«الذاكرة الجمعية»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(أنشأ الصفحة ب'=17 شباط، 2019 - الذاكرة الجمعية 1= الحقيقة اصبحت اتحسس من مصطلح الذاكرة الجمعية والتراث الشفوي و...')
 
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
 +
 
=17 شباط، 2019 - الذاكرة الجمعية 1=
 
=17 شباط، 2019 - الذاكرة الجمعية 1=
 
الحقيقة اصبحت اتحسس من مصطلح الذاكرة الجمعية والتراث الشفوي والذاكرة الشفوية. ان يتذكر الانسان حدثا ما ويرويه لاولاده شيء مختلف تماما عن التراث والتاريخ الشفوي. التراث انتاج جماعي يتم تناقله بالتعليم وليس بالصدفة. لا احد يحفظ القرآن بالصدفة مثلا. المجتمعات لا تتذكر بشكل جماعي وانما تخترع وتؤلف بشكل جماعي. يعني لو حاولنا الان تدوين تاريخ الانتداب الفرنسي بالاعتماد فقط على الذكريات وليس على ما قراه الناس في الكتب او تعلموه في المدرسة فلن نحصل الا على رؤوس اقلام قليلة. جاء الفرنسيون بعد السفر برلك ورحلوا بعد الحرب العظمى وقبل نكبة فلسطين، كان هناك كتلة وطنية ومظاهرات وشكري القوتلي وفقط. لا اكثر ولا اقل. هذه الذكريات تتحول الى تراث عندما تقرر الجماعة ان من واجب كل فرد تعلمها وعندها تصوغها في قصة درامية او ملحمة شعرية مليئة بالاساطير وبعض النقاط التي ذكرتها اعلاه. الذاكرة التي نتحدث عنها توجد فقط عندما يتم تدوين ما رآه الناس وخبروه، يعني مثلا ان تسجل مقابلات لاشخاص شاركوا في احداث الثمانينات او شاركوا في مظاهرات الثورة. عندها يمكننا ان نتحدث عن توثيق وليس عن ذاكرة جمعية. الذاكرة الجمعية ليست توثيق ذكريات فردية وانما عملية صياغة وتعليم يشترك فيها كثيرون وتعتبرها الجماعة جزءا من هويتها. بعض الذكريات الفردية قد  تمتد على جيلين اي ان ما قد نوثقه بعد جيلين قد يكون صحيحا. بالنسبة لي ومن خلال محاولاتي لتوثيق الثورة السورية فان المعلومات التي تحصل عليها ولو بعد اشهر تحتاج الى جهد هائل لكي تتحقق من صحتها من خلال مقاطعتها مع شهادات لاشخاص كثر.
 
الحقيقة اصبحت اتحسس من مصطلح الذاكرة الجمعية والتراث الشفوي والذاكرة الشفوية. ان يتذكر الانسان حدثا ما ويرويه لاولاده شيء مختلف تماما عن التراث والتاريخ الشفوي. التراث انتاج جماعي يتم تناقله بالتعليم وليس بالصدفة. لا احد يحفظ القرآن بالصدفة مثلا. المجتمعات لا تتذكر بشكل جماعي وانما تخترع وتؤلف بشكل جماعي. يعني لو حاولنا الان تدوين تاريخ الانتداب الفرنسي بالاعتماد فقط على الذكريات وليس على ما قراه الناس في الكتب او تعلموه في المدرسة فلن نحصل الا على رؤوس اقلام قليلة. جاء الفرنسيون بعد السفر برلك ورحلوا بعد الحرب العظمى وقبل نكبة فلسطين، كان هناك كتلة وطنية ومظاهرات وشكري القوتلي وفقط. لا اكثر ولا اقل. هذه الذكريات تتحول الى تراث عندما تقرر الجماعة ان من واجب كل فرد تعلمها وعندها تصوغها في قصة درامية او ملحمة شعرية مليئة بالاساطير وبعض النقاط التي ذكرتها اعلاه. الذاكرة التي نتحدث عنها توجد فقط عندما يتم تدوين ما رآه الناس وخبروه، يعني مثلا ان تسجل مقابلات لاشخاص شاركوا في احداث الثمانينات او شاركوا في مظاهرات الثورة. عندها يمكننا ان نتحدث عن توثيق وليس عن ذاكرة جمعية. الذاكرة الجمعية ليست توثيق ذكريات فردية وانما عملية صياغة وتعليم يشترك فيها كثيرون وتعتبرها الجماعة جزءا من هويتها. بعض الذكريات الفردية قد  تمتد على جيلين اي ان ما قد نوثقه بعد جيلين قد يكون صحيحا. بالنسبة لي ومن خلال محاولاتي لتوثيق الثورة السورية فان المعلومات التي تحصل عليها ولو بعد اشهر تحتاج الى جهد هائل لكي تتحقق من صحتها من خلال مقاطعتها مع شهادات لاشخاص كثر.
سطر ٧: سطر ٨:
 
كما اشرت تعليقًا في البوست السابق، حاول يان اسمان ضبط مفاهيم من نوع ذاكرة جمعية وذاكرة تواصلية وتراث شفوي، وأظن أنه لم يجانب الصواب في الكثير مما طرحه، وما تقوله انت يتفق تمامًا مع طروحاته، وأنا لم أقراؤه إلا لأن هذه المصطلحات تستخدم دون ضبط في تفسير لأعقد الأمور... وبالمناسبة اسمان آثاري (مصريات).
 
كما اشرت تعليقًا في البوست السابق، حاول يان اسمان ضبط مفاهيم من نوع ذاكرة جمعية وذاكرة تواصلية وتراث شفوي، وأظن أنه لم يجانب الصواب في الكثير مما طرحه، وما تقوله انت يتفق تمامًا مع طروحاته، وأنا لم أقراؤه إلا لأن هذه المصطلحات تستخدم دون ضبط في تفسير لأعقد الأمور... وبالمناسبة اسمان آثاري (مصريات).
  
 +
=17 شباط، 2019 - الذاكرة الجمعية 2=
 +
[https://aeon.co/ideas/an-ant-colony-has-memories-that-its-individual-members-dont-have?fbclid=IwAR1ANBy3NlxIQt7GEen37q6YcTx1IBYP0MW8xu9jTfRFkO_uqTL7AhZXTq0 An ant colony has memories that its individual members don’t have]
 +
 +
هذه مقالة ممتعة وهامة. لكن علاقتها بموضوعنا تحتاج الى شرح. هذا الشرح مرتبط بنظرية المنظومات التي حاولت بعشر بوستات سابقة ان اعطي مقدمة عنها. الذاكرة التي تتحدث عنها المقالة هي ذاكرة المنظومة اي ان المنظومة ككل تتغير بطريقة تعكس الخبرة المكتسبة. اما الذاكرة الجمعية فهي اعادة صياغة للذاكرة الفردية. انها عملية تعليم. ذكرت في بوستاتي ان كل منظومة لها ذاكرة فذاكرة الخلية مثلا موجودة في الدي ان أي. لا يمكن ان توجد منظومة دون استمرارية وهذه الاستمرارية هي ما نسميه الذاكرة. اما الذاكرة البشرية فهي عملية تشفير وحفظ. نعم المخ يعمل كخلية النمل لكن للعصبونات وظائف واختصاصات والنتيجة هي تشفير صورة الواقع في المخ. ويمكن استحضار هذه الصورة والتعامل معها كشيء مستقل عن وظائف منظومة المخ المتعددة الاختصاصات. المجتمعات لا تتعلم من التاريخ بمعنى انها لا تتعلم من دراسة احداث ماضية، واقصد بالتعليم تغيير السلوك والافكار. لكن المجتمع قد يغير تنظيم ذاته كردة فعل على تحدي ما وبالتالي نعتبر ان المجتمع يتذكر التحدي. اسمي هذا التغيير بالتغيير المؤسساتي. اي ان ما يتعلمه المجتمع من تجربة ما يضعه في مؤسسة اي في بروتوكول جديد. هذا البروتوكول ليس عملية تذكر وانما تغيير مناسب للتحدي يستمر لفترة اي يدخل في صلب بنية المنظومة. التغيير البنيوي كذاكرة مختلف تماما عن الحفظ والاستحضار حسب الطلب والتعليم. الذاكرة التي نتعامل معها هي تلك التي تحفظ وتستحضر. مثلا يمكن ان نقول ان فكرة الخلافة التي دخلت تعريف الملكية مع الاسلام هي ذاكرة الحدث الاسلامي، لكنها ذاكرة مؤسساتية بنيوية اي انها اصبحت من ضمن المنظومة وبالتالي فانها ستستمر. اما الاحاديث فهي حفظ واستحضار ونقل وتعليم. وما اقوله هو انه من اجل ان نستطيع انتاج كتاب فيه كل هذه الاحاديث فلا بد لنا من وسيلة حفظ ووسيلة استحضار ووسيلة نقل وتعليم منهجية ومعممة. اذا كانت العملية فردية فان المعلومة ستضيع. النقل يحتاج الى جهد منظم. وتاريخ الاحاديث هو نفسه تاريخ بروز هذا الجهد المنظم اي حوالي اواخر القرن الهجري الاول على ابعد تقدير
 +
 +
Rafik Atassi
 +
ممكن ترجمة المقالة دكتور ؟
 +
نحن ببوستاتك بالعربي يا دوب عّم يمشي حالنا
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
Rafik Atassi طويلة المقالة. بس رح لخص لك ياها. الباحث وضع عقبات في طريق النمل التابعين لخلية واحدة فيها عشرات الالاف. ووجد النملات تتفادى العقبات بان تغير طريقها المعتاد بعض الشيء. وبعد فترة ازال الباحث العقبات ووجد ان النملات استمرت في طريقها الجديد لفترة ثم بدات تعود تدريجيا الى طريقها القديم. الباحث يقول ان النمل لا تملك ذاكرة لكنها تسير كل يوم في نفس الطريق وكانها تحفظه، واذا اضطرت الي تغيير الطريق بسبب عقبات طارئة فانها تسير على هذا الطريق لفترة ثم تعود تدريجيا الى طريقها القديم وكان لديها ذاكرة ثم تنساها بالتدريج تماما مثلما ينسى البشر. يتسائل الباحث كيف يمكن للخلية كلها ان يكون لها ذاكرة بينما اعضاء الخلية ليس عندهم ذاكرة كافراد. شرحي للظاهرة وهو شبيه بشرح الباحث هو ان خلية النمل تسمى منظومة ذاتية التنظيم. كل فرد في المنظومة له وظيفة ويتبع بروتوكولات بسيطة في علاقته مع الافراد الاخرين. مثلا كل نملة تسير بالاتجاه الذي فيه اكبر عدد من النمل. هذه قاعدة بسيطة. كل نملة تنقل معلومات مشفرة كيماويا للنملات التي تلتقي بها من نمط هناك اكل او هناك عدو. النتيجة ومثل السحر تكون تشكيل خلية ذات تنظيم معقد لا يعيه لي فرد من افراد الخلية. واعتراضي كان هو ان هناك فرق بين التنظيم كذاكرة وبين حفظ المعلومة كذاكرة. مثلا ذرات قضيب الحديد لا تغير مكانها وكل لحظة تتذكر شكل القضيب. واذا لوينا القضيب بالقوة فان الذرات تتذكر الشكل الجديد. هذه ليست ذاكرة هذه استمرارية في تنظيم الذرات. ومثال خلية النمل مشابه جدا. اما الذاكرة التي نعتمد عليها لكتابة التاريخ فهي منظومة وظيفتها تشفير المعلومة وحفظها ثم استحضارها ونقلها، مثل الذاكرة البشرية. والذاكرة الجمعية هي من النوع الاخير لكنها ليست مجموع ذكريات الافراد وانما قصص وروايات تقرر الجماعة انه من الضروري الاحتفاظ بها وتعليمها للاجيال. الذاكرة الجمعية تحتاج الى تدوين وتعليم. اما ان يتذكر الافراد احداثا حصلت مع ابائهم فهي عملية عشوائية لا تؤدي الى حفظ اي شيء الا اذا وقعت عملية التدوين وصياغة الذاكرة الجمعية. مثلا احداث ١٨٦٠ لا نعرفها لا الاهل نقلوها لابنائهم ولكن لان هناك اشخاص سجلوا بعض الاحداث ثم قام غيرهم بتعليمها للاجيال. ونظريتي هي ان الكنيسة هي التي سجلت وعلمت ونشرت القصة لكن بطريقتها الخاصة ولاغراضها الخاصة تماما مثلما يحدث في اية محاولة لكتابة التاريخ.
 +
 +
=4 أيلول، 2022 - إنتاج التراث=
 +
حديث يطول عن صراع فقدان الهوية، وكذلك اعادة تعريفها. ولاحظ هناك تأكيد على المدينة كمصدر للتراث بعكس حكم الاسد الذي يؤكد على القرية كمصدر للتراث.
  
 +
[https://www.facebook.com/enab.baladi/videos/1266898034064193 رقص شعبي]
  
[[تصنيف:مقالاتي حسب الموضوع]]
+
[[تصنيف:مواضيع سوسيولوجية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٦:١١، ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٣

17 شباط، 2019 - الذاكرة الجمعية 1

الحقيقة اصبحت اتحسس من مصطلح الذاكرة الجمعية والتراث الشفوي والذاكرة الشفوية. ان يتذكر الانسان حدثا ما ويرويه لاولاده شيء مختلف تماما عن التراث والتاريخ الشفوي. التراث انتاج جماعي يتم تناقله بالتعليم وليس بالصدفة. لا احد يحفظ القرآن بالصدفة مثلا. المجتمعات لا تتذكر بشكل جماعي وانما تخترع وتؤلف بشكل جماعي. يعني لو حاولنا الان تدوين تاريخ الانتداب الفرنسي بالاعتماد فقط على الذكريات وليس على ما قراه الناس في الكتب او تعلموه في المدرسة فلن نحصل الا على رؤوس اقلام قليلة. جاء الفرنسيون بعد السفر برلك ورحلوا بعد الحرب العظمى وقبل نكبة فلسطين، كان هناك كتلة وطنية ومظاهرات وشكري القوتلي وفقط. لا اكثر ولا اقل. هذه الذكريات تتحول الى تراث عندما تقرر الجماعة ان من واجب كل فرد تعلمها وعندها تصوغها في قصة درامية او ملحمة شعرية مليئة بالاساطير وبعض النقاط التي ذكرتها اعلاه. الذاكرة التي نتحدث عنها توجد فقط عندما يتم تدوين ما رآه الناس وخبروه، يعني مثلا ان تسجل مقابلات لاشخاص شاركوا في احداث الثمانينات او شاركوا في مظاهرات الثورة. عندها يمكننا ان نتحدث عن توثيق وليس عن ذاكرة جمعية. الذاكرة الجمعية ليست توثيق ذكريات فردية وانما عملية صياغة وتعليم يشترك فيها كثيرون وتعتبرها الجماعة جزءا من هويتها. بعض الذكريات الفردية قد تمتد على جيلين اي ان ما قد نوثقه بعد جيلين قد يكون صحيحا. بالنسبة لي ومن خلال محاولاتي لتوثيق الثورة السورية فان المعلومات التي تحصل عليها ولو بعد اشهر تحتاج الى جهد هائل لكي تتحقق من صحتها من خلال مقاطعتها مع شهادات لاشخاص كثر. الحل الوحيد لقبول اي معلومة تاريخية بالنسبة لي هو ان تكون مبنية على نقل مكتوب حتى نصل الى شاهد العيان. يعني العنعنة غير موثوقة الا اذا كان كل اشخاص الاسناد يعتمدون على شيء مكتوب. يعني يجب ان يكون ابو هريرة كتب والتابعون كتبوا واتباع التابعين كتبوا وصولا الى اقدم كتاب حديث او سيرة وصلنا. اما اذا كان اول تدوين بعد مائة سنة فمن الصعب او المستحيل الوثوق بذلك التدوين. بالنسبة للسيرة نعرف ان اقدم كتاب وصلنا كتبه محمد بن اسحاق الذي توفي في منتصف القرن الهجري الثاني. ابن اسحاق قال انه سمع وكتب من الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة وهشام بن عروة، وانا اثق انه فعل، لكني لا اعرف اذا كان هؤلاء قد دونوا رواياتهم. ويمكن افتراض ان شخص مشهور ومحدث الملوك مثل الزهري قد كتب ما تعلمه وسمعه. وهذا يدفع التاريخ المكتوب الى اواخر القرن الاول الهجري والزهري توفي عام ١٢٤ هجرية. ابعد من ذلك لا يمكننا التحقق من اي شيء ولا استطيع قبول فكرة الذاكرة الشفوية لتبرير هذا الكم الهائل من الروايات التي ظهرت في منتصف القرن الثاني. من اجل ان تكون هذه الروايات موثوقة فعلينا ان نتوقع ان جيل الزهري قد قام بحملة ضخمة من توثيق ذكريات الجيل الثاني من التابعين. وان جيل التابعين قد دون الكثير من ذكريات الجيل الاول. وهنا نرى صعوبة وجود مثل هذا العمل المنهجي والمكلف. هناك مخرج آخر وهو ارشيفات الضرائب وديوان الجيش. وهذه ستذكر الاسماء والتواريخ فقط. ولذلك اعتقد ان الاسماء صحيحة والانساب صحيحة لا اكثر

Hadi Alamsha كما اشرت تعليقًا في البوست السابق، حاول يان اسمان ضبط مفاهيم من نوع ذاكرة جمعية وذاكرة تواصلية وتراث شفوي، وأظن أنه لم يجانب الصواب في الكثير مما طرحه، وما تقوله انت يتفق تمامًا مع طروحاته، وأنا لم أقراؤه إلا لأن هذه المصطلحات تستخدم دون ضبط في تفسير لأعقد الأمور... وبالمناسبة اسمان آثاري (مصريات).

17 شباط، 2019 - الذاكرة الجمعية 2

An ant colony has memories that its individual members don’t have

هذه مقالة ممتعة وهامة. لكن علاقتها بموضوعنا تحتاج الى شرح. هذا الشرح مرتبط بنظرية المنظومات التي حاولت بعشر بوستات سابقة ان اعطي مقدمة عنها. الذاكرة التي تتحدث عنها المقالة هي ذاكرة المنظومة اي ان المنظومة ككل تتغير بطريقة تعكس الخبرة المكتسبة. اما الذاكرة الجمعية فهي اعادة صياغة للذاكرة الفردية. انها عملية تعليم. ذكرت في بوستاتي ان كل منظومة لها ذاكرة فذاكرة الخلية مثلا موجودة في الدي ان أي. لا يمكن ان توجد منظومة دون استمرارية وهذه الاستمرارية هي ما نسميه الذاكرة. اما الذاكرة البشرية فهي عملية تشفير وحفظ. نعم المخ يعمل كخلية النمل لكن للعصبونات وظائف واختصاصات والنتيجة هي تشفير صورة الواقع في المخ. ويمكن استحضار هذه الصورة والتعامل معها كشيء مستقل عن وظائف منظومة المخ المتعددة الاختصاصات. المجتمعات لا تتعلم من التاريخ بمعنى انها لا تتعلم من دراسة احداث ماضية، واقصد بالتعليم تغيير السلوك والافكار. لكن المجتمع قد يغير تنظيم ذاته كردة فعل على تحدي ما وبالتالي نعتبر ان المجتمع يتذكر التحدي. اسمي هذا التغيير بالتغيير المؤسساتي. اي ان ما يتعلمه المجتمع من تجربة ما يضعه في مؤسسة اي في بروتوكول جديد. هذا البروتوكول ليس عملية تذكر وانما تغيير مناسب للتحدي يستمر لفترة اي يدخل في صلب بنية المنظومة. التغيير البنيوي كذاكرة مختلف تماما عن الحفظ والاستحضار حسب الطلب والتعليم. الذاكرة التي نتعامل معها هي تلك التي تحفظ وتستحضر. مثلا يمكن ان نقول ان فكرة الخلافة التي دخلت تعريف الملكية مع الاسلام هي ذاكرة الحدث الاسلامي، لكنها ذاكرة مؤسساتية بنيوية اي انها اصبحت من ضمن المنظومة وبالتالي فانها ستستمر. اما الاحاديث فهي حفظ واستحضار ونقل وتعليم. وما اقوله هو انه من اجل ان نستطيع انتاج كتاب فيه كل هذه الاحاديث فلا بد لنا من وسيلة حفظ ووسيلة استحضار ووسيلة نقل وتعليم منهجية ومعممة. اذا كانت العملية فردية فان المعلومة ستضيع. النقل يحتاج الى جهد منظم. وتاريخ الاحاديث هو نفسه تاريخ بروز هذا الجهد المنظم اي حوالي اواخر القرن الهجري الاول على ابعد تقدير

Rafik Atassi ممكن ترجمة المقالة دكتور ؟ نحن ببوستاتك بالعربي يا دوب عّم يمشي حالنا

Ahmad Nazir Atassi Rafik Atassi طويلة المقالة. بس رح لخص لك ياها. الباحث وضع عقبات في طريق النمل التابعين لخلية واحدة فيها عشرات الالاف. ووجد النملات تتفادى العقبات بان تغير طريقها المعتاد بعض الشيء. وبعد فترة ازال الباحث العقبات ووجد ان النملات استمرت في طريقها الجديد لفترة ثم بدات تعود تدريجيا الى طريقها القديم. الباحث يقول ان النمل لا تملك ذاكرة لكنها تسير كل يوم في نفس الطريق وكانها تحفظه، واذا اضطرت الي تغيير الطريق بسبب عقبات طارئة فانها تسير على هذا الطريق لفترة ثم تعود تدريجيا الى طريقها القديم وكان لديها ذاكرة ثم تنساها بالتدريج تماما مثلما ينسى البشر. يتسائل الباحث كيف يمكن للخلية كلها ان يكون لها ذاكرة بينما اعضاء الخلية ليس عندهم ذاكرة كافراد. شرحي للظاهرة وهو شبيه بشرح الباحث هو ان خلية النمل تسمى منظومة ذاتية التنظيم. كل فرد في المنظومة له وظيفة ويتبع بروتوكولات بسيطة في علاقته مع الافراد الاخرين. مثلا كل نملة تسير بالاتجاه الذي فيه اكبر عدد من النمل. هذه قاعدة بسيطة. كل نملة تنقل معلومات مشفرة كيماويا للنملات التي تلتقي بها من نمط هناك اكل او هناك عدو. النتيجة ومثل السحر تكون تشكيل خلية ذات تنظيم معقد لا يعيه لي فرد من افراد الخلية. واعتراضي كان هو ان هناك فرق بين التنظيم كذاكرة وبين حفظ المعلومة كذاكرة. مثلا ذرات قضيب الحديد لا تغير مكانها وكل لحظة تتذكر شكل القضيب. واذا لوينا القضيب بالقوة فان الذرات تتذكر الشكل الجديد. هذه ليست ذاكرة هذه استمرارية في تنظيم الذرات. ومثال خلية النمل مشابه جدا. اما الذاكرة التي نعتمد عليها لكتابة التاريخ فهي منظومة وظيفتها تشفير المعلومة وحفظها ثم استحضارها ونقلها، مثل الذاكرة البشرية. والذاكرة الجمعية هي من النوع الاخير لكنها ليست مجموع ذكريات الافراد وانما قصص وروايات تقرر الجماعة انه من الضروري الاحتفاظ بها وتعليمها للاجيال. الذاكرة الجمعية تحتاج الى تدوين وتعليم. اما ان يتذكر الافراد احداثا حصلت مع ابائهم فهي عملية عشوائية لا تؤدي الى حفظ اي شيء الا اذا وقعت عملية التدوين وصياغة الذاكرة الجمعية. مثلا احداث ١٨٦٠ لا نعرفها لا الاهل نقلوها لابنائهم ولكن لان هناك اشخاص سجلوا بعض الاحداث ثم قام غيرهم بتعليمها للاجيال. ونظريتي هي ان الكنيسة هي التي سجلت وعلمت ونشرت القصة لكن بطريقتها الخاصة ولاغراضها الخاصة تماما مثلما يحدث في اية محاولة لكتابة التاريخ.

4 أيلول، 2022 - إنتاج التراث

حديث يطول عن صراع فقدان الهوية، وكذلك اعادة تعريفها. ولاحظ هناك تأكيد على المدينة كمصدر للتراث بعكس حكم الاسد الذي يؤكد على القرية كمصدر للتراث.

رقص شعبي