آثار الكورونا

1 كانون الثاني، 2021 - على التعليم

الكورونا ستغير وجه التعليم. وهذا ليس جديدا الا ان الجائحة سرعت العملية. الاساتذة اصحاب الضمير الذين ارتفعوا الى مستوى المسؤولية وامضوا الساعات في تسجيل محاضراتهم والتدريس اونلان وجعل المواد في متناول الطالب الجالس في بيته حكموا على انفسهم بكل بساطة بالاستبدال. الجامعات تطرد الاساتذة بالجملة متذرعة بالكورونا وتستبدلهم بمدرسين مؤقتين وذلك لان الكورونا اجبرت الاساتذة على تتفيه منتجهم بجعله منظما في محاضرات مسجلة وكأنه حقائق منزلة. هذا التتفيه هو أساس الاتمتة. محاضرة بور بوينت وتسجيل للاستاذ ثم تمارين اونلاين وامتحانات اونلاين وحفرنا قبورنا بأيدينا. انا ارى تمييز نوعين من المسارات الجامعية، مسار عملي لمن يحب ان يتعلم مهنة ومسار نظري لمن يحب ان يتعلم. والمساران على اربع سنوات، لكن الاول لا يقدم علوم نظرية الا ما لزم ويقدمها بطريقة حقائق ووصفات جاهزة للتطبيق ويحذف منها الرياضيات والعلوم الاساسية الا ما لزم. بالحقيقة حرام على الطلاب الذين يريدون مهنة لعمل الفلوس ان يدرسوا ما لا يحتاجونه وما لن يستخدموه. وحرام الاستاذ يضيع وقته في تدريس العلوم النظرية لهؤلاء. اعزائي اصبح من الممكن ان يكون الانسان مهندس دون ان يدرس رياضيات. الطريقة الغربية بالتعليم الجامعي والتي تقوم على فكرة الفنون الحرة liberal arts اصبحت قديمة ومزعجة وعالة. الجامعات اصبحت مكلفة وعدد الطلاب كبيرا والحاجة تتركز حول التقنية والاختصاص. عدم التعليم لم يعد خيارا، لا توجد اعمال يدوية، ولذلك يجب ان يتغير التعليم. انا مليت تعليم اشخاص لا يريدون ان يتعلموا ما اقدمه لهم.

Ali Rekmani Ahmad Nazir Atassi أظن أنه من المبكر الحكم على الأمر، لا تنس أننا مازلنا في خضم الحرب الإعلامية حول الطريقة التي علينا أن نواجه بها جائحة كورونا، وأظن أن أفكار مقالتك تأتي من حملات التخويف التي يقودها متطرفون يمينيون يريدون أن نتابع حياتنا كما كانت، منكرين وجود خطر الكورونا أو مسفهين له مقارنة مع "الأخطار الأخرى". ذكرني الأمر بالمسرحية الهزلية التي قادها ترامب بعد شهر من الجائحة حين جلب كبار قادة الجيش إلى مؤتمره الصحفي اليومي، معلناً أنه انتبه إلى أن الجريمة المنظمة وعصابات المخدرات استغلوا جائحة الكورونا ليرفعوا من مستوى نشاطهم، وأنه سيضرب بيد من حديد.. و و و.. بأسلوب بائس لصف الجماهير خلف القيادة الحكيمة. لا شك أن عالم ما بعد الكورونا سيغير الكثير، ولا شك أن الأزمة فتحت عيون الناس على فرصة ذهبية لتحسين قطاعات حياة الناس ومنها التعليم دون الحاجة إلى المزيد من التوسع المؤذي في بناء الأنفاق ووسائل النقل والمنشآت والمدرجات الضخمة التي لا ولن تكون قادرة على استيعاب الجموع الكبيرة المتزايدة. في المقابل، هناك مخاوف نعم حول فقدان قداسة المعلم أو الحضور الفيزيائي، ولكن الاستغناء الكلي عن الأساتذة بعد ذلك هو أمر مستبعد، لأسباب تعاقدية ومهنية أولاً، ولأسباب تقنية أيضاً. قد يؤثر الأمر فعلاً على وتيرة فتح فرص عمل جديدة في المجال الأكاديمي، ولكن هذه الوتيرة كانت أصلاً منخفضة جداً قبل الكورونا، ومؤخراً أصبح من الصعب جداً على الجامعات تغيير كادرها التدريسي. على العكس الآن، في ظل وجود المنصات عن بعد، قد تفتح فرص جديدة للراغبين في المضي في السلك الأكاديمي، لأن عدد الجامعات المفتوحة والمتنافسة سيكون أكبر.

Ahmad Nazir Atassi Ali Rekmani ليس من باب التخويف علي، هذا التغيير كان قادم. انا فقط اشجع علو تغيير التعليم. لا ادافع عن قداسة الاستاذ ولا اقول اننا سنتخلى عن كل الاساتدة، انا اقول ان طبيعة التعليم ستتغير وانه من الضروري التخلي عن فكرة ان التعليم العالي هو طريقة لانتاج مواطنين صالحين. التعليم اصبح للمهنة فقط. من يريد الثقافة عليه ان يختارها. اما عن طرد الاساتذة واستبدالهم بعقود مؤقتة فهذا صحيح وكان موجودا قبل الكورونا ثم تسارع بشدة معها، والسبب ليس الكرونا وانما تغير طبيعة الجامعات وتحولها الى بيزنس.

Maya Estwani التعليم هو mentorship أكثر من كونه تلقين أن تكون بجانب استاذ أفنى حياته في طلب العلم و تستفيد من خبراته غير المكتوبة بالكتب بالإضافة لخبرات الحياة التي صقلت شخصيته و علمته تواضع العلماء ليس كل الأساتذة mentors و لذلك من كان يكتفي بالتلقين لما هو موجود بالكتب، لن يستمر.. و من كان يبذل من روحه ليصنع تغييراً حقيقياً في حياة الطلاب هو من سيستمر و سيغير طريقة التعليم كثير من الجامعات البريطانية بدأت تنتبه لهذا الأمر و منها جامعتي التي بدأت برنامجاً يكون فيه mentor يقوم بعمل لقاءات مكثفة فردية مع الطالب ليصل به إلى مجموعة أهداف.. اللقاءات حالياً أون لاين و أرى أن هذا مستقبل التعليم عن بعد.. لقاءات فردية مكثفة و أهداف نصل إليها لا امتحانات و تقييم عام