«الإسلاموية»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
(٦ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ٩٥: سطر ٩٥:
 
=17 شباط 2018، في إسلاموية الخليج=
 
=17 شباط 2018، في إسلاموية الخليج=
 
لطالما تساءلت، اهل الخليج يدفعون مساعدات كبيرة لمراكز الشرق الاوسط قي امريكا، ويدفعون لغيرها من المراكز البحثية التي صارت اكثر من عشب بعد مطرة، ونعرف ماذا يمطرون. لكنهم ابدا لا يستثمرون في ابحاث نقدية للدين، ليس بالضرورة تفكيكية وانما على الاقل علمية تاريخية. الكثير من جهودهم يصب في طبع التراث وتكريس صفة الاسلامي عليه واظهار مجتمعاتهم بانها اسلامية او صاحبة اصالة الاسلام بعينها. يقدمون كتب التراث مجانا وبسخاء للمساجد التي بشيدونها ويرعونها في جميع انحاء العالم، ومنها مسجد كبير في بلدتنا الجامعية في لويزيانا حيث هناك اقل من عشرة مسلمين مقيمين واكثر من ثلاثمئة طالب سعودي. المسجد في مدينة محافظة في الجنوب المسيحي المتعصب، ويشبه تماما المسجد الاقصى. استاجروا شقة سموها المضافة ويحتفلون بعيد تنصيب الملك، ويفرقون بين بدوي وحضري وكثير منهم يغشون. تمسكهم بالاسلام كثقافة قديمة مزعومة ليس اكثر من واجهة قومية، تتمسك باصالة مزعومة لم تكن يوما موجودة، ويصدرون لنا جهاديين اسلامهم ليس اكثر من ازمة حداثة ذكورية معفنة لا علاقة لها بالازمات الثقافية او السياسية في باقي البلدان العربية والاسلامية. من فترة خطرت لي فكرة، هؤلاء يستهلكون الاسلام كما يستهلكون دجاج الكي اف سي المقلي، انهم بحاجة الى مظاهر الاسلام اكثر من حاجتهم الى نقد ثقافي عميق. اسلام دول الخليج لا ينبع من ثقافة اسلامية عميقة ومجتمع محافظ بطبعه كما يقولون انما من ازمة ثقافة استهلاكية، تريد ان تبني لنفسها هوية جامعة وهوية امبراطورية توسعية لتبرير النفط والثروة التي لم يعملوا ولم يخترعوا شيئا لانتاجها. هذا الاسلام الاستهلاكي انتقل الينا باشكال مختلفة. ندعوهم لنجدتنا كعرب ومسلمين وليس من ورائهم الا الخراب والاسلام الاستهلاكي. ونعتقد اننا نتمسك بعصبية سنية في مواجهة عصبية شيعية او امبريالية غربية، والحقيقة ان استنجادنا بالخليج لا يقل سوءا عن استنجاد النظام بايران. بالنسبة لهم نحن مجرد استهلاك في سبيل ابقاء الاسرة الحاكمة واسلامها الظاهري الذي يزداد تعصبه كلما ازداد تعفنه الداخلي. اسلام تركيا ايضا اسلام استهلاكي، نوع اخر من العصبية القومية التوسعية كما في ايران. والاسلام السياسي بشكل عام استهلاكي، يستهلك التراث والمظاهر الدينية لاقامة مجتمع متجانس يخضع لدولة فاشية شمولية. اسلام البيزنس ليس الا استهلاكا للاسلام، وكذلك اسلام الخليج. انهم يستهلكون المساجد والثياب الاسلامية والعمارة الاسلامية والبنوك الاسلامية والمقاومة الاسلامية والدولة الاسلامية والكتب الاسلامية والتاريخ الاسلامي والفضائيات الاسلامية والتي ليست الا منتجات غربية باسماء اسلامية. الاموال السهلة تشتري ثقافة ولا تصنع ثقافة.
 
لطالما تساءلت، اهل الخليج يدفعون مساعدات كبيرة لمراكز الشرق الاوسط قي امريكا، ويدفعون لغيرها من المراكز البحثية التي صارت اكثر من عشب بعد مطرة، ونعرف ماذا يمطرون. لكنهم ابدا لا يستثمرون في ابحاث نقدية للدين، ليس بالضرورة تفكيكية وانما على الاقل علمية تاريخية. الكثير من جهودهم يصب في طبع التراث وتكريس صفة الاسلامي عليه واظهار مجتمعاتهم بانها اسلامية او صاحبة اصالة الاسلام بعينها. يقدمون كتب التراث مجانا وبسخاء للمساجد التي بشيدونها ويرعونها في جميع انحاء العالم، ومنها مسجد كبير في بلدتنا الجامعية في لويزيانا حيث هناك اقل من عشرة مسلمين مقيمين واكثر من ثلاثمئة طالب سعودي. المسجد في مدينة محافظة في الجنوب المسيحي المتعصب، ويشبه تماما المسجد الاقصى. استاجروا شقة سموها المضافة ويحتفلون بعيد تنصيب الملك، ويفرقون بين بدوي وحضري وكثير منهم يغشون. تمسكهم بالاسلام كثقافة قديمة مزعومة ليس اكثر من واجهة قومية، تتمسك باصالة مزعومة لم تكن يوما موجودة، ويصدرون لنا جهاديين اسلامهم ليس اكثر من ازمة حداثة ذكورية معفنة لا علاقة لها بالازمات الثقافية او السياسية في باقي البلدان العربية والاسلامية. من فترة خطرت لي فكرة، هؤلاء يستهلكون الاسلام كما يستهلكون دجاج الكي اف سي المقلي، انهم بحاجة الى مظاهر الاسلام اكثر من حاجتهم الى نقد ثقافي عميق. اسلام دول الخليج لا ينبع من ثقافة اسلامية عميقة ومجتمع محافظ بطبعه كما يقولون انما من ازمة ثقافة استهلاكية، تريد ان تبني لنفسها هوية جامعة وهوية امبراطورية توسعية لتبرير النفط والثروة التي لم يعملوا ولم يخترعوا شيئا لانتاجها. هذا الاسلام الاستهلاكي انتقل الينا باشكال مختلفة. ندعوهم لنجدتنا كعرب ومسلمين وليس من ورائهم الا الخراب والاسلام الاستهلاكي. ونعتقد اننا نتمسك بعصبية سنية في مواجهة عصبية شيعية او امبريالية غربية، والحقيقة ان استنجادنا بالخليج لا يقل سوءا عن استنجاد النظام بايران. بالنسبة لهم نحن مجرد استهلاك في سبيل ابقاء الاسرة الحاكمة واسلامها الظاهري الذي يزداد تعصبه كلما ازداد تعفنه الداخلي. اسلام تركيا ايضا اسلام استهلاكي، نوع اخر من العصبية القومية التوسعية كما في ايران. والاسلام السياسي بشكل عام استهلاكي، يستهلك التراث والمظاهر الدينية لاقامة مجتمع متجانس يخضع لدولة فاشية شمولية. اسلام البيزنس ليس الا استهلاكا للاسلام، وكذلك اسلام الخليج. انهم يستهلكون المساجد والثياب الاسلامية والعمارة الاسلامية والبنوك الاسلامية والمقاومة الاسلامية والدولة الاسلامية والكتب الاسلامية والتاريخ الاسلامي والفضائيات الاسلامية والتي ليست الا منتجات غربية باسماء اسلامية. الاموال السهلة تشتري ثقافة ولا تصنع ثقافة.
 +
 +
=17 شباط 2018، الصحوة الإسلامية=
 +
اعتقد ان ما يسمونه بالصحوة الاسلامية منذ الستينات لم يكن اكثر من صراع سياسي. لكنه تكرس كنمط حياة وكثقافة بسبب وجود دول الخليج التي اعطت دفعا هائلا لاستهلاك كل ما يسمى اسلامي. ان اسلمة الثورة السورية المغفور لها لم يكن حتميا ضمن اطار سوري بحت ولكنها كانت حتمية ضمن اطار شرق اوسطي اوقف الخليج مسيرته الثقافية بضخهم للاموال من اجل انتاج واستهلاك مظاهر اسلامية. نحن نعيش في الفضاء السعودي ثم الفضاء الايراني ثم الفضاء التركي، لهذا ليس لنا مفر من اسلمة كل شيء. السعودية اشترت الاسلام الاستهلاكي وايران طبقت الاسلام السياسي الاخواني، وتركيا روجت لاسلام البيزنس كثقافة استهلاكية او كاستهلاك للثقافة. اذا كنا فعلا نبحث عن اسلام كدين فيجب ان نخلصه من هؤلاء الثلاثة وذلك بالنقد العميق والتحليل التاربخي. لا تقل لي اننا نفهم القران ولا تقل اننا نعرف تاريخ السيرة ولا تقل لي ان عندنا نقد الاسناد والمتن ولا تقل لي ان عندنا نظام خلافة ولا تقل لي ان الشريعة قانون للدولة ولا تقل لي ان كل شيء قبل القرن التاسع عشر كان اسلامي ولا تقل ان هناك فلسفة اسلامية ولا تقل ان هناك عمارة اسلامية او علوم اسلامية. الاسلام ليس في الماضي المتحجر ولكن في المستقبل العقلاني العلمي المتحرر من القبول الاعمى والسياسة والقانون والجهاد الامبراطوري والطب النبوي والاعجاز العلمي القراني والشمولية الفاشية. هذا ما سينقذ الاسلام وغيره من الديانات التوحيدية والا فاني اعتقد انها الى زوال بصيغتها الحالية. اذا حاربنا الغرب على انه كافر فبماذا سنجابه الصين والهند.
 +
 +
Oussama Al-chami
 +
أين المرض؟
 +
ولماذا كتاب الله الصراط المستقيم تحول الى حفظ بلا فهم، وتعاويذ؟
 +
سهل إن نقول، لا نريد لا نريد لا نريد. هذا الجميع بطل العالم به.
 +
ولكن حيث لا أحد هو أين البديل وما هي الخطوات؟
 +
بنظري إن لم ننتقل إلى إنتاج المعرفة لن يكون هناك أي أفق. لا إمام الغرب ولا إمام الصين ولا أمام حتى سريلانكا..
 +
يجب أن ننتج المعرفة كهدف. إلا نحن مقاطعات ريفية فقيره في مدارات حول إيران أو السعودية أو تركيا.
 +
  
 
=11 آب، 2019-ظاهرة الحجاب=
 
=11 آب، 2019-ظاهرة الحجاب=
سطر ١٠٨: سطر ١٢٠:
  
  
 +
=18 آذار 2018، تعليق على مقالة "سيكولوجيا الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المسلحة"=
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
March 18, 2018  ·
 +
فيها وجهة نظر، لكن الملتحقين بهذه الجماعات ليسوا من كل الطبقات الاجتماعية. اعتقد ان صعود الطبقة الوسطى العربية وثقافتها الدينية يقودنا الى خطبة الجمعة. اما الاجرام فيجب على الكاتب تقديم احصائيات وليس فقط ملاحظات.
 +
 +
 +
سيكولوجيا الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المسلحة
 +
 +
تسلّق بشكل مفزع مجموعة من الطلبة في مدرستي الثانوية سور المدرسة الكائنة في مدينة المفرق شمال شرق الأردن، هروباً باتجاه الشرق إلى الخط الحدودي بين الأردن والعراق؛ كان ذلك بعد نهاية يوم دراسي تقليدي ممل، تحديداً في صيف العام 2004، علمت لاحقاً أن هؤلاء الطلبة قد وصل بالفعل قسم منهم إلى الحدود العراقية للمشاركة في (الجهاد) في الحرب الأمريكية ضد (الشعب العراقي)، وقتها لم أهتم كثيراً في الدافع وراء عملية الالتحاق بقدر اهتمامي بسؤال: لماذا اتخذوا سور المدرسة ممراً لهم، مع العلم أن باب المدرسة كان مفتوحاً؟
 +
بعد مدة من الزمن، توصلت أن هناك محفزات نفسية تدفعنا لارتكاب سلوكياتنا التي ندركها بعد وقت من تنفيذنا لها.
 +
للوصول إلى تلك المحفزات النفسية؛ بدأت عملية البحث عبر تساؤلات وضعتها بنفسي، من بينها: هل الفقر أو تدني مستوى المعيشة هو سبب الالتحاق بالجماعات الإسلامية المسلحة؟ ما الذي يحفزني للمشاركة في معركة غالباً سيتم قتلي خلالها؟ هل الدين الإسلامي يحثنا على ذلك؟ هل سأذهب إلى الجنة بعد (استشهادي)؟
 +
بعد مشاركة الأردنيين في حرب العراق، وبعد ظهور التنظيمات الجديدة في سوريا والعراق عام 2010 على الميدان كجماعات قتال باسم الدين الإسلامي، كان لابد من العودة إلى تفسير الظاهرة بشكل أكثر دقة، ساعدني في ذلك عدة عوامل، وهي:
 +
أولاً: دراستي الجامعية في مدينة معان جنوب الأردن، المدينة التي تعتبر نسبياً من بين أكثر المناطق التي تصدّر مقاتلين للجماعات الجديدة باختلاف أسمائها ونطاق عملها، المدينة التي يبرهن المستوى المعيشي الجيد لسكانها على أن الفقر ليس سبباً رئيسياً للالتحاق بالتنظيمات الإسلامية المسلحة.
 +
ثانياً: عملي كباحث اجتماعي ميداني في جمع البيانات لصالح مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية؛ العمل الذي أتاح لي فرصة زيارة جميع المناطق الأردنية تقريباً، والتحدث مع شرائح مختلفة على الامتداد الجغرافي الأردني، وتنفيذ مسوحات دورية منها ما هو متعلق بالتطرف الديني ومواضيع تتعلق بتوجهات الرأي العام حول قضايا مختلفة تتعلق بالمجتمع الأردني. استخدمت فرضية تقول إن التعليم الديني التقليدي هو أهم أسباب الحشد الدافعة لانضمام الشباب في الجماعات الدينية المسلحة.
 +
قادتني عملية البحث وعبر استخدام منهج تحليل المضمون إلى أكثر أدوات التعليم الديني تأثيراً على السلوك، وهي خطبة الجمعة، وذلك لعدة أسباب؛ أولاً لأنها إلزامية، ثانياً لأنها دورية بواقع درس أسبوعي منتظم، ثالثاً أن خطاب شيخ الجامع في الدرس هو تلقيني ولا يمكن مناقشته، رابعاً لأنها تأتي في يوم عطلة، وبالتالي تستمع إليها الشريحة الأكبر في المجتمع.
 +
تتفق معظم الدراسات المتعلقة بالتطرف الديني بأن السبب الرئيسي من ورائه هو الفقر والتهميش، حتى الدراسات الميدانية الدورية التي نفذتها لصالح مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية؛ تعزو الفقر سبباً رئيسياً لعملية التطرف، في الحقيقة أن هذه النتيجة ليست عاملا رئيسيا أو المسبب الأول لذلك، فالتعليم الديني التقليدي – تحديداً خطبة الجمعة كدرس أسبوعي دوري – لها التأثير الأكبر على تغيير سلوك الأفراد، وحشدهم باتجاه الالتحاق بالجماعات الدينية المسلحة، وأحيانا عن لاوعي من خطيب الجمعة، فقط لتكراره خطاب من سبقوه دون أن يكون مدركًا لقوة الكلمات التي تنبع من مكان ديني.
 +
كيف ذلك؟ نعلم جميعاً أننا في العالم 2018، وما زالت خطبة الجمعة تحتوي على رسائل الكراهية تجاه الآخر، على سبيل المثال: ما زال الدعاء (اللهم عليك بالصليبيين ومن والاهم) ودعاء (اللهم عليك باليهود والنصارى والمجوس وأرنا بهم يوماً لعجائب قدرتك) موجود على المنابر، نعم هذا خطير لكنه ليس رئيسياً في تحليل سبب التحفيز للمشاركة في العمليات القتالية، قبل أن أنتقل الى التحليل الذي نتج عن تحليل المضمون وربطه بالسلوك، علينا التركيز على أي الجماعات الإسلامية الأكثر جذباً للشباب المتلقي للدرس الديني؟
 +
سنجد جبهة النصرة بالدرجة الأولى، وما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بالدرجة الثانية، وإذا ما أردنا معرفة الفارق بين هذه الجماعات وتنظيم القاعدة في السابق، سنجد أن كليهما يريد الوصول إلى دولة إسلامية، لكن الأولويات تختلف؛ تنظيم القاعدة أولويته هي محاربة ما يسميهم (الكفار) ويرتكز في ذلك على الدول الغربية، بينما أولوية الجماعات الجديدة هي محاربة ما يسمونه (المرتدين) أي المسلمين غير المنتظمين معهم؛ على غرار أنت لست معي فأنت ضدي. بناء على ما سبق، يمكن القول أن الدعاء الأكثر تكراراً هو: (اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان) ودعاء (اللهم احشرنا مع الشهداء والصديقين) ودعاء (اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين) دون تعريف/تفسير من هو المجاهد ومن هو الشهيد ومن هو عدو الدين؛ يشكّل دورا كبيرا في حشد النفس للانتقال إلى المكان الذي يتمناه الجميع (الجنة) حيث تطرح هذه التكرارات أزمة/مشكلة يعاني منها الدين الإسلامي، ويضع الحل لهذه المشكلة، الأمر الذي يعمل على تحفيز النفس للمشاركة في أزمة الدين، والدور الذي يجب أن نقوم به هو (الجهاد) خصوصاً من قبل أولئك الشباب الذين ارتكبوا الأخطاء في حياتهم ويريدون تصحيح تلك الأخطاء بأية وسيلة، وأيضاً اولئك الشباب الذين يريدون رد الجميل إلى والديهم نتيجة تقصير حصل، يجدون أن جلب (شهيد) للعائلة سيجعل منه شخصاً أكثر فائدة، حيث أنه سيكون سبباً في إدخالهم للجنة التي يتمناها الجميع.
 +
هذا التحليل يجيب على تساؤل الباحثين:
 +
لماذا ينتظم أصحاب الأسبقيات بسهولة مع تلك الجماعات؟ على سبيل المثال القيادي أبو مصعب الزرقاوي الذي كان يقود جماعة التوحيد والجهاد في العراق قبل أن يقتل هناك في العام 2016، كان من أصحاب الأسبقيات، وغيره الكثير.
 +
لأن المشاركة (الجهاد) لشخص تعيس في حياته هو الحل الأمثل – كما يفسّره رجال الدين بطريقة غير مباشرة عبر (الشهادة) – حيث أن جميع المشاكل المحيطة وخصوصاً التي يصعب حلها، يمكن أن تختفي جميعها بمجرد القتال في سبيل الله – على قول رجال الدين فإن هذا السلوك يكسب الشخص الحياة الدنيا والحياة والآخرة معاً – هذا الخطاب الذي ما زال موجوداً إلى اليوم، علينا إعادة النظر به إذا ما أردنا الاحتفاظ بخطاب ديني يجعل الفرد فاعلاً بطريقة إيجابية أكثر في محيطه.
 +
باحث اجتماعي أردني
 +
سيكولوجيا الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المسلحة
 +
عبدالله الجبور
 +
 +
=3 نيسان 2018، الحركات الإسلامية الدمشقية والثورة السورية=
 +
[https://alaalam.org/ar/translations-ar/item/678-712310318?fbclid=IwY2xjawG2_41leHRuA2FlbQIxMQABHVmrhkk-zykp_07saFQOjBK3-JWTXim1SostEcuo7QnohnKfJ7mCS2ow-Q_aem_Mg0nSWkeKMJDF21eC3XBeQ الحركات الإسلامية الدمشقية والثورة السورية]
 +
 +
=24 آذار 2019، الاختزال الغربي للمسلمين=
 +
 +
'''Sami Alkayial'''
 +
 +
منذ القرن التاسع عشر، تدور في العالم العربي معارك طبقية وايديولوجية كبرى، لتحديد اسلوب ادارة المجتمعات وهويتها الوطنية وحقوق الناس ونمط القانون والنظرة للتاريخ والتراث وشكل الدولة والنظام الاقتصادي وانماط توزيع الثروة..،الخ. ثم يأتي الاخوة البروجرسيف الغربيون كي يحسموا النتيجة من عندهم، ويختصرونا بحجاب واذان، سقى الله تلك الايام الجميلة، عندما كنا نختصر بجمل وصحراء، على الاقل الجمل حيوان لطيف والصحراء من تضاريس الطبيعة البريئة من كل هذا الشحن الديني الايديولوجي.
 +
الاخت النيوزيلاندية (لن اذكر اسمها كي لا تنشهر)، لم تنحز ب"تضامنها" فيما يخصنا للتنوع التي تدعيه، بل انحازت لترميز وتصور واحدي احادي، نحن رسميا وبقرارات حكومية نمثل بالنسخة الاكثر محافظة وتدينا من ثقافتنا. ويتم تجاوز كل تنوعنا الثقافي. هي تسطيع بعد فعلتها ان تحضر مهرجانا للمثليين مظهرة مفاتنها. اغلب "المسلمات" لا يستطعن حتى لو اردن. لنا الحجاب والاذان كرمز احادي يختصرنا ولهم "التنوع". انها والله قسمة ضيزى.
 +
سبق لرئيسة وزراء ناطقة بالانجليزية ان جلست الى جانب الجنرال ضياء الحق (نبي الصحوة الاسلامية بالزي العسكري) في باكستان لتعبر عن حبها لمقاتلي الحرية في افغانستان، ولوزيرات سويديات، في اول حكومة نسوية في التاريخ، ان وقفن في صف خاضع بالحجاب امام الملالي، كي يعبرن عن مهاراتهن بين الثقافية، في حين تجلد نساء في ايران لانهن لم يفعلن نفس الفعل. اختاه! لماذا لا تقتدين بالحكومة النسوية، تستحقين الجلد حقا. من اليمين واليسار وعلى جنوبهم.
 +
هذا الدعم الرسمي لليمين في العالم العربي وفي الدول الاسلامية، هو سياسة ثابتة منذ السبعينيات، بالنسبة لبعض "تقدميي" الغرب هو ضروري لمواجهة اليمين في مجتمعاتهم. اما جماعتنا الذيليون، فيستمدون اولوياتهم من اولئك "التقدميين"، ويوافقون على هذا التنميط الفاضح مادام مقرا من مثلهم الاعلى السياسي، ولا باس لديهم بدعم التصورات اليمينية عن المجتمع في بلدانهم، رغم انهم يعانون منها يوميا،  مادامت تلك هي الموضة عند اليسار الغربي. ثم يحدثونك عن نقد المركزية الغربية.
 +
 +
 +
'''Ahmad Nazir Atassi'''
 +
 +
فعلا نجح اليمين المتطرف والاسلامويون في تحويلنا جميعا الى قبيلة منعزلة رمزها الحجاب والاذان. في التلفزيون في الاغاني في الادب في المجلات اصبحنا مجرد مسلمين، واصبح الاسلام مجرد حجاب وذقن واذان واحياء منعزلة . انا تقطنها اقليات غريبة. انا ارفض ان اكون اقلية ولا احب الاقليات التي تعتقد ان هدف حياتها ان تحصل على اعتراف بثقافة تم اختزالها الى حجاب وجلابية وذقن. لا ابحث عن اعتراف احد طالما ان الدولة تحفظ حقوقي. الاقليات المسلمة في الغرب وقعت تحت قبضة الاسلامويين الذين يعتقدون ان الانتصار يكون بالاعتراف بخصوصيتهم بينما ينسون ان مثل هذا الاعتراف يخرجهم من المواطنة الجامعة، تماما متل الاقليات المحترمة التي وقفت مع الاسد.
 +
 +
=2 تشرين الأول 2019، احتكار الإسلام=
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
هذا النمط من التصرف اسميه الامبريالية الثقافية السعودية. السعودية تحتكر الاسلام. وهذا التصرف نرى اشباهه في الطلاب السعوديين في امريكا والمشاكل التي يسببونها في المساجد الامريكية.
 +
 +
Abdel Hamid Shidda
 +
October 2, 2019  ·
 +
شكرا للثورة المباركة. خلال أسفاري أحب المطارات وأتجول فيها بفضول وبمتعة. في أحد مطارات إستانبول كان الوقت بعد الظهر وذهبت إلى المسجد الصغير في إحدى زواياه. كان فيه حوالي ستة أشخاص. وضعت حقيبتي الصغيرة جانبا وهممت بالصلاة ولحظتها دخل شاب خليجي على الأرجح سعودي وربما في بداية الثلاثينات وبدأ بإقامة الصلاة بكل ثقة وكبر بادئا الصلاة.  بشكل طبيعي إقتربت منه لأصلي خلفه جماعة وأيضا شخصان آخران. قال لي إنه سيصلي قصرا وأنه بإمكاني تكملة الأربع ركع بعده. إستغربت كيف قد نفسه كإمام بدون أن يعرض على الآخرين أن يتقدموا وعجبت قليلا أن يؤم الذي يصلي قصرا من يريد أن يقيم الصلاة تامة. ماإن بدأ الصلاة حتى رأيته تقدم خطوتان إلى الأمام وخطوة نحو اليسار.
 +
فجأة بدا لي أن القصة كلها فيها خربطة ورعونة وغرابة.
 +
خطر في بالي الدواعش والمعتدون بأنفسهم والمستخفون بالمسلمين. نوع من أنواع التغلب والهيمنة التسلطية.
 +
غيرت رأيي وتابعت صلاتي منفردا كأنه غير موجود كإمام ثم خرجت وأنا أحمد ربي الذي بعث الثورة السورية كي تعطيني الجرأة في التفكير قبل أن أتبع أحدا في الدين وفي الدنيا، حتى لو نصب نفسه إماما.
  
 +
=5 تشرين الثاني 2019، ثقافة الجماعة=
 +
يقول الإسلامويون وكثير من السوريين اليوم بأنهم يريدون دولة تعبر عن ثقافتهم وتحميها. ويعنون بذلك الدين الإسلامي بنسخته السنية واللغة العربية والعادات والتقاليد التي يشترك بها الجميع (بحاجة طبعاً إلى تعريف). هذه الفكرة الضبابية التي يقدمها الغسلامويون للناس كحلم يدغدغ حاجتهم إلى الامان الجسدية والثقافي في بلدهم الذي اعتادوا أن يعاقبهم على ممارسة كثير من عناصر تلك الثقافة المذكورة.
 +
إذا عاقبتك الدولة (النظام بأدوات الدولة) على صلاتك ولحيتك وحتى كونك مسلماً سنياً متديناً، لا يعني أن دولتك المنشودة يجب أن تفعل العكس أي أن تفرض الصلاة واللحية والتدين. ما معني أن تعبر الدولة عن ثقافة المجتمع؟ ما هو دور الدولة الثقافي (والثقافة هنا لا تعني الأدب الرفيع)؟
 +
يعتقد القائلون بدور الدولة الثقافي بأنهم وبحكم كونهم أغلبية عددية (ولا أحد استطاع قياس هذه الأغلبية) فيجب أن يقودوا الدولة وأن يجيروها لحماية ثقافة الأغلبية وفرضها على المجتمع ككل. بالنسبة لهم الدولة هي وسيلة لفرض الاخلاق الإسلامية الحميدة ولفرض الشعائر الإسلامية واللباس الإسلامي والمصارف الإسلامية والصوم في رمضان وكل الصلوات وفرض حجاب النساء وفصل الجنسين في الأماكن العامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (المطوعين) وفرض قانون الأحوال الشخصية المستمد من الشريعة الدينية وإدارة الأوقاف وبناء الجوامع وإدارتها وفرض التعليم الديني واستشارة المشايخ (علماء الفقه، لكني أعتقد أن ليس كلهم يستحقون لقب علماء فقه) عند إصدار قوانين (أية قوانين) ويفضل حتى إلغاء مجلس الشعب (التشريع لله؛ ولا أحد يفهم معنى كلمة التشريع هنا) وفرض الإسلام كدين رسمي واللغة العربية كلغة رسمية ومنع التأثر بالغرب وكل ما يخدش حساسياتهم الثقافية (ولا نعرف ما هي) ومعاداة إسرائيل اليهودية والغرب المسيحي ومناصرة أردوغان السني وكل القادة السنة حول العالم وإنشاء جيش إسلامي عقائدي ليقوم بالجهاد.
 +
في كل هذه الوصفة المعقدة، أين هي الثقافة، أين تنتهي الثقافة وتبدأ أيديولوجيا الحكم. فكون بعض هذه المطالب موجودة في كتب الفقه القديمة، لا يعني أنها "ثقافة" فلم يطبقها أحد منذ قرون؛ ويمكن لم يطبقها أحد أبداً لا قديماً ولا حديثاً. فلنعزل ما يمكن تسميته "ثقافة" وما يمكن تسميته "نموذج دولة" لأن الثقافة اليومية لا تتضمن مثل هذا النموذج. هذا الخلط بين المطالب الثقافية وبين الأيديولوحيا السياسية خطير جداً، لكنه أساس الأسلاموية.
 +
مطالب ثقافية: صلاة وصوم وزكاة، منع شرب الخمور، لحية ولباس للرجال والنساء، لغة عربية، تعليم ديني، إستشارة مشايخ، فصل الجنسين، الميراث، الزواج والطلاق والحضانة، إقامة الحدود.
 +
أولاً، الإسلام فرض هذه الفرائض على الافراد وقال "اعملوا" ولم يقل ولتكن منكم دولة تفرض القرائض بالقوة. الأمر بصيغة الجمع لا تعني بالضرورة الدولة.
 +
ثانياً، ماذا عن الأفراد الذين لا يعتبرون هذه الفرائض جزءاً من "ثقافتهم". ما هي "ثقافة الجماعة"؟ وهل هي موجودة حقاً؟ كم عدد المصلين والصائمين بشكل دوري في سوريا؟ كم عدد شاربي الخمور بين المسلمين السنة؟ هل يحب كل الرجال إطلاق اللحية؟ وهل تعتقد كل النساء أن الحجاب فريضة وعبادة؟ وهل فصل الجنسين يعني فعلياً وضعهم في غرف وأماكن منفصلة جغرافياً؟ وهل استشارة المشايخ ثقافة سائدة عند الجميع؟ وكم من النساء يردن تطبيق تشريعات الطلاق والحضانة في مذاهبهن الدينية؟ باختصار ما هي نسبة الذي يعرفون أنفسهم كمسلمين سنة في سوريا؟ وهل هناك تعريف معياري لكون الإنسان "مسلماً سنياً"؟ وماذا سنفعل لو تغير هذا التعريف؟ يجب التمييز بين "الدين المعياري" و"الدين العملي". ليس كل ما هو موجود في الكتب مطبق على أرض الواقع أو جزء من الممارسة اليومية. قانون الدولة مفروض على الجميع ومقبول من الجميع، لكن الثقافة كلمة ضبابية وغير معرفة وتتغير باستمرار ولا يتقيد بها الجميع في كل الأوقات.
 +
ثالثاُ، وماذا عن بقية الشعب الذي لا ينتمي إلى ما يعتقدون أنه أغلبية؟ وماذا لو غير المرء ثقافته، بعضها أو جزءاً منها؟ إن هذا القلق الوجودي المتمثل في الخوف من زوال "الثقافة" (وهي بالفعل تتغير كل يوم)، لا يعني بالضرورة أن تستولي على أدوات الدولة وتجيرها لخدمة هذا الهدف. نحن لا نعرف دولة الخدمات، ونعرف فقط دولة القمع، وليس هناك اي مؤشر على أن هذا سيتغير رغم كل هذه الثورات، فهل تريد دولة القمع أن تستلم وظيفة فرض أية ثقافة.
 +
باختصار وبساطة، القائلون بتوظيف الدولة كشرطة ثقافية يريدون استخدام العنف لفرض رؤيتهم (وهم ليسوا أغلبية) التي يعتبرونها "ثقافة". إنهم يعتقدون أن الإسلام لا يكون إلا بوجود دولة إسلامية (أي دولة فرض "الثقافة"). وهم يخلطون بين الفرض الديني (وهو خيار) وبين الفرض بعنف الدولة (ليس خياراً).
 +
أكتب هذا رداً على دعاة الإلتحاق بتركيا المسلمة ودعاة إقامة دولة يسمونها إسلامية ودعاة الفرض بالقوة فقط لأنهم يعتبرون أنفسهم ممثلين عن المجتمع أو عن الإله. ألا تعتقدون أنها فاشية صريحة.
  
 
[[تصنيف:الإسلاموية]]
 
[[تصنيف:الإسلاموية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٥:٠٤، ٧ ديسمبر ٢٠٢٤

10 آب، 2016-اسلوب الحياة الإسلامي

Ezzat Baghdadi August 9, 2016 · الإسلام مثله مثل كل شيء يتطور، فإذا كان الاسلام أسلوب حياة كما يطرح بعض دعاته، فإنه بالضرورة متحول، إذ لا يمكن أن يتماثل اسلام شخص عاش قبل 1000 سنة في الجزيرة العربية مع إسلام شخص يعيش اليوم في أوربا ، وذلك لاختلاف البيئات والقضايا التي تطرحها فلو أتينا بمجمل القضايا التي تشغل تفكير المسلمين في أوربا اليوم وما خرج من فتاوى بشأنها لما وجدنا إلا القليل جداً من المشتركات بالقضايا التي شغلت مسلمي الألفية السابقة في الجزيرة العربية. ومن هنا يمكن القول أن الاسلام تغير ويتغير وسيتغير ما دام الإسلام أسلوب حياة وما دامت البيئات والقضايا تتغير. هذا إن كان الإسلام أسلوب حياة كما يشيع بعض الدعاة، ولو كان كذلك فلا قداسة له لأن القداسة من شأن الثوابت التي لا تتغير، ولو محصنا في الإسلام خلال تاريخه واعتبرنا إدعاء أن الاسلام اسلوب حياة إدعاء باطل لما ينضوي عليه من حتمية تغيير تنقد وتطال صفة التقديس ، ولو كان الصحيح أن الإسلام لا يحتمل إلا الثوابت فإن الاسلام سيكون مجموعة الثوابت المحدودة فيه التي يمكن اختصارها بالشعائر والغيبيات (الورائيات) مثل قصة الخلق والقيامة ...إلخ. ومن هنا ينبغي تحديد أي اسلام نبغي ... هل هو الإسلام الذي يفسر ما لا يستطيع الإدراك حل لغزه وتفكيره ؟ (اليقينيات الكونية الثابتة ) أم الاسلام الذي يدخل في كل شي بما في ذلك تفاصيل الحياة وأحوالها ؟؟ فإذا كان الخيار الأول فلا ضير من التقديس ولن يعارض ذلك تحولات البيئة وأنماط الحياة. أما الخيار الثاني يحتم علينا النظر للاسلام على أنه اجتهادات نخبه وتأويلاتهم لما فهموه من نصوص مقدسة افترضوا أنها نزلت لتحدد أساليب الحياة دون الاكتفاء بفكرة أنها نزلت لحل لغز إدراك هذا الكون ، الأمر الذي يجعل هذا النوع من التدين يتصادم مع البيئة والمنطق ويمزق قداسة الإسلام.

Ahmad Nazir Atassi August 10, 2016 · Shared with Public Public حتى القرآن لا يعتبر الإسلام أسلوب في الحياة. قال اعدلوا إن حكمت لكن لم يقل أن الحاكم ظل الله على الأرض. قال اعملوا الصالحات ولم يقل لباس إسلامي ومدارس إسلامية ودولة إسلامية وأكل إسلامي وبنوك إلاسلامية.وكل التشريعات الموجودة في القرآن ليست جديدة، وكل الأخلاقيات في القرآن ليست جديدة، أو تحسبون أن الناس ما كان عندهم عدالة أو أخلاق قبل الإسلام. ما يسمونه أسلوب الحياة الإسلامي هو اختراع جديد.القرآن سمى الرسول نذير ولم يسمه "قائد المجتمع والدولة".

31 آب، 2016-الإسلاموية كأيديولوجي تحررية

قد يتحول الإسلام إلى أيديولوجيا تحررية، إما ضد مستعمر أو ضد نظام حكم. لكن هذه الأيديولوجيا لا تخرج عن نمط "نحن" المظلومين و"هم" الظالمين (وهذا ما يسميه البعض بالصراع الهوياتي). لأن الدين قائم على ثنائيات من هذا النمط، وليس هذا بالشيء السيء لأننا غالباً نربي أولادنا على هذه الثنائيات، والمجتمعات قامت على أساس هذه الثنائيات (صراع بين من هم من جماعتنا ومن هم من خارجها). ويصبح والهدف غالباً تمكين المظلوم. ومع الزمن يتحول المظلوم إلى ظالم لأن هذا ديدن من بيده السلطة. الحل هو تفكيك منظومة الظلم وليس تمكين المظلوم. ولأول مرة في التاريخ يمكن تحقيق هذا الهدف النظري وذلك بسبب تطور العلم والتكنولوجيا وبالتالي الإدارة والإنتاج. لهذه السبب فإن الثورات القومية والطائفية والدينية والعشائرية وكل ثورات المظلوميات تنتهي ببناء ديكتاتورية جديدة بأشخاص جدد لكن بنفس العقلية التي أنتجت الظلم. أصبحت المجتمعات أكبر وأعقد بكثير اليوم من أن ننظر إلى المشاكل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية على أنها صراع مظلومين ضد ظالمين، يجب أن يكون هدف التغيير الثوري أو غير الثوري تفكيك منظومة الظلم. وأحياناً كثيرة إعادة تأهيل الظالمين والمظلومين. لا أدعو الله أن ينصر المؤمنين ويذل الكافرين بل أدعوه أن يلهم الناس إنتاج منظومة سياسية جديدة لا تقوم على غلبة "هؤلاء" وإذلال "أولئك" فهذه حلقة مفرغة لا نهائية. وحتى حين يتغلب الأطهار المؤمنون فإنهم سيتحولون حتمياً إلى ظالمين، ديكتاتورية المؤمنين مثل ديكتاتورية البروليتاريا، إنها ديكتاتورية في النهاية.

طارق محمد أكرم الخواجه معك ١٠٠٪‏ لكن التنفيذ بعد الانتصار ..ربما هناك معركة جديدة لاجل ماذكرت ..لم لا ..

Ahmad Nazir Atassi الإنتصار بالعقلية القديمة ليس ممكناً. يجب تخطي غريزة الإنتقام. عقلية العلويين التي دعتهم لدعم النظام هي نفسها العقلية التي تحكم عمل السلفية الجهادية. بالنسبة لهم فإنهم يدافعون عن جماعتهم لأن الدنيا كما نفهمها ويفهمونها غالب ومغلوب.

Shahir Raslan المؤمنون عندهم قوانين يمشوا عليها فإن ظَلَمُوا بعد نصرهم فهم ليسوا على الايمان ...... قوانين

Ahmad Nazir Atassi وماذا يهمهم إذا القوانين لا تعتبرهم مؤمنين ماداموا في السلطة. انظر إلى الخميني وجماعته

Rafik Atassi اوكيه هالحديث بينطبق على ثنائية الخير و الشر يلي مجبول عليها الانسان ؟

Kasem Atassi قليل جدا" أن تجد أحدا" يستطيع أن يعبر و بسطور قليلة و بسهولة هائلة عن أفكار بهذا العمق...بعرف نظير أنك ما بتحب المدح , بس هالكم سطر بالصميم....وبيستاهلوا تفكير كتير ... أحلى كتابات هي التي تجعلنا نفكر بعد قراءتها...

Ahmad Nazir Atassi شكراً قاسم، القارئ الذكي هو من يفهم على الكاتب الذكي، هيك طلعنا نحنا الإثنين أذكياء. وماذا يطلب الإنسان من الاصدقاء أكثر من هذا هههه. مجتمعنا ليس متخلفاً وإنما نحن ومجتمعات أخرى كثيرة نعيش معضلة الحداثة الأوروبية، كيف تنتقل من مجتمعات قائمة على الهوية إلى مجتمعات قائمة على القانون. إنه نقلة "ضد الغريزة".

Ghayda Al Atassi انا مع هذا الطرح

Ghassoub Droubi أحترم رأيك وكلام مثالي ولكنه مستحيل

Ahmad Nazir Atassi أحترم احترامك. هذا تحليل يا صديقي وليس وصفة (يمكن نصيحة أو توصيات) فأنا لم أوضح كيفية تفكيك منظومة الظلم. المستحيل هو أن يتصور شخص مثل عمر بن الخطاب مثلاً أن يتحدث الناس بعد قرون من خلال قطع بلاستيك نسميها تليفونات جوالة، لكن المستحيل حدث. التاريخ ليس بالضرورة أحداث منطقية أو محتملة وإنما يمكن المحاججة بأن التاريخ هو سلسلة من الأحداث المستحيلة من ناحية إحصائية.

Sab Anas هل تعتقد بأن_الصراع_ الهوياتي ..و الثنائيات ليست بالشيئ السيئ ؟ ألا تؤدي الى التطرف في مراحل معينة من الهزيمة أو الانتصار

Ahmad Nazir Atassi كل شيء نسبي. في عالم القبيلة الثنائيات لا بد منها مثلاً. أما في حالتنا فهي سيئة بالمقارنة مع هدف إنتاج دولة القانون.

Sab Anas وهل كل الأديان تعمل ب الثنائية ..أم دين واحد فقط ؟ ربما الحياة البدائية فقط تمارسها بل وتحتاج إليها .. وهي سيئة ب المعنى الانساني

Ahmad Nazir Atassi أعتقد أن الثنائيات طريقة إنسانية متجذرة. لكن الحياة المعاصرة بعيدة كل البعد عن الوسط الذي تطور فيه الإنسان. ليس هناك أي شيء "طبيعي" في مدينية مليونية. لذلك يجب تخطي غريزة الإنسان وتعلّم أدوات جديدة للتعايش.

Sab Anas مؤكد أنه يجب علينا الابتعاد عن كل الأدوات البدائية -نتجاوز الثنائية - لنخطوا اول خطوة نحو الحضارة

Hamed Dandachi يتم التعامل مع المؤمنين و كانهم هم من كان يحكم و يظلم،.. بينما كانوا في الحقيقة مكدسين في اقبية سجون اللنظام المجرم ... اما اليوم..فان المؤمنين و فقط المؤمنين هم من يدفع ثمن تحرير الارض من اقذر ناس على الارض بينما فر اللامؤمنون المثقفون و الفهمانون التحرريون التنويريون الديالكتيكيون التطويريون.. فروا بعيدا عن المعركة و اكتفوا بالصفن الكثير و عصر الدماغ وتركيب النظريات الحلوة..

9 أيلول، 2016 - إيقاف جلال الدين الرومي

عضو مجلس الأمة الكويتي يطالب بـ إيقاف حفلة عن جلال الدين الرومي. بوست: حلوة، يطالب بوقف محاضرة جلال الدين الرومي الذي مات من قرون. هل البرلمان هو مكان لممارسة المراقبة أو إعطاء أوامر للسلطة التنفيذية دون قانون صادر عن البرلمان؟

Hamed Dandachi لا يوجد في كلمته ما يدل على إيقاف جلال الدين شخصيا ,رجاء سماع المداخلة بشكل جيد . و طالب ببإيقاف الحفل الصوفي الخزعبلاتي , و معلوم أن جلال الدين كان صوفيا هوموسيكشوال كلامه كله في الحب و التأمل و الصفن و الخمول و الوحدة مع صاحبه بدر الدين . الأتراك يحبونه و كذلك الكثير من الأوروبيين . أنا أجد أنه سخيف .

Ahmad Nazir Atassi الرأي لا يبرر تدخل السلطة التشريعية أو التنفيذية. كثيرون يحبون الرومي

Hamed Dandachi و مع هذا فلا يوجد في المداخلة و لا كلمة واحدة تشير الى توقيف الرومي شخصيا بل توقيف حفل الرومي،العلمانية العربية تفتقد المصداقية على حساب الايديولوجيا و العاطفة المعاكسة. يبحثون عن اثارة. اكشن و الناس تصدق دون ان تحقق.

Ahmad Nazir Atassi لا تتسرع بالحكم عزيزي من الواضح أن الرجل يجهل من هو الرومي. ولا داعي لأن تصنفني علماني أو أن تدافع عن الشخص لأنه إسلامي. هناك جهال من الطرفين. أنا لا أكره الدين ولكن أكره أؤلئك الذين يمارسون الوصاية على المجتمع دون احترام فصل السلطات الذي هو الحاجز الذي يمنع التسلط. لا أعتقد بأن العلمانية أيديولوجيا. إنما هناك ردة فعل على الإسلاميين الذي يعتقدون أنهم يمتلكون المجتمع والارض والدولة مثل هذا الشخص الذي يفترض أن ثقافة الكويت من نمط واحد يريد أن يفرضه على الآخرين. إذا نظرت إليها بروح النكتة فسترى ما أراه. هذا سياسي غير محنك دفعه التيار الذي ينتمي إليه ليكون في بوز المدفع. السياسة ما فيها رحمة والناس رايقة وفاضية.

Alagha Nasser Mohana Dandashi هو قال توقيف الندوة او الأمسية . لسع بترجعه للوراء هالحكي من سنتين خلينا نفكر للمستقبل الماضي راح ماعاد يرجع

Badran Haswani اسمعوا الدقيقة 1:37 يقول من أعطاه هذا التصريح ، منين أخذ هذا التصريح.....! نواب مجلس الأمة ( ككثير من برلمانات العالم الثالث ) غالبيتهم محدودي الثقافة فالانتخابات تجرى بترتيب معين مناطقي و قبلي و...و... خطؤه انه لم يتبيّن هو و من زوده بالخبر حيثيات الأمسية .. غايته لم تكن اكثر من تسجيل موقف امام ناخبيه.

Ahmad Nazir Atassi تماماً بدران الشغلة كلها حركات وألاعيب سياسية. لذلك نضحك عليهم دون حرج سواءاً كان من هذا الفريق أو ذلك. الزلمي سمع شغلة صوفية ومباشرة بدو يبغيها سواءاً بيعرف الرومي أم لا. السلطة التشريعية ليس لها حق إصدار أوامر تنفيذية أو الطلب من السلطة التنفيذية عمل أي شيء إلا إذا صدلا كقرار من البرلمان.

17 شباط 2018، في إسلاموية الخليج

لطالما تساءلت، اهل الخليج يدفعون مساعدات كبيرة لمراكز الشرق الاوسط قي امريكا، ويدفعون لغيرها من المراكز البحثية التي صارت اكثر من عشب بعد مطرة، ونعرف ماذا يمطرون. لكنهم ابدا لا يستثمرون في ابحاث نقدية للدين، ليس بالضرورة تفكيكية وانما على الاقل علمية تاريخية. الكثير من جهودهم يصب في طبع التراث وتكريس صفة الاسلامي عليه واظهار مجتمعاتهم بانها اسلامية او صاحبة اصالة الاسلام بعينها. يقدمون كتب التراث مجانا وبسخاء للمساجد التي بشيدونها ويرعونها في جميع انحاء العالم، ومنها مسجد كبير في بلدتنا الجامعية في لويزيانا حيث هناك اقل من عشرة مسلمين مقيمين واكثر من ثلاثمئة طالب سعودي. المسجد في مدينة محافظة في الجنوب المسيحي المتعصب، ويشبه تماما المسجد الاقصى. استاجروا شقة سموها المضافة ويحتفلون بعيد تنصيب الملك، ويفرقون بين بدوي وحضري وكثير منهم يغشون. تمسكهم بالاسلام كثقافة قديمة مزعومة ليس اكثر من واجهة قومية، تتمسك باصالة مزعومة لم تكن يوما موجودة، ويصدرون لنا جهاديين اسلامهم ليس اكثر من ازمة حداثة ذكورية معفنة لا علاقة لها بالازمات الثقافية او السياسية في باقي البلدان العربية والاسلامية. من فترة خطرت لي فكرة، هؤلاء يستهلكون الاسلام كما يستهلكون دجاج الكي اف سي المقلي، انهم بحاجة الى مظاهر الاسلام اكثر من حاجتهم الى نقد ثقافي عميق. اسلام دول الخليج لا ينبع من ثقافة اسلامية عميقة ومجتمع محافظ بطبعه كما يقولون انما من ازمة ثقافة استهلاكية، تريد ان تبني لنفسها هوية جامعة وهوية امبراطورية توسعية لتبرير النفط والثروة التي لم يعملوا ولم يخترعوا شيئا لانتاجها. هذا الاسلام الاستهلاكي انتقل الينا باشكال مختلفة. ندعوهم لنجدتنا كعرب ومسلمين وليس من ورائهم الا الخراب والاسلام الاستهلاكي. ونعتقد اننا نتمسك بعصبية سنية في مواجهة عصبية شيعية او امبريالية غربية، والحقيقة ان استنجادنا بالخليج لا يقل سوءا عن استنجاد النظام بايران. بالنسبة لهم نحن مجرد استهلاك في سبيل ابقاء الاسرة الحاكمة واسلامها الظاهري الذي يزداد تعصبه كلما ازداد تعفنه الداخلي. اسلام تركيا ايضا اسلام استهلاكي، نوع اخر من العصبية القومية التوسعية كما في ايران. والاسلام السياسي بشكل عام استهلاكي، يستهلك التراث والمظاهر الدينية لاقامة مجتمع متجانس يخضع لدولة فاشية شمولية. اسلام البيزنس ليس الا استهلاكا للاسلام، وكذلك اسلام الخليج. انهم يستهلكون المساجد والثياب الاسلامية والعمارة الاسلامية والبنوك الاسلامية والمقاومة الاسلامية والدولة الاسلامية والكتب الاسلامية والتاريخ الاسلامي والفضائيات الاسلامية والتي ليست الا منتجات غربية باسماء اسلامية. الاموال السهلة تشتري ثقافة ولا تصنع ثقافة.

17 شباط 2018، الصحوة الإسلامية

اعتقد ان ما يسمونه بالصحوة الاسلامية منذ الستينات لم يكن اكثر من صراع سياسي. لكنه تكرس كنمط حياة وكثقافة بسبب وجود دول الخليج التي اعطت دفعا هائلا لاستهلاك كل ما يسمى اسلامي. ان اسلمة الثورة السورية المغفور لها لم يكن حتميا ضمن اطار سوري بحت ولكنها كانت حتمية ضمن اطار شرق اوسطي اوقف الخليج مسيرته الثقافية بضخهم للاموال من اجل انتاج واستهلاك مظاهر اسلامية. نحن نعيش في الفضاء السعودي ثم الفضاء الايراني ثم الفضاء التركي، لهذا ليس لنا مفر من اسلمة كل شيء. السعودية اشترت الاسلام الاستهلاكي وايران طبقت الاسلام السياسي الاخواني، وتركيا روجت لاسلام البيزنس كثقافة استهلاكية او كاستهلاك للثقافة. اذا كنا فعلا نبحث عن اسلام كدين فيجب ان نخلصه من هؤلاء الثلاثة وذلك بالنقد العميق والتحليل التاربخي. لا تقل لي اننا نفهم القران ولا تقل اننا نعرف تاريخ السيرة ولا تقل لي ان عندنا نقد الاسناد والمتن ولا تقل لي ان عندنا نظام خلافة ولا تقل لي ان الشريعة قانون للدولة ولا تقل لي ان كل شيء قبل القرن التاسع عشر كان اسلامي ولا تقل ان هناك فلسفة اسلامية ولا تقل ان هناك عمارة اسلامية او علوم اسلامية. الاسلام ليس في الماضي المتحجر ولكن في المستقبل العقلاني العلمي المتحرر من القبول الاعمى والسياسة والقانون والجهاد الامبراطوري والطب النبوي والاعجاز العلمي القراني والشمولية الفاشية. هذا ما سينقذ الاسلام وغيره من الديانات التوحيدية والا فاني اعتقد انها الى زوال بصيغتها الحالية. اذا حاربنا الغرب على انه كافر فبماذا سنجابه الصين والهند.

Oussama Al-chami أين المرض؟ ولماذا كتاب الله الصراط المستقيم تحول الى حفظ بلا فهم، وتعاويذ؟ سهل إن نقول، لا نريد لا نريد لا نريد. هذا الجميع بطل العالم به. ولكن حيث لا أحد هو أين البديل وما هي الخطوات؟ بنظري إن لم ننتقل إلى إنتاج المعرفة لن يكون هناك أي أفق. لا إمام الغرب ولا إمام الصين ولا أمام حتى سريلانكا.. يجب أن ننتج المعرفة كهدف. إلا نحن مقاطعات ريفية فقيره في مدارات حول إيران أو السعودية أو تركيا.


11 آب، 2019-ظاهرة الحجاب

حجاب المصريات

جهد مشكور محمد ودائما على خطوط البحث الامامية. قراءتي محدودة لابحاث ظاهرة الحجاب واعرف ان ليلى احمد ان لم اكن مخطئا تحدثت في كتاب عن ظاهرة الحجاب في امريكا عن حركة سياسية واعية. اي ان الحجاب في امريكا اعلان سياسي. لكن يمكن ان اقول بشكل عام ان كل من درس ظاهرة الحجاب او الاسلام السياسي اتجه الى التكهنات الفكرية غير القائمة على ابحاث ميدانية رصينة. كلهم سوسيولوجيون لكنهم يتركون السوسيولوجيا عند الحديث عن الاسلام السياسي او التأسلم ويتحهون نحو الايديولوجيا او التفسيرات التي تركز على خصوصية المجتمعات المسلمة. اي يعتقدون ان هناك سوسيولوجيا خاصة بالاسلام. وهذا الذنب فيه يرجع الى الدراسات الاسلامية والشرق اوسطية التي ارتكزت على هذه الفكرة ولا تزال. ما عندي تفسيرات قائمة على ابحاث ميدانية لكن عندي ملاحظات اعتقد انها قد ترسم طريق البحث. اولا التأسلم او اعادة تعريف المجتمع والثقافة من خلال الاسلام هو ظاهرة حديثة. هذه الظاهرة تتخطى مجموعات صغيرة او متحمسة لترقى الى حركة اجتماعية كما ذكرت. ثانيا، لا يمكن تفسير التأسلم بمصطلح احياء ديني. هذا المصطلح هو في صلب ايديولوجيا ظاهرة الاسلمة. لا اعتقد ان هناك شيء اسمه احياء ديني او عودة الناس الى الدين كتحليل سوسيولوجي. نعم الظاهرة تتمثل بما يمكن تسميته بالاحياء الديني. لكن الوصف ليس التفسير. التحليل الطبقي الماركسي محاولة للخروج من اطار الايديولوجيا لكنها تقع في فخ الايديولوجيا الماركسية التي تتعصب لعنصر الاقتصاد كما يتعصب الاحياء الديني لعنصر عودة الدين الى العطاش الى الروحانيات. اية ظاهرة اجتماعية لابد لها من تفسير اجتماعي، مفاهيم اجتماعية معروفة وآليات اجتماعية معروفة. وليس الاسلام الحالة الوحيدة. هناك الاحياء البروتستانتي، وهناك الاحياء الامريكي الاول في اواخر الثامن عشر والثاني في اوائل التاسع عشر والثالث في اواخره. وهناك الاحياء الديني المسيس في امريكا منذ سبعينات القرن العشرين الذي ركب موجته الحزب الجمهوري. ثالثا، لابد من المقارنة مع حركات اجتماعية اخرى مثل صعود القومية، صعود الاستهلاكية. كما لايد من الربط مع ظواهر موازية ظهرت في نفس الفترة الزمنية مثل التضخم السكاني، التعليم العمومي، الدولة الشمولية، تضخم الطبقة الوسطى. لا يمكن شرح ايديولوجيا الاسلمة بفشل ايديولوجيات اخرى مثل القومية وكأن الايديولوجيا حاجة انسانية. اخيرا، هناك افتراض يساري خاطئ وهو ان الطبقة الوسطى هي حاملة التطور وهي علمانية يسارية بالتعريف. الطبقة الوسطى نتاج الراسمالية وتضخم الدولة وتشعب تدخلها في حياة الناس. الطبقة الوسطى العربية محافظة واسلامية. عندها نفس طموحات الطبقات الوسطى في كل مكان لكن ثقافتها التي تعبر بها عن نفسها اسلامية. وهذا ليس خطأ اجتماعيا. الطبقة الوسطى الامريكية ايضا متدينة. اما الفرنسية فهي علمانية معادية للدين. هذه نتائج تاريخية وليست قوانين. كذلك فان ما يسمى بصعود العلمانية في الخمسينات والستينات لم يكن الا صعود شرائح معينة لا تمثل الا نسبة بسيطة من المجتمع. لكن الغالبية كانت من الفلاحين واصحاب الاعمال الحرفية والتجار. وهؤلاء كانت ثقافتهم محافظة واسلامية دائما. ما يهمني في الحجاب مدى تيسيره او اعاقته لانخراط المراة في المجتمع. هذا الانخراط اساسي في العصر الحديث.

DrAli Asaad تحياتي لك د.نظير.. أدّعي أن مبادئ علم الاجتماع صريحة وواضحة في القرآن الكريم. هذه المبادئ هي ذاتها في مختلف الكتب السماوية. أقول هي ذاتها لأن (الدين السماوي دين واحد متعدد الرسل). محاولات الإسلاميين لتعريف المجتمع والثقافة من خلال الإسلام ليست ظاهرة حديثة بدليل ما كتبه علي بن أبي طالب في نهج البلاغة وما كتبه علي بن الحسين ( زين العابدين ) في الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق وما كتبه ابن خلدون في مقدمته...


18 آذار 2018، تعليق على مقالة "سيكولوجيا الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المسلحة"

Ahmad Nazir Atassi March 18, 2018 · فيها وجهة نظر، لكن الملتحقين بهذه الجماعات ليسوا من كل الطبقات الاجتماعية. اعتقد ان صعود الطبقة الوسطى العربية وثقافتها الدينية يقودنا الى خطبة الجمعة. اما الاجرام فيجب على الكاتب تقديم احصائيات وليس فقط ملاحظات.


سيكولوجيا الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المسلحة

تسلّق بشكل مفزع مجموعة من الطلبة في مدرستي الثانوية سور المدرسة الكائنة في مدينة المفرق شمال شرق الأردن، هروباً باتجاه الشرق إلى الخط الحدودي بين الأردن والعراق؛ كان ذلك بعد نهاية يوم دراسي تقليدي ممل، تحديداً في صيف العام 2004، علمت لاحقاً أن هؤلاء الطلبة قد وصل بالفعل قسم منهم إلى الحدود العراقية للمشاركة في (الجهاد) في الحرب الأمريكية ضد (الشعب العراقي)، وقتها لم أهتم كثيراً في الدافع وراء عملية الالتحاق بقدر اهتمامي بسؤال: لماذا اتخذوا سور المدرسة ممراً لهم، مع العلم أن باب المدرسة كان مفتوحاً؟ بعد مدة من الزمن، توصلت أن هناك محفزات نفسية تدفعنا لارتكاب سلوكياتنا التي ندركها بعد وقت من تنفيذنا لها. للوصول إلى تلك المحفزات النفسية؛ بدأت عملية البحث عبر تساؤلات وضعتها بنفسي، من بينها: هل الفقر أو تدني مستوى المعيشة هو سبب الالتحاق بالجماعات الإسلامية المسلحة؟ ما الذي يحفزني للمشاركة في معركة غالباً سيتم قتلي خلالها؟ هل الدين الإسلامي يحثنا على ذلك؟ هل سأذهب إلى الجنة بعد (استشهادي)؟ بعد مشاركة الأردنيين في حرب العراق، وبعد ظهور التنظيمات الجديدة في سوريا والعراق عام 2010 على الميدان كجماعات قتال باسم الدين الإسلامي، كان لابد من العودة إلى تفسير الظاهرة بشكل أكثر دقة، ساعدني في ذلك عدة عوامل، وهي: أولاً: دراستي الجامعية في مدينة معان جنوب الأردن، المدينة التي تعتبر نسبياً من بين أكثر المناطق التي تصدّر مقاتلين للجماعات الجديدة باختلاف أسمائها ونطاق عملها، المدينة التي يبرهن المستوى المعيشي الجيد لسكانها على أن الفقر ليس سبباً رئيسياً للالتحاق بالتنظيمات الإسلامية المسلحة. ثانياً: عملي كباحث اجتماعي ميداني في جمع البيانات لصالح مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية؛ العمل الذي أتاح لي فرصة زيارة جميع المناطق الأردنية تقريباً، والتحدث مع شرائح مختلفة على الامتداد الجغرافي الأردني، وتنفيذ مسوحات دورية منها ما هو متعلق بالتطرف الديني ومواضيع تتعلق بتوجهات الرأي العام حول قضايا مختلفة تتعلق بالمجتمع الأردني. استخدمت فرضية تقول إن التعليم الديني التقليدي هو أهم أسباب الحشد الدافعة لانضمام الشباب في الجماعات الدينية المسلحة. قادتني عملية البحث وعبر استخدام منهج تحليل المضمون إلى أكثر أدوات التعليم الديني تأثيراً على السلوك، وهي خطبة الجمعة، وذلك لعدة أسباب؛ أولاً لأنها إلزامية، ثانياً لأنها دورية بواقع درس أسبوعي منتظم، ثالثاً أن خطاب شيخ الجامع في الدرس هو تلقيني ولا يمكن مناقشته، رابعاً لأنها تأتي في يوم عطلة، وبالتالي تستمع إليها الشريحة الأكبر في المجتمع. تتفق معظم الدراسات المتعلقة بالتطرف الديني بأن السبب الرئيسي من ورائه هو الفقر والتهميش، حتى الدراسات الميدانية الدورية التي نفذتها لصالح مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية؛ تعزو الفقر سبباً رئيسياً لعملية التطرف، في الحقيقة أن هذه النتيجة ليست عاملا رئيسيا أو المسبب الأول لذلك، فالتعليم الديني التقليدي – تحديداً خطبة الجمعة كدرس أسبوعي دوري – لها التأثير الأكبر على تغيير سلوك الأفراد، وحشدهم باتجاه الالتحاق بالجماعات الدينية المسلحة، وأحيانا عن لاوعي من خطيب الجمعة، فقط لتكراره خطاب من سبقوه دون أن يكون مدركًا لقوة الكلمات التي تنبع من مكان ديني. كيف ذلك؟ نعلم جميعاً أننا في العالم 2018، وما زالت خطبة الجمعة تحتوي على رسائل الكراهية تجاه الآخر، على سبيل المثال: ما زال الدعاء (اللهم عليك بالصليبيين ومن والاهم) ودعاء (اللهم عليك باليهود والنصارى والمجوس وأرنا بهم يوماً لعجائب قدرتك) موجود على المنابر، نعم هذا خطير لكنه ليس رئيسياً في تحليل سبب التحفيز للمشاركة في العمليات القتالية، قبل أن أنتقل الى التحليل الذي نتج عن تحليل المضمون وربطه بالسلوك، علينا التركيز على أي الجماعات الإسلامية الأكثر جذباً للشباب المتلقي للدرس الديني؟ سنجد جبهة النصرة بالدرجة الأولى، وما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بالدرجة الثانية، وإذا ما أردنا معرفة الفارق بين هذه الجماعات وتنظيم القاعدة في السابق، سنجد أن كليهما يريد الوصول إلى دولة إسلامية، لكن الأولويات تختلف؛ تنظيم القاعدة أولويته هي محاربة ما يسميهم (الكفار) ويرتكز في ذلك على الدول الغربية، بينما أولوية الجماعات الجديدة هي محاربة ما يسمونه (المرتدين) أي المسلمين غير المنتظمين معهم؛ على غرار أنت لست معي فأنت ضدي. بناء على ما سبق، يمكن القول أن الدعاء الأكثر تكراراً هو: (اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان) ودعاء (اللهم احشرنا مع الشهداء والصديقين) ودعاء (اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين) دون تعريف/تفسير من هو المجاهد ومن هو الشهيد ومن هو عدو الدين؛ يشكّل دورا كبيرا في حشد النفس للانتقال إلى المكان الذي يتمناه الجميع (الجنة) حيث تطرح هذه التكرارات أزمة/مشكلة يعاني منها الدين الإسلامي، ويضع الحل لهذه المشكلة، الأمر الذي يعمل على تحفيز النفس للمشاركة في أزمة الدين، والدور الذي يجب أن نقوم به هو (الجهاد) خصوصاً من قبل أولئك الشباب الذين ارتكبوا الأخطاء في حياتهم ويريدون تصحيح تلك الأخطاء بأية وسيلة، وأيضاً اولئك الشباب الذين يريدون رد الجميل إلى والديهم نتيجة تقصير حصل، يجدون أن جلب (شهيد) للعائلة سيجعل منه شخصاً أكثر فائدة، حيث أنه سيكون سبباً في إدخالهم للجنة التي يتمناها الجميع. هذا التحليل يجيب على تساؤل الباحثين: لماذا ينتظم أصحاب الأسبقيات بسهولة مع تلك الجماعات؟ على سبيل المثال القيادي أبو مصعب الزرقاوي الذي كان يقود جماعة التوحيد والجهاد في العراق قبل أن يقتل هناك في العام 2016، كان من أصحاب الأسبقيات، وغيره الكثير. لأن المشاركة (الجهاد) لشخص تعيس في حياته هو الحل الأمثل – كما يفسّره رجال الدين بطريقة غير مباشرة عبر (الشهادة) – حيث أن جميع المشاكل المحيطة وخصوصاً التي يصعب حلها، يمكن أن تختفي جميعها بمجرد القتال في سبيل الله – على قول رجال الدين فإن هذا السلوك يكسب الشخص الحياة الدنيا والحياة والآخرة معاً – هذا الخطاب الذي ما زال موجوداً إلى اليوم، علينا إعادة النظر به إذا ما أردنا الاحتفاظ بخطاب ديني يجعل الفرد فاعلاً بطريقة إيجابية أكثر في محيطه. باحث اجتماعي أردني سيكولوجيا الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المسلحة عبدالله الجبور

3 نيسان 2018، الحركات الإسلامية الدمشقية والثورة السورية

الحركات الإسلامية الدمشقية والثورة السورية

24 آذار 2019، الاختزال الغربي للمسلمين

Sami Alkayial

منذ القرن التاسع عشر، تدور في العالم العربي معارك طبقية وايديولوجية كبرى، لتحديد اسلوب ادارة المجتمعات وهويتها الوطنية وحقوق الناس ونمط القانون والنظرة للتاريخ والتراث وشكل الدولة والنظام الاقتصادي وانماط توزيع الثروة..،الخ. ثم يأتي الاخوة البروجرسيف الغربيون كي يحسموا النتيجة من عندهم، ويختصرونا بحجاب واذان، سقى الله تلك الايام الجميلة، عندما كنا نختصر بجمل وصحراء، على الاقل الجمل حيوان لطيف والصحراء من تضاريس الطبيعة البريئة من كل هذا الشحن الديني الايديولوجي. الاخت النيوزيلاندية (لن اذكر اسمها كي لا تنشهر)، لم تنحز ب"تضامنها" فيما يخصنا للتنوع التي تدعيه، بل انحازت لترميز وتصور واحدي احادي، نحن رسميا وبقرارات حكومية نمثل بالنسخة الاكثر محافظة وتدينا من ثقافتنا. ويتم تجاوز كل تنوعنا الثقافي. هي تسطيع بعد فعلتها ان تحضر مهرجانا للمثليين مظهرة مفاتنها. اغلب "المسلمات" لا يستطعن حتى لو اردن. لنا الحجاب والاذان كرمز احادي يختصرنا ولهم "التنوع". انها والله قسمة ضيزى. سبق لرئيسة وزراء ناطقة بالانجليزية ان جلست الى جانب الجنرال ضياء الحق (نبي الصحوة الاسلامية بالزي العسكري) في باكستان لتعبر عن حبها لمقاتلي الحرية في افغانستان، ولوزيرات سويديات، في اول حكومة نسوية في التاريخ، ان وقفن في صف خاضع بالحجاب امام الملالي، كي يعبرن عن مهاراتهن بين الثقافية، في حين تجلد نساء في ايران لانهن لم يفعلن نفس الفعل. اختاه! لماذا لا تقتدين بالحكومة النسوية، تستحقين الجلد حقا. من اليمين واليسار وعلى جنوبهم. هذا الدعم الرسمي لليمين في العالم العربي وفي الدول الاسلامية، هو سياسة ثابتة منذ السبعينيات، بالنسبة لبعض "تقدميي" الغرب هو ضروري لمواجهة اليمين في مجتمعاتهم. اما جماعتنا الذيليون، فيستمدون اولوياتهم من اولئك "التقدميين"، ويوافقون على هذا التنميط الفاضح مادام مقرا من مثلهم الاعلى السياسي، ولا باس لديهم بدعم التصورات اليمينية عن المجتمع في بلدانهم، رغم انهم يعانون منها يوميا، مادامت تلك هي الموضة عند اليسار الغربي. ثم يحدثونك عن نقد المركزية الغربية.


Ahmad Nazir Atassi

فعلا نجح اليمين المتطرف والاسلامويون في تحويلنا جميعا الى قبيلة منعزلة رمزها الحجاب والاذان. في التلفزيون في الاغاني في الادب في المجلات اصبحنا مجرد مسلمين، واصبح الاسلام مجرد حجاب وذقن واذان واحياء منعزلة . انا تقطنها اقليات غريبة. انا ارفض ان اكون اقلية ولا احب الاقليات التي تعتقد ان هدف حياتها ان تحصل على اعتراف بثقافة تم اختزالها الى حجاب وجلابية وذقن. لا ابحث عن اعتراف احد طالما ان الدولة تحفظ حقوقي. الاقليات المسلمة في الغرب وقعت تحت قبضة الاسلامويين الذين يعتقدون ان الانتصار يكون بالاعتراف بخصوصيتهم بينما ينسون ان مثل هذا الاعتراف يخرجهم من المواطنة الجامعة، تماما متل الاقليات المحترمة التي وقفت مع الاسد.

2 تشرين الأول 2019، احتكار الإسلام

Ahmad Nazir Atassi هذا النمط من التصرف اسميه الامبريالية الثقافية السعودية. السعودية تحتكر الاسلام. وهذا التصرف نرى اشباهه في الطلاب السعوديين في امريكا والمشاكل التي يسببونها في المساجد الامريكية.

Abdel Hamid Shidda October 2, 2019 · شكرا للثورة المباركة. خلال أسفاري أحب المطارات وأتجول فيها بفضول وبمتعة. في أحد مطارات إستانبول كان الوقت بعد الظهر وذهبت إلى المسجد الصغير في إحدى زواياه. كان فيه حوالي ستة أشخاص. وضعت حقيبتي الصغيرة جانبا وهممت بالصلاة ولحظتها دخل شاب خليجي على الأرجح سعودي وربما في بداية الثلاثينات وبدأ بإقامة الصلاة بكل ثقة وكبر بادئا الصلاة. بشكل طبيعي إقتربت منه لأصلي خلفه جماعة وأيضا شخصان آخران. قال لي إنه سيصلي قصرا وأنه بإمكاني تكملة الأربع ركع بعده. إستغربت كيف قد نفسه كإمام بدون أن يعرض على الآخرين أن يتقدموا وعجبت قليلا أن يؤم الذي يصلي قصرا من يريد أن يقيم الصلاة تامة. ماإن بدأ الصلاة حتى رأيته تقدم خطوتان إلى الأمام وخطوة نحو اليسار. فجأة بدا لي أن القصة كلها فيها خربطة ورعونة وغرابة. خطر في بالي الدواعش والمعتدون بأنفسهم والمستخفون بالمسلمين. نوع من أنواع التغلب والهيمنة التسلطية. غيرت رأيي وتابعت صلاتي منفردا كأنه غير موجود كإمام ثم خرجت وأنا أحمد ربي الذي بعث الثورة السورية كي تعطيني الجرأة في التفكير قبل أن أتبع أحدا في الدين وفي الدنيا، حتى لو نصب نفسه إماما.

5 تشرين الثاني 2019، ثقافة الجماعة

يقول الإسلامويون وكثير من السوريين اليوم بأنهم يريدون دولة تعبر عن ثقافتهم وتحميها. ويعنون بذلك الدين الإسلامي بنسخته السنية واللغة العربية والعادات والتقاليد التي يشترك بها الجميع (بحاجة طبعاً إلى تعريف). هذه الفكرة الضبابية التي يقدمها الغسلامويون للناس كحلم يدغدغ حاجتهم إلى الامان الجسدية والثقافي في بلدهم الذي اعتادوا أن يعاقبهم على ممارسة كثير من عناصر تلك الثقافة المذكورة. إذا عاقبتك الدولة (النظام بأدوات الدولة) على صلاتك ولحيتك وحتى كونك مسلماً سنياً متديناً، لا يعني أن دولتك المنشودة يجب أن تفعل العكس أي أن تفرض الصلاة واللحية والتدين. ما معني أن تعبر الدولة عن ثقافة المجتمع؟ ما هو دور الدولة الثقافي (والثقافة هنا لا تعني الأدب الرفيع)؟ يعتقد القائلون بدور الدولة الثقافي بأنهم وبحكم كونهم أغلبية عددية (ولا أحد استطاع قياس هذه الأغلبية) فيجب أن يقودوا الدولة وأن يجيروها لحماية ثقافة الأغلبية وفرضها على المجتمع ككل. بالنسبة لهم الدولة هي وسيلة لفرض الاخلاق الإسلامية الحميدة ولفرض الشعائر الإسلامية واللباس الإسلامي والمصارف الإسلامية والصوم في رمضان وكل الصلوات وفرض حجاب النساء وفصل الجنسين في الأماكن العامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (المطوعين) وفرض قانون الأحوال الشخصية المستمد من الشريعة الدينية وإدارة الأوقاف وبناء الجوامع وإدارتها وفرض التعليم الديني واستشارة المشايخ (علماء الفقه، لكني أعتقد أن ليس كلهم يستحقون لقب علماء فقه) عند إصدار قوانين (أية قوانين) ويفضل حتى إلغاء مجلس الشعب (التشريع لله؛ ولا أحد يفهم معنى كلمة التشريع هنا) وفرض الإسلام كدين رسمي واللغة العربية كلغة رسمية ومنع التأثر بالغرب وكل ما يخدش حساسياتهم الثقافية (ولا نعرف ما هي) ومعاداة إسرائيل اليهودية والغرب المسيحي ومناصرة أردوغان السني وكل القادة السنة حول العالم وإنشاء جيش إسلامي عقائدي ليقوم بالجهاد. في كل هذه الوصفة المعقدة، أين هي الثقافة، أين تنتهي الثقافة وتبدأ أيديولوجيا الحكم. فكون بعض هذه المطالب موجودة في كتب الفقه القديمة، لا يعني أنها "ثقافة" فلم يطبقها أحد منذ قرون؛ ويمكن لم يطبقها أحد أبداً لا قديماً ولا حديثاً. فلنعزل ما يمكن تسميته "ثقافة" وما يمكن تسميته "نموذج دولة" لأن الثقافة اليومية لا تتضمن مثل هذا النموذج. هذا الخلط بين المطالب الثقافية وبين الأيديولوحيا السياسية خطير جداً، لكنه أساس الأسلاموية. مطالب ثقافية: صلاة وصوم وزكاة، منع شرب الخمور، لحية ولباس للرجال والنساء، لغة عربية، تعليم ديني، إستشارة مشايخ، فصل الجنسين، الميراث، الزواج والطلاق والحضانة، إقامة الحدود. أولاً، الإسلام فرض هذه الفرائض على الافراد وقال "اعملوا" ولم يقل ولتكن منكم دولة تفرض القرائض بالقوة. الأمر بصيغة الجمع لا تعني بالضرورة الدولة. ثانياً، ماذا عن الأفراد الذين لا يعتبرون هذه الفرائض جزءاً من "ثقافتهم". ما هي "ثقافة الجماعة"؟ وهل هي موجودة حقاً؟ كم عدد المصلين والصائمين بشكل دوري في سوريا؟ كم عدد شاربي الخمور بين المسلمين السنة؟ هل يحب كل الرجال إطلاق اللحية؟ وهل تعتقد كل النساء أن الحجاب فريضة وعبادة؟ وهل فصل الجنسين يعني فعلياً وضعهم في غرف وأماكن منفصلة جغرافياً؟ وهل استشارة المشايخ ثقافة سائدة عند الجميع؟ وكم من النساء يردن تطبيق تشريعات الطلاق والحضانة في مذاهبهن الدينية؟ باختصار ما هي نسبة الذي يعرفون أنفسهم كمسلمين سنة في سوريا؟ وهل هناك تعريف معياري لكون الإنسان "مسلماً سنياً"؟ وماذا سنفعل لو تغير هذا التعريف؟ يجب التمييز بين "الدين المعياري" و"الدين العملي". ليس كل ما هو موجود في الكتب مطبق على أرض الواقع أو جزء من الممارسة اليومية. قانون الدولة مفروض على الجميع ومقبول من الجميع، لكن الثقافة كلمة ضبابية وغير معرفة وتتغير باستمرار ولا يتقيد بها الجميع في كل الأوقات. ثالثاُ، وماذا عن بقية الشعب الذي لا ينتمي إلى ما يعتقدون أنه أغلبية؟ وماذا لو غير المرء ثقافته، بعضها أو جزءاً منها؟ إن هذا القلق الوجودي المتمثل في الخوف من زوال "الثقافة" (وهي بالفعل تتغير كل يوم)، لا يعني بالضرورة أن تستولي على أدوات الدولة وتجيرها لخدمة هذا الهدف. نحن لا نعرف دولة الخدمات، ونعرف فقط دولة القمع، وليس هناك اي مؤشر على أن هذا سيتغير رغم كل هذه الثورات، فهل تريد دولة القمع أن تستلم وظيفة فرض أية ثقافة. باختصار وبساطة، القائلون بتوظيف الدولة كشرطة ثقافية يريدون استخدام العنف لفرض رؤيتهم (وهم ليسوا أغلبية) التي يعتبرونها "ثقافة". إنهم يعتقدون أن الإسلام لا يكون إلا بوجود دولة إسلامية (أي دولة فرض "الثقافة"). وهم يخلطون بين الفرض الديني (وهو خيار) وبين الفرض بعنف الدولة (ليس خياراً). أكتب هذا رداً على دعاة الإلتحاق بتركيا المسلمة ودعاة إقامة دولة يسمونها إسلامية ودعاة الفرض بالقوة فقط لأنهم يعتبرون أنفسهم ممثلين عن المجتمع أو عن الإله. ألا تعتقدون أنها فاشية صريحة.