل افكار يسارية ماركسية المنشى تؤمن بأن الانسان كائن اجتماعي فقط يمكن التلاعب فيه باي طريقة اعتقد افكار و أسس كالاسرة و غيرها هي نتيجة آلاف السنين من التطور الجماعي و البيولوجي و اعتقد انو النموذج الاسكندنافي سوف يفشل فشل زريع و المشكلة بالعلوم الاجتماعية انو احيانا بتم الفصل بين الاجتماعي و الايفوليشينري بسيكولوجي و هدا كمان خطأ و بيأدي لنتائج خاطئة

Khaldoun Al Khuja Nour Eddin Belal في فرنسا بدأنا نعيش انهيار العائلة واصبحت نسبة مايسمى monoparentaلا يستهان بها ، وأنت تقول ان الدراسات الاجتماعية تعطي نتائج خاطئة

Ahmad Nazir Atassi Khaldoun Al Khuja شكرا على السؤال. في الحقيقة انا اكتب عن اصول الاسرة البطريركية، وهذا يعني فجر التاريخ المكتوب وابعد من ذلك ايضا. المجتمعات القديمة او التقليدية التي اتحدث عنها كلها زراعية. المجتمعات الحديثة فيها تنوع كبير بأنماط الانتاج، والنمط الزراعي يزول. وبالتالي تزول الحاجة الى العائلة الكبيرة ذات القيادة الذكورية. ما يتبقى بين ايدينا هو العائلة المسماة بالنووية اي الاب والام والولد. هذه العائلة لا تحتاج الى قائد اوحد لانه ليس لها وظيفة اقتصادية او حتى اجتماعية. وظيفتها الوحيدة هي تربية الاطفال، او العيش المشترك بين شريكين دون اطفال. مثل هذه الاسرة مختلفة تماما عن الاسرة البطريركية التي ابحث في اصولها وتركيبتها وديناميكيتها. انت تريد مني ان اقفز فوق موضوع بحثي وان اتكهن حول مستقبل الاسرة النووية، مسألة تربية الاطفال، ومؤسسة الزواج باعتباره عقد بين طرفين. يمكنني ان اقوم بذلك، بعد التنويه الى اختلاف المواضيع. الزواج كعقد اصبح الان ممكنا بين اي شريكين. وفي هذه الحالة انا احبذ القانون الاوروبي الذي يعترف بالمساكنة كعقد. في هذه الحالة الاسرة القديمة بأدوارها المعروفة ستزول وسيحل محلها مساكنة وتفاهم وربما ادنى حد من العقد. الادوار هنا ليست منوطة بجنس معين مثل دور المعيل او المدبر او المربي. اما هل تحتاج تربية الطفل الى دور الاب ودور الام. لا اعرف. دور الاب يتغير وكذلك دور الام. الطفل يحتاج الى حب وتلبية الحاجات وتعليم. وهذه الاشياء يمكن ان يقوم بها اشخاص متعددون. واذا كنت تتحدث عن دور الاب كقائد كما في الاسرة البطريركية، فهذا الدور لا يدخل في تربية الطفل، لا بل له تأثير سلبي. ويالتالي، فالاسرة ذات القائد الذكر لا حاجة لها لا ماديا ولا معنويا، وهي ستزول في المجتمعات الصناعية الغربية. اما الاسرة الضرورية للتربية فسيمضي بعض الوقت حتى تتوصل تلك المجتمعات الى الصيغة المناسبة.

Lahcen Ouzine لا ينبغي أن نفكر في سلطة الذكر بالمعنى الجنسي، هذا ما أشارت اليه أغلب التعليقات. بل بالمعنى الجندري، حيث المرأة في ظل التمثلات والرؤى والمعاني والتصورات واللغة و الثقافة والقيم والتصنيفات والتراتبيات والتمييزات الاجتماعية... تتكلم بما استبطنته في بعده كسلطة/ذكر. وهكذا في ظل هذه الهيمنة الشاملة نجد حتى حين تكون المرأة/قائدة تطالب بالرجولة والذكورة ليس فقط من الرجل بل أيضا من المرأة. وبالخلاصة السلطة أبعد من الخلفية الايديولوجية للجنسي الذي تعرض لتطبيع أقرب الى المسلمات الطبيعية. السلطة/ للذكر حيث كل الانظمة الرمزية من اللغة والاطر الاجتماعية الثقافية تعرف هيمنةالبعد الجنسي الذكر. وهو الذي يتكلم في كل التبادلات والعلاقات الاجتماعية والخطابات....وتاريخيا تشكلت هذه السلطة من خلال جدلية الاذعان والحماية، الثروة والقوة/المقاتلون وأهل المعرفة من السحرة الى رجال الدين، وعبر التاريخ تحالف هذا الثلاثي الرهيب، وتولدت العبودية المختارة مقابل الحماية. وكلما تأزم الاطار المعرفي واهتزت الحماية وبرز حماة/مقاتلون جدد نظريا وعمليا تنفجر الاحتجاجات والثورات...لكن منطق الثروة والنفود في بؤرة الاجتماعي السياسي تهيمن فيه سلطة الذكر بالمعاني الجندرية التي أشرنا اليه ولا تقتصر فقط على البعد الجنسي البيولوجي

Ahmad Nazir Atassi Lahcen Ouzine هل تقول بان السلطة لها وجه واحد هو الذكر.

Lahcen Ouzine نعم بالمعنى الجندري هي أبوية ذكورية حتى ولو كانت القيادة المرأة


سمير سليمان مقال رائع. والروعة تتجسد في نقل مفهوم السيطرة الذكورية كعلاقة غير مبررة وذات شكل واحد واتجاه واحد, إلى كونها تقاسم أدوار ضمن أعضاء أو أفراد جماعة تشكل منظومة, في سبيل بقاء وحفظ المنظومة. فتتعدد هنا مراتب السلطة ومفاعيلها وحقولها. مفهوم المنظومة هو الأساسي هنا عوضاً عن التقابل بين ذكر وأنثى أورجل وامرأة, وتقاسم الأدوار وحق إعطاء الأمر يحل محل علاقة مستبد وضحية. وفيما يتعلق بسؤال: ولماذا الذكر ؟ أقترح أن العامل المفسر ليس العمل الزراعي والنشاط الإنتاجي, بل العمل الحربي والصراع مع الجماعات الأخرى, أي الصراع بين هذه المنظومات العائلية المتشابهة هو مايفسر دور الذكور في حيازتهم على الحصة الكبرى من السلطة, فالمرأة في المجتمعات الزراعية والرعوية وماقبلها غالباً ماتكون في حالة حمل أو حالة إرضاع طفل, وهو مايمنعها أن تكون مكافئة للرجل في مواجهة أفراد عائلات منافسة, فتنحصر المواجهة القتالية بشكل طبيعي بين الذكور من الجهتين, ويكون استثمار النصر عند الذكور المنتصرين تجاه النساء الجدد كغنائم حرب هو نتيجة طبيعية ومفهومة. ومنذ أقدم عصور التاريخ وحتى العصور الحديثة كان الذكور هم أصحاب الحروب وأصحاب غنائم الحروب بما في ذلك السلطة الناجمة عن كسبها.

Ahmad Nazir Atassi سمير سليمان انظر البوست رقم ١١ ستجد الحرب. انت على حق

1 كانون الثاني، 2023 - المجتمع_الجندري_السلطوي ج ١٠ - لماذا الذكر في موقع القيادة - الايديولوجيا البطريركية

اولا- توزيع الادوار يبدأ باختلافات جنسية عضوية: تحدثنا في المنشور السابق عن نشوء السلطة في الاسرة البطريركية من الدور التحكمي. وقلنا ان هناك هرمية في الادوار التحكمية، وان رأس هذا الهرم هو القيادة. وطرحنا عدة اسئلة تأسيسية لبحثنا منها سؤال تاريخي: لماذا قام الذكر على مر العصور بالقيادة، او باحتلال رأس الهرم السلطوي التحكمي. لم ندرس بعد الادوار وتوزيعها، لكننا سنفترض هنا ان التوزيع يبدأ مع الاختلافات الجنسية العضوية وسينتقل الى اختلافات متخيلة منسوبة الى الجنس. على اساس توزيع الادوار، الذكر يتحول الى رجل (اب، زوج) والانثى تتحول الى امرأة (ام، زوجة)، وهي مفاهيم ايديولوجية. ثم يتم الربط بين الرجل والقيادة. سنحاول الانطلاق من الاختلافات الجنسية وتخيل طريق للوصول الى القيادة. ثانيا- الاختلافات العضوية عند الذكر التي تمنحه القيادة: عندما تسأل مجموعة من الاصحاب او من الطلاب في الجامعة عن الاختلافات العضوية التي قد تؤدي الى قيادة الذكر، فان الجميع يعطي الاجابات التالية: ذكر قوي جسديا- انثى اضعف، ذكر لا يتعاطف- انثى متعاطفة، ذكر واقعي- انثى عاطفية، ذكر مقاتل/قاتل-انثى مانحة للحياة، ذكر حامي-انثى مع طفلها تحتاج الحماية. ١-فرضية الحماية/الحرب: هذه الاختلافات تفترض دور اساسي في القيادة وهو الحماية (حماية الانثى واولادها، وحماية الملكية الزراعية). وهنا يتم اعلاء الحرب فوق اية فعالية اجتماعية: اتخاذ قرار الدخول في حرب، قيادة الجنود اثناء الحرب. الحياة تختزل في الحرب (ضرورة الحرب، تضخيم الحاجة الى حماية). وبما ان الرجل اقدر على خوض الحرب، الرجل يحتل القيادة اثناء الحرب، والرجل اذن مؤهل للقيادة في اوقات السلم لان السلم ليس الا فترة بين حربين. وبما ان الرجل غير متعاطف مع الاخرين فان بامكانه القتل. بينما الانثى غير قادرة على القتل. ٢- فرضية الاطعام/الزراعة: مجال فعل آخر للقوة العضلية هو الزراعة. الرجل يمتلك قوة عضلية تمكنه من القيام بالاعمال الزراعية من فلاحة ونثر البذور وتعشيب وحصاد ونقل المحصول. وبالتالي فالذكر هو المطعم، وبالتالي مانح الحياة. ومن هنا فهو الاجدر على اتخاذ القرارات داخل الاسرة الزراعية. وهنا نرى ربطا قويا بين القدرة العضلية والاطعام والجدارة الادارية. بسبب عمله الزراعي فهو مطعم وبالتالي يستحق ان يكون قائدا. ٣- فرضية الاذعان/اتخاذ القرار: الحياة معقدة حتى في قرية زراعية من العصر النيوليثي (الحجري الجديد). والاسرة (والتي هي الوحدة الاقتصادية الاصغر في المجتمع) بحاجة الى اتخاذ قرارات صعبة: توزيع الادوار في عملية الانتاج، اعطاء الاوامر من اجل ادارة عملية الانتاج، ادارة استهلاك الطعام وتوزيعه، ادارة عملية الانجاب والالتحاق بالاسرة من خلال الزواج، ادارة عملية حماية الاسرة، علاقات الاسرة مع الاسر الاخرى في القرية الزراعية. كل هذه الامور تحتاج الى واقعية في التفكير (الخضوع لحدود خارجية مفروضة)، تقديم الجماعة على الفرد (لا بل التضحية بالفرد)، الحصول على الاذعان من افراد الاسرة. الذكر بسبب عدم تعاطفه، وبسبب واقعيته وعدم عاطفيته، وبسبب قوته العضلية وشراسته قادر على توفير هذه القدرات الضرورية للقيادة. ثالثا- تفنيد الفرضيات الثلاث للقيادة: ١- الحماية: من ناحية الزمن فان الحرب لا تحتل الا جزءا صغيرا من حياة الاسرة الزراعية. ويمكن للنساء ان يخضن الحروب لكن بطرق اخرى. الحرب كمجابهة بين مجموعتين هي قرار سيء لان نتيجة المجابهة عشوائية. بعض الثقافات القديمة كانت تقتصر على مبارزة بين بطلين. سلاح الذكر المفضل كان المطرقة والرمح والقوس. اذا استثنينا المجابهة فلا حاجة للمطرقة. الرمح سلاح مرة واحدة قبل الهجوم. يمكن استخدام ذكور او اناث لرمي الرمح، والقوس كذلك. نسينا المقلاع والافخاخ والكر والفر والهجوم المباغت وحرق المحاصيل وتسميم الماشية. وكلها متاحة للاناث. الحرب تحتاج الى شراسة، وهي سمة قد تكون موجودة في الذكر بسبب التستسترون، لكن الذكور يحتاجون الى تدريب طويل حتى يحولوا الشراسة الى وحشية مناسبة للقتل. يمكن تدريب الاناث على الوحشية ايضا. القيادة اثناء الحرب لا تحتاج قوة عضلية وانما تفكير استراتيجي. يمكن للانثى ان تقوم بذلك. لا بل يمكن القول ان التفكير المتزن بحاجة الى شراسة اقل وتستسترون اقل، وهاتان الصفتان متوفرتان عند الاناث اكثر منهما عند الذكور. الحماية اذن عملية مركبة ومعقدة ويمكن القيام بها بأشكال مختلفة. التحالف بين الذكر والانثى في القيادة قد يكون قرارا افضل من استفراد الذكر بها. وليس كل الذكور بنفس الدرجة من القوة العضلية والشراسة، وليست كل الاناث حوامل او مرضعات بنفس اللحظة. نلاحظ هنا ان نمط رجل (قوي، شرس) يتم تعميمه على كل الرجال، ونمط امرأة (ضعيفة، مرضعة) يتم تعميمه على كل النساء. عندما نتوقف عن التعميم فان اختيار الشخص المناسب للعمل المناسب يصبح مسألة قدرات فردية. القيادة اثناء الحرب لا تعني القدرة على القيادة اثناء السلم. فالفعاليات في هذين الزمنين مختلفة تماما عن بعضها البعض. ان اعلاء وظيفة الحماية وحصرها في الذكر يجعل من الممكن نقل وظيفة القيادة بين زمني السلم والحرب، وهي حجة رمزية اكثر منها واقعية. ٢- الاطعام: من عاش في مزرعة او الريف يعرف تماما ان معظم الاعمال الزراعية موكولة الى الاناث. قد يحتفظ الذكر بعمليتي الحرث والسقاية. والحجة هنا تقوم على القوة العضلية. اذا افترضنا ان الحراثة تعتمد على حيوان مثل الثور او الحصان فان العملية عضلية، لكنها ليست مستحيلة. الذكر يتدرب عليها ويمكن للانثى ان تتدرب عليها. عمليتا التعشيب والحصاد يشترك بهما الذكور والاناث، وهما اكثر العمليات حاجة للوقت والجهد الممتد على مدة زمنية طويلة. ولا ننسى ان الزراعة تقوم على التعاون وليس على عمل ذكر واحد او حتى مجموعة ذكور. واما ادارة العملية الزراعية فهو مسألة قدرة عقلية، والجنسان يمتلكان تلك القدرة. ان عمل الانثى اساسي في الزراعة، ولا يمكن للذكر ادعاء شرف الاطعام لوحده، الا من باب ملكية الارض وملكية اليد العاملة كما سنرى لاحقا. ٣- الاذعان: الاذعان القائم على العنف هو اسوأ انواع الاذعان لانه يحتاج الى ممارسة دائمة للعنف والى تآمر بين اعضاء من المجموعة مع المعنِف. لا يمكن للعنف ان يؤدي الى اذعان داخل الاسرة الا اذا تآمر كل المجتمع لدعم المعنف. في قرية زراعية في العصر الحجري الجديد، حيث عدد القرى ضئيل، فان مثل هذا العنف قد يكسر الاسرة وبالتالي يكسر اساس البقاء. الأفضل ان يقوم الاذعان على التربية، وبالتالي على مشاركة المجموعة كلها في تعليم الاجيال القادمة. يجب ان تكون الانثى مستفيدة من الاذعان لقيادة الذكر حتى يتمكن هذا الذكر من ممارسة قيادته. اما الواقعية فمسألة مشكوك فيها. من اجل الوصول الى التوحش يتم تدريب الذكور على نوع من الجنون المؤقت بحيث يتناسون تبعات اعمالهم. ولا تحتاج كل القرارات الى التضحية بالفرد من اجل الجماعة. لعل صناعة الاجماع، القائمة على التعاطف والاعتراف بالافراد، وسيلة افضل لاتخاذ القرارات الصعبة. وحسب النموذج اعلاه فان الانثى قادرة اكثر من الذكر على تحقيق الاجماع. ان الاختلافات العضوية بين الجنسين في معظمها متخيلة. وحتى لو لم يكن بعضها متخيلا، فانها لا تبرر قيادة الذكر. والعلاقة بين الاختلاف العضوي والدور هي بالكامل علاقة متخيلة. اذن نحن امام ايديولوجيا ولسنا امام محاكمة موضوعية. النموذجان المقترحان للذكر والانثى هما في الحقيقة عماد الايديولوجيا البطريركية. لكن الاختلافات العضوية موجودة. ونعرف ان استخدامها في تبرير القيادة لا مفر منه. فعن اية اختلافات نتحدث؟

Nour Eddin Belal ممكن تعطينا تعريف محدد و واضح للاسرة البطريركية و شو بتختلف عن الأسرة النووية لانو صراحة انا فتت بالحيط؟!

Ahmad Nazir Atassi Nour Eddin Belal الاسرة النووية مصطلح حديث للتفريق بينها وبين الاسرة الممتدة. الاسرة النووية تتكون من الاب والام والاولاد فقط. اما الاسرة البطريركية فهي اسرة ممتدة غالبا وتكون فيها الرئاسة المطلقة للاب حيث يقرر كل شيء من زواج وطلاق وملكية واخلاق وطعام وعقاب وثواب. هل قرأت ثلاثية نجيب محفوظ، انا السيد احمد عبد الجواد

Nour Eddin Belal Ahmad Nazir Atassi لا انا ما بقرا ادب عربي نهائيا للأسف ما بستسيغ غير قراءة الكتب التخصصية

سمير سليمان فلنذهب إلى الأساس الحقيقي المعطى طبيعياً للإختلاف الجنسي والقادر على أن يتجسد كإختلاف في الدور الإجتماعي والوظيفي. الأساس هو أن الأنثى تنجب الأطفال وتلتزم بالعناية بهم وبإرضاعهم للسنتين الأوليتين من عمر الطفل. وقبل اكتمال السنتين تكون الأم حاملاً بطفل جديد في بطنها. كل هذا لايمنعها من العمل في المنزل وفي الحقل على حد سواء, ولكنه يمنعها من مشاركة الرجل القتال مع عائلة أخرى أو قبيلة أخرى, فيكون القتال من دور الرجل في تقسيم طبيعي للعمل ـ والحرب هو شكل من أشكال العمل الإجتماعي ـ في حين يكون للمرأة في وقت الحرب تجهيز الطعام والعناية بالجرحى فوق مهمتها الطبيعية في العناية بطفلها وإرضاعه. فينجم لدينا بالتالي فوق ماذكره المقال أعلاه, أن الحرب وفرت الأساس الواقعي لنوع من تقسيم عمل ينتج بطبيعته سلطة أكثر للرجل المنتصر في حربه على الذكور المنافسين.

Ahmad Nazir Atassi سمير سليمان هذا سيناريو ممكن جدا. الحقيقة لا احد يعرف تماما لانه لا شيء مكتوب من تلك الفترة المغرقة في القدم. وعندما بدأت الكتابة كانت الناس وصلت لمرحلة المدينة.

9 آذار 2020، الدور الوظيفي للرجل والمرأة

هناك مسلسل افلام وثائقية على النتفليكس اسمه Extreme Engagement . فكرته حلوة فالمصور والمخرج يريد ان يقنع حبيبته بأن تتزوجه، وهي كاثوليكية استرالية من اصل فليبيني. وبسبب تجربة طلاق سابقة، والطلاق محرم عند الكاثوليك، فانها اصبحت معادية لفكرة الزواج. المصور ايضا مغامر وصاحب اسفار، فعرض عليها ان يأخذها في جولة انثروبولوجية حول العالم. وفي كل محطة يقومان بممارسة طقوس الخطوبة والزواج عند شعوب وقبائل لا تزال بعيدة عن المدنية اي حضارة السوق والاستهلاك والمدن الكبرى والصناعة. زاروا شرق وغرب افريقيا، جزر سليمان في المحيط الهادي، غابات اندونيسيا، سهول منغوليا، وغابات الامازون، وجبال الصين. بعضها مجتمعات زراعية، وبعضها مجتمعات رعوية، وبعضها مجتمعات صيد. انصح بمشاهدة هذا المسلسل كل من يريد ان يتكلم عن تاريخ المجتمع الابوي. نحن لا نزال نردد في الاكاديميا نفس الافكار التي كتبها فريدريك انغلز من مائة وخمسين عاما عن تاريخ الاسرة والزواج ونشوء المجتمعات الابوية وعلاقتها بصعود الزراعة. بدا لي من الواضح ان هناك عدة مقاربات للعلاقة الزوجية، هل هي علاقة وظيفية ام علاقة رفقة وتعاون، لكن دائما كان هناك توزيع للادوار حسب الجنس. واهم الادوار هي تلك المتعلقة ببقاء المجتمع والنوع، فالمرأة تنجب والرجل يحمي. وليس ذلك لان الرجل قوي وعنيف ولانه فرض الدور على المرأة فرضا. كان هناك قبول بتوزيع الادوار دون الحاجة الى اكراه، وهناك حماسة في تقمص الدور والتدرب عليه وعلى مشقاته. لم يكن الزوجان دائما راضين بدوريهما، لكن كان هناك اعتقاد راسخ بأنه من اجل ان يستمر المجتمع فلا بد من الخضوع للدور ومتطلباته. طبعا هذه ايديولوجيا اجتماعية، وهي لا تقتصر على دوري الانجاب والحماية بل تربط بين مجموعة من الادوار تعرّف الجنس والجنس الاخر. فمثلا في قرية افريقية زراعية كانت النساء يمارسن العمل الزراعي وعمل البيت والتنظيف وتربية الاولاد، بينما يمارس الرجال الحراثة والتجارة والبناء والحرب. وكان كل جنس واعيا تماما للعقد القائم بين الجنسين والذي كان احيانا موضوعا للدعابة والنكت. لكن لا احد يتذمر. هل اقول هذا لاثبت ان البيت هو مكان المرأة والسوق والحرب مكان الرجل. لا بالطبع فمجموع الاعمال المتعلقة بكل دور ونوعيتها تختلف من مجتمع الى مجتمع. والفلسفة التبريرية لتوزيع الادوار تختلف ايضا. لكني اقول بأن ما نراه اليوم ممارسة قاهرة واجبارية، كانت ربما في يوم ما عقدا بالتراضي، ووسيلة لبقاء المجتمع عن طريق انتاج الافراد الصالحين. العرس لم يكن احتفالا فقط باجتماع فردين او عائلتين، بل ايضا احتفالا بانهاء فترة انتقالية يتدرب خلالها كل طرف على اداء دوره. فعلى الرجل ان يثبت قدرته على الحماية وعلى المرأة ان تثبت قدرتها على العناية بالاطفال. لم يكن التدرب سهلا لكن الزواج لم يتم الا اذا رغب الطرفان في التدرب واجتازا الامتحان النهائي. هناك فرق هائل بين الدخول الواعي في عقد واضح المعالم والتدرب عليه، وبين ما نمارسه اليوم من التركيز على الحب والعلاقة الرومانسية. اننا نهمل مئات الممارسات والاعمال التي تأتي مع الزواج وندخل في العقد دون وعي بتفاصيله. واليوم نعتقد بأن العادات والتقاليد بالية ويجب تغييرها لاننا نعتقد بانها غير متكافئة وتقوم على الاكراه. ونتخيل تاريخا وهميا قام فيه الرجل باخضاع المرأة وصمم نظاما اجتماعيا كاملا لتبرير هذا الاخضاع والتمتع بامتيازاته. هذا غير صحيح. نعم الوسط المحيط يتغير وتصبح بعض العادات غير مناسبة وغير مجدية، وبعض الادوار مجحفة وقسرية نحميها بعازل من العنف والقهر المجتمعي والشرف، لكن هذه العادات ليست من تصميم احد ولم يخترعها رجال ليخضعوا نساء. انها جزء من منظومة اجتماعية متكاملة نجحت لفترة من الزمن في الحفاظ على المجتمع واستمراريته، لكنها اصبحت اليوم عائقا. الرجل كان يرضى بدوره والمرأة بدورها مع معرفة تامة بالتضحيات الواجب تقديمها من اجل تقمص الدور. لم تكن المرأة في تلك المجتمعات التي زارها المسلسل تعتقد انها ضلع قاصر، ولم يكن الرجل يعتقد انه قوام على المرأة بما كسب. كان الرجل مستعدا للموت لحماية زوجته وكانت الزوجة تقدم الاولاد والتربية مقابل ذلك. مهمة الرجل لم تكن يومية لكن رهاناتها كانت ضخمة جدا، اي الحياة او الموت الجمعي. كان يتدرب على تحمل الالام وبذل طاقة هائلة في زمن قصير، اي المعركة او الصيد. بينما كانت مهمة المرأة يومية تحتاج الى صبر وتكرار ويتوزع فيها الجهد على فترة اطول، فكان تدريبها يركز على سمة الصبر والعمل البطيء والدؤوب والمستمر. خطر الموت الفردي والجمعي كان حقيقة، وبالتالي فان اضطلاع الرجل بمهمة الحماية كان دورا اساسيا وليس امتيازا. وعدم الانجاب كان خطرا فرديا وجمعيا حقيقيا، ولذلك كان اضطلاع المرأة بالرعاية والتربية دورا اساسيا وليس امتهانا. اليوم الرجل غير مضطر للحماية والمرأة غير مضطرة للانجاب والتربية. لا بل ان بقاء المجتمع والنوع لم يعد يعتمد على جهد كل رجل وامرأة. ولذلك اصبح بالامكان تغيير الادوار بل حتى اكتشاف ادوار جديدة، واصبح مهما معرفة الادوار الجديدة والتدرب عليها وكيفية الانتقال إليها من الادوار الحالية. ولذلك فاني اشك في جدوى النضال المطلبي الذي يرى ظالما ومظلوما وكأننا أمام مشكلة اخلاقية فقط. والسؤال الاهم بالنسبة لي هو فهم الانتقال الذي حصل في ماض بعيد من العقد الطوعي والمتكافئ الى العقد الاجباري وغير المتكافئ. كيف نشأ تفاوت امتلاك السلطة بين الجنسين في المجتمع، وانتقلنا من عقد بين انداد الى عقد بيع وشراء اي "انكحتك نفسي مقابل ان تصرف علي، ينتسب الاولاد إليك وتستطيع ان تطلقني متى شئت وتستطيع ان تقتلني اذا حملت من رجل آخر". انها علاقة رأسمالية. فالموظف او العامل اليوم يخرج من بيته ليقضي ثماني ساعات عند صاحب العمل. وكل شيء يفعله يكون لمصلحة صاحب العمل، وكل شيء ينتجه يمتلكه صاحب العمل. إلى درجة ان لصاحب العمل الحق في ان يفرض عليك اي مهمة وانت لا حق لك عليه سوى الاجر. لا تشاركه في الارباح، ولا تستطيع ان تتوقف عن العمل الا لبضعة دقائق كل ساعتين او ثلاث. متى اصبحت المرأة اداة انتاج بينما كانت في السابق شريكة في اعادة انتاج المجتمع. كيف اصبح الرجل يمتلك المرأة ويمتلك نتاجها من الاولاد ويقتلها اذا خرجت من البيت او نظرت الى رجل آخر. هذا هو السؤال، وليس تكرار الكلام عن حقارة الرجل امام براءة ونقاء المرأة وكأن القضية مؤامرة مدبرة. ولا ننسى ان اعادة انتاج هذه المنظومة غير المتكافئة يقوم بها الرجال والنساء على حد سواء. فمن يعلم الذكر كيف يصبح رجلا يحتقر النساء، في الحقيقة امه تعلمه ذلك قبل ابيه. ومن يعلم الانثى ان ترضخ للذكر وتعامله كسيدها، في الحقيقة امها قبل ابيها. واين نتعلم معظم ممارساتنا وافكارنا التابو التي لا نجرؤ على التفكير فيها او انتقادها، في الحقيقة في المجتمع وليس في العائلة وبطريق الصمت وليس بطريق الكلام. ما يصمت عنه المجتمع يفهمه الطفل على انه سر وتابو ومحرم، ويخاف منه اكثر من ما يتعلمه عن طريق التلقين. نصف احيانا بعض الممارسات الابوية في مجتمعاتنا بأنها قديمة وبدوية. الرجل يغزو ويسبي النساء بينما المرأة تغطي وجهها وتختبئ في البيت. الرجل يتزوج العديد من النساء بينما المرأة تقتصر على ارضاء زوجها الوحيد حتى وان شاركته مع زوجات اخريات. في احدى الحلقات، يزور المصور وخطيبته احدى قبائل غرب افريقيا من قبائل الفلاني (هذا اسمهم). الرجل عندهم يتزين ويتبختر امام النساء ليحظى باكبر عدد من الزوجات. بينما النساء يختفين وراء حجابهن وينتقين الرجل الاجمل والاقوى والاغنى رغم تعدد زوجاته. هذا النمط من العقد ليس ذكوريا صممه رجال لاخضاع النساء لشهواتهم. انه نمط في البقاء في بيئة تندر مواردها المادية والبشرية. الاولاد والماشية هي الغنائم التي يتبارى على اكتسابها الرجال. وحين يكتسبونها فانهم يحمونها بحياتهم. العقد طوعي. واذا عجز الرجل عن المضاجعة والانجاب وتوفير الاكل والمأوى فيحق للمرأة ان تتركه. واذا حاول رجل اغراء زوجة احدهم فان معركة تنشب بين الذكرين وليس بين الرجل وزوجته. لعبة البقاء اقسى في الصحراء وهي لعبة قائمة على التنافس وليس على التعاون. المجتمعات الزراعية تقوم على التعاون، لكن البداوة تقوم على التنافس. البداوة قد تشرح قناع المرأة، لانه يقي الرجل من منافسة آخرين من الرجال. لكن البداوة لا تشرح رجم الزانية ولا تشرح خطيئة آدم وحواء، ولا تشرح العقد الرأسمالي الذي وصفناه سابقا. فهل تستطيع الزراعة شرحه؟ ولماذا كان هذا العقد امتيازا للذكر ؟ الملكية الخاصة ليست نتاجا مباشرا للزراعة. لآلاف السنين كانت القرى عملا جماعيا تعاونيا. وحتى المدن الاولى كانت تعاونية. الرأسمالية والملكية الخاصة ظهرت بعد نشوء المدن وليس مباشرة بعد نشوء الزراعة. اذا عرفنا تاريخ هذه المنظومة فقد يمكننا ان نحقق انتقالا سلسا الى منظومة اكثر تلاؤما مع معطيات العصر الجديد.