«ترتيب السور حسب الأتاسي»: الفرق بين المراجعتين
(←فرضيات واصطلاحات أساسية) |
(←الجزء الثاني - الحساب والجزاء) |
||
(٩ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
سطر ٩: | سطر ٩: | ||
* '''الرسول''': يتحدث القرآن باستفاضة وعلى طول سوره عن شخصية يسميها بالرسول أو رسول الله. وهو يطلب من المؤمنين اتباعه والإيمان به وإطاعته ويطلب من المكذبين التصديق به وبرسالته. لا نعرف إذا كان هناك رسول واحد أو عدة رسل (منطقة واحدة أو عدة مناطق، مرحلة واحدة أو عدة مراحل). سنشير إلى هذه الشخصية القرآنية بكلمة "الرسول". ولن نفترض أن الكاتب القرآني هو نفسه الرسول. ولن نفترض أن المخاطَب هو نفه الرسول. القرآن يستخدم عدة أصوات في السورة الواحدة. | * '''الرسول''': يتحدث القرآن باستفاضة وعلى طول سوره عن شخصية يسميها بالرسول أو رسول الله. وهو يطلب من المؤمنين اتباعه والإيمان به وإطاعته ويطلب من المكذبين التصديق به وبرسالته. لا نعرف إذا كان هناك رسول واحد أو عدة رسل (منطقة واحدة أو عدة مناطق، مرحلة واحدة أو عدة مراحل). سنشير إلى هذه الشخصية القرآنية بكلمة "الرسول". ولن نفترض أن الكاتب القرآني هو نفسه الرسول. ولن نفترض أن المخاطَب هو نفه الرسول. القرآن يستخدم عدة أصوات في السورة الواحدة. | ||
* '''المؤمنون والكفار''': يتعامل الرسول مع طرفين: المؤمنون وهم أتباعه والمطيعون له، والكفار وهم المكذبون له والهازؤون به. ولذلك سنستخدم نفس الكلمات للتعبير عن الشخصيات القرآنية الأخرى، أي "الكفار" "والمؤمنون". | * '''المؤمنون والكفار''': يتعامل الرسول مع طرفين: المؤمنون وهم أتباعه والمطيعون له، والكفار وهم المكذبون له والهازؤون به. ولذلك سنستخدم نفس الكلمات للتعبير عن الشخصيات القرآنية الأخرى، أي "الكفار" "والمؤمنون". | ||
+ | * '''القرآن كتاب جدال''': القرآن ليس كتاب حكمة (رغم وجود آيات حكمة)، وليس كتاب تشريع (رغم وجود آيات تشريع)، وليس أسطورة (رغم وجود قصص وأساطير الأولين). إنه بالمكان الأول كتاب جدال بين الإله ورسوله وبين مجموعة من المكذبين والكافرين الذين يحاول القرآن جذبهم إلى جانب الرسالة، فإذا رفضوا فإنه يعدهم بالعذاب الأليم الأزلي. بالطبع فإن المحافظة على المؤمنين والمصدقين هو هدف غير معلن، لكن الجزاء الحسن الموعود والحجيث عن مرتدين ومنافقين يشير إلى أن جماعة المؤمنين ليست مضمونة مائة بالمئة. إذن الهدف هو دعوي أيديولوجي، حيث يسوق القرآن الحجج المختلفة لإقناع المؤمنين بالطاعة والجزاء الحسن وإقناع النكذبين بالعذاب الأليم الذي ينتظرهم بما قد يدفعهم نحو التصديق والدخول في حظيرة الإيمان والطاعة. | ||
==أفكار أولية== | ==أفكار أولية== | ||
سطر ١٥: | سطر ١٦: | ||
* '''تعابير لغوية-دينية ناضجة''': إن كثيراً من التعابير والحجج المستخدمة في الجدل القرآني ليست من اختراع الكاتب القرآني، بل كانت موجودة من قبل. ولا بد أن دعاة المسيحية واليهودية قد اسخدموها في دعوتهم للوثنيين العرب لجذبهم إلى الديانتين التوحيديتين. فبعض التعابير القرآنية هي ترجمة أو إستعارة من الجدالات المسيحية-اليهودية أو المسيحية-الوثنية، خاصة وأن وسط (نجد) وغرب (الحجاز) الجزيرة العربية إلى سيناء كانا لا يزالان وثنيين وكانا وجهة للعديد من دعاة المسيحية واليهودية. لا بل إن كثيراً من العرب كانوا قد تنصروا أو تهودوا منذ زمن، وكانت لهم معابدهم، التي لا أشك أن العربية كانت لغة بعض طقوسها إن لم تكن لغة كل طقوسها. هذا عدا عن الطقوس الوثنية التى كانت تقام بالعربية فقط. ما أريد قوله هو أن العربية في زمن النزول كانت لغة دينية حضرية، إضافة إلا كونها لغة بدوية شعرية. ولذلك نقول للأستاذ طه حسين لا تعجب أن القرآن مختلف عن الشعر الجاهلي كما تختلف لغة الجريدة اليوم عن لغة الشعر الشعبي. | * '''تعابير لغوية-دينية ناضجة''': إن كثيراً من التعابير والحجج المستخدمة في الجدل القرآني ليست من اختراع الكاتب القرآني، بل كانت موجودة من قبل. ولا بد أن دعاة المسيحية واليهودية قد اسخدموها في دعوتهم للوثنيين العرب لجذبهم إلى الديانتين التوحيديتين. فبعض التعابير القرآنية هي ترجمة أو إستعارة من الجدالات المسيحية-اليهودية أو المسيحية-الوثنية، خاصة وأن وسط (نجد) وغرب (الحجاز) الجزيرة العربية إلى سيناء كانا لا يزالان وثنيين وكانا وجهة للعديد من دعاة المسيحية واليهودية. لا بل إن كثيراً من العرب كانوا قد تنصروا أو تهودوا منذ زمن، وكانت لهم معابدهم، التي لا أشك أن العربية كانت لغة بعض طقوسها إن لم تكن لغة كل طقوسها. هذا عدا عن الطقوس الوثنية التى كانت تقام بالعربية فقط. ما أريد قوله هو أن العربية في زمن النزول كانت لغة دينية حضرية، إضافة إلا كونها لغة بدوية شعرية. ولذلك نقول للأستاذ طه حسين لا تعجب أن القرآن مختلف عن الشعر الجاهلي كما تختلف لغة الجريدة اليوم عن لغة الشعر الشعبي. | ||
− | == | + | ==عامل الزمن== |
* '''عامل الزمن في الجدال''': ثم فكرت أن القرآن كما يصف نفسه ليس إلا (ذكراً)، فهو إذاً إما موعظة وتذكرة أو جدال مع خصوم ومحاولة لكسبهم إلى حظيرة الإيمان بشتى أسليب المحاورة والجدل. فإذا كان هذا صحيحاً، وكأي جدال بين طرفين على نقيضين من الرأي، فلا بد لكل طرف، ومع مرور الزمن، أن يغير من حجته وأسلوب عرضه. كما أن مفاهيم الطرفين وأفكارهما لا بد أن تنضج وتتبلور مع طول الجدال أيضاً. وكما يبين القرآن، فإن الكفار كانوا يتحدّون الرسول باتهامات وأسئلة كثيرة متغيرة. كما اتهموه بالجنون والكهانة والشعر والسعي في الأسواق وتكرار أساطير الأولين. وسألوه عن الخلق وموعد يوم القيامة وصفة جهنم وقصة ذي القرنين. وفي كل مرة كان القرآن يرد عليهم مكرراً بعض الحجج وسائقاً حججاً جديدة. وفي كل مرة تبرز في الجدال حجة قوية محبوكة في جملة محمّلة بالمعاني المؤثرة. إذن، إذا كان جدال الطرفين يتبدل مع الزمن في بعض النواحي التعبيرية، وإذا كان الجوهر ذاته، فكيف نكتشف عامل الزمن في هذا التغيّر؟ وإذا اكتشفنا الزمن فكيف نكتشف إتجاهه؟ أي كيف نعرف أن تغيراً معيناً طرأ بعد أو قبل تغير آخر؟ ظهر لي واضحاً بعد فترة أن كثيراً من لغة القرآن وتعابيره قد وصلت مرحلة النضج قبل نزول السور، وما كان على الطرفين إلا أن يضعا موضع الإستعمال أسراباً من التعابير والمصطلحات التي كان الطرفان كلاهما يعرفانها. | * '''عامل الزمن في الجدال''': ثم فكرت أن القرآن كما يصف نفسه ليس إلا (ذكراً)، فهو إذاً إما موعظة وتذكرة أو جدال مع خصوم ومحاولة لكسبهم إلى حظيرة الإيمان بشتى أسليب المحاورة والجدل. فإذا كان هذا صحيحاً، وكأي جدال بين طرفين على نقيضين من الرأي، فلا بد لكل طرف، ومع مرور الزمن، أن يغير من حجته وأسلوب عرضه. كما أن مفاهيم الطرفين وأفكارهما لا بد أن تنضج وتتبلور مع طول الجدال أيضاً. وكما يبين القرآن، فإن الكفار كانوا يتحدّون الرسول باتهامات وأسئلة كثيرة متغيرة. كما اتهموه بالجنون والكهانة والشعر والسعي في الأسواق وتكرار أساطير الأولين. وسألوه عن الخلق وموعد يوم القيامة وصفة جهنم وقصة ذي القرنين. وفي كل مرة كان القرآن يرد عليهم مكرراً بعض الحجج وسائقاً حججاً جديدة. وفي كل مرة تبرز في الجدال حجة قوية محبوكة في جملة محمّلة بالمعاني المؤثرة. إذن، إذا كان جدال الطرفين يتبدل مع الزمن في بعض النواحي التعبيرية، وإذا كان الجوهر ذاته، فكيف نكتشف عامل الزمن في هذا التغيّر؟ وإذا اكتشفنا الزمن فكيف نكتشف إتجاهه؟ أي كيف نعرف أن تغيراً معيناً طرأ بعد أو قبل تغير آخر؟ ظهر لي واضحاً بعد فترة أن كثيراً من لغة القرآن وتعابيره قد وصلت مرحلة النضج قبل نزول السور، وما كان على الطرفين إلا أن يضعا موضع الإستعمال أسراباً من التعابير والمصطلحات التي كان الطرفان كلاهما يعرفانها. | ||
سطر ٢٣: | سطر ٢٤: | ||
==عوامل أخرى== | ==عوامل أخرى== | ||
− | |||
− | |||
* '''القراءة المسرحية - إبراز الصوت والجدل والجهارة''': عندما قرأت القرآن كاملاً لأول مرة، وكان ذلك في غضون خمسة، أيام خطر لي خاطر لا يزال يرافقني إلى الآن بعد مرور زمن طويل على هذه الحادثة. الخاطر هو أن القراءة التجويدية التي يقوم بها شخص واحد لا تؤدي المعنى ولا الأثر المطلوبين، لأن المتكلم/المخاطِب والمخاطَب يتغيران أكثر من مرة في مسافة عدة آيات؛ هذا عدا عن تغير الراوي والشخص موضوع الحديث. فمرة يكون الأسلوب سردياً بصيغة الغائب (هو/هي/هم/هن) ثم يصبح تقريرياً بصيغة المتكلم (أنا/نحن) ثم خطابياً موجهاً إلى شخص أو أكثر (أنتَ/أنتما/أنتم/أنتن)؛ وهذا ما نسميه الصوت (الصوت التقريري والصوت الخطابي). وهذا طبيعي إذا ما نظرنا إلى الآية 51 من سورة الشورى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) فالمخاطِب إذن هو الوحي وأحياناً الله نفسه، والمخاطَب هو الرسول أو المؤمنون أو خصومهم، وأحياناً يُطلَب من الرسول أن يتكلم باسمه وهو الطلب المعبَّر عنه بكلمة (قل). وأخيراً فإن مقاطع كثيرة في القرآن ما هي إلى حوارات بين شخصيات القصة فنوح يتكلم وإبراهيم كذلك بصيغة (أنا) وقومهما يتكلمون بصيغة (نحن). والحالة هذه، تخيلت السورة نصاً مسرحياً لا يمكن فهمه إلا إذا قرأه عدة أشخاص فيما يشبه الحوار أو الجدال، وأحياناً في بعض المواضع كأداء فردي (مونولوج). | * '''القراءة المسرحية - إبراز الصوت والجدل والجهارة''': عندما قرأت القرآن كاملاً لأول مرة، وكان ذلك في غضون خمسة، أيام خطر لي خاطر لا يزال يرافقني إلى الآن بعد مرور زمن طويل على هذه الحادثة. الخاطر هو أن القراءة التجويدية التي يقوم بها شخص واحد لا تؤدي المعنى ولا الأثر المطلوبين، لأن المتكلم/المخاطِب والمخاطَب يتغيران أكثر من مرة في مسافة عدة آيات؛ هذا عدا عن تغير الراوي والشخص موضوع الحديث. فمرة يكون الأسلوب سردياً بصيغة الغائب (هو/هي/هم/هن) ثم يصبح تقريرياً بصيغة المتكلم (أنا/نحن) ثم خطابياً موجهاً إلى شخص أو أكثر (أنتَ/أنتما/أنتم/أنتن)؛ وهذا ما نسميه الصوت (الصوت التقريري والصوت الخطابي). وهذا طبيعي إذا ما نظرنا إلى الآية 51 من سورة الشورى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) فالمخاطِب إذن هو الوحي وأحياناً الله نفسه، والمخاطَب هو الرسول أو المؤمنون أو خصومهم، وأحياناً يُطلَب من الرسول أن يتكلم باسمه وهو الطلب المعبَّر عنه بكلمة (قل). وأخيراً فإن مقاطع كثيرة في القرآن ما هي إلى حوارات بين شخصيات القصة فنوح يتكلم وإبراهيم كذلك بصيغة (أنا) وقومهما يتكلمون بصيغة (نحن). والحالة هذه، تخيلت السورة نصاً مسرحياً لا يمكن فهمه إلا إذا قرأه عدة أشخاص فيما يشبه الحوار أو الجدال، وأحياناً في بعض المواضع كأداء فردي (مونولوج). | ||
* '''المعنى السرياني لقكلمة قرآن''': ما دفعني لتخيل هذه الطريقة الأدائية لإظهار المعنى والأثر في المستمع هو كلمة قرآن. زعم كثيرون من الباحثين الغربيين أن الكلمة إستعارة من السريانية، وهذا لا ضير فيه فقد عرف القدماء إستخدام القرآن لكثير من الكلمات غير العربية فهو لم يكونوا في معزل عن جيرانه وأبناء مدنهم الآراميين والسريان. وأنا في الحقيقة أقرّ هذا الرأي لأن الأفكار لا توجد في فراغ والناس في اتصال دائم وتبادل للأفكار والمفردات. هذا يعني أن نفهم القرآن كنمط من الأداء الشعائري الذي هو أداء جهوري لبعض الصلوات والمواعظ والإقتباسات من الكتب المقدسة مثل الإنجيل والتوراة. وهذا يؤدي بنا إلى نتيجتين: الأولى هي أن كلمة القرآن لم تكن إلا وصفاً لما يتلوه المسلمون والمسيحيون في صلواتهم وطقوسهم وليست مقصورة على الكتاب الإسلامي المقدس الذي نسميه اليوم القرآن؛ أي أن قرآن هو نمط أدبي ديني مرتبط بالشعائر وليس القراءة الفردية الصامتة. ولذلك نرى في سورة الشورى الآية 7 (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا) فكلمة القرآن جاءت هنا نكرة غير محددة لتعبر عن النوع العام لا عن العنصر المحدَّد. ونرى هذا أيضاً بوضوح عندما طلب جبريل من المخاطَب أن "يقرأ" ولم يطلب منه أن يتلو أو يردد في سريرته أو يكتب. والثانية هي أن القرآن لا يوجد دون جهارة الملقي (أو الملقون) ودون المستمع، أي دون التواصل مشافهة. وهذا يقودنا إلى فكرتي الأخيرة وهي أن الشفاهة سبقت الكتابة والأفضل أن أقول هنا التسطير (الخط) في القرطاس. فلا داعي لأن نفهم فعل "كتب" كما يرد في القرآن على أنه دلالة على التسطير (الخط) بالقلم والقرطاس فقط، ولا يجب تبعاً لهذا أن نفهم "الكتاب" كما يرد آلاف المرات في القرآن على أنه القرآن الذي نزل على الرسول بالتحديد. | * '''المعنى السرياني لقكلمة قرآن''': ما دفعني لتخيل هذه الطريقة الأدائية لإظهار المعنى والأثر في المستمع هو كلمة قرآن. زعم كثيرون من الباحثين الغربيين أن الكلمة إستعارة من السريانية، وهذا لا ضير فيه فقد عرف القدماء إستخدام القرآن لكثير من الكلمات غير العربية فهو لم يكونوا في معزل عن جيرانه وأبناء مدنهم الآراميين والسريان. وأنا في الحقيقة أقرّ هذا الرأي لأن الأفكار لا توجد في فراغ والناس في اتصال دائم وتبادل للأفكار والمفردات. هذا يعني أن نفهم القرآن كنمط من الأداء الشعائري الذي هو أداء جهوري لبعض الصلوات والمواعظ والإقتباسات من الكتب المقدسة مثل الإنجيل والتوراة. وهذا يؤدي بنا إلى نتيجتين: الأولى هي أن كلمة القرآن لم تكن إلا وصفاً لما يتلوه المسلمون والمسيحيون في صلواتهم وطقوسهم وليست مقصورة على الكتاب الإسلامي المقدس الذي نسميه اليوم القرآن؛ أي أن قرآن هو نمط أدبي ديني مرتبط بالشعائر وليس القراءة الفردية الصامتة. ولذلك نرى في سورة الشورى الآية 7 (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا) فكلمة القرآن جاءت هنا نكرة غير محددة لتعبر عن النوع العام لا عن العنصر المحدَّد. ونرى هذا أيضاً بوضوح عندما طلب جبريل من المخاطَب أن "يقرأ" ولم يطلب منه أن يتلو أو يردد في سريرته أو يكتب. والثانية هي أن القرآن لا يوجد دون جهارة الملقي (أو الملقون) ودون المستمع، أي دون التواصل مشافهة. وهذا يقودنا إلى فكرتي الأخيرة وهي أن الشفاهة سبقت الكتابة والأفضل أن أقول هنا التسطير (الخط) في القرطاس. فلا داعي لأن نفهم فعل "كتب" كما يرد في القرآن على أنه دلالة على التسطير (الخط) بالقلم والقرطاس فقط، ولا يجب تبعاً لهذا أن نفهم "الكتاب" كما يرد آلاف المرات في القرآن على أنه القرآن الذي نزل على الرسول بالتحديد. | ||
− | =غير مصنف= | + | ==بنية السورة القرآنية== |
+ | * '''الموضوع الأحادي أو البسيط''': وهو ما تتحدث عنه كتلة متتالية من الآيات التي نسميها النمط. | ||
+ | |||
+ | * '''النمط أو كتلة الآيات''': رغم أن النمط الأدبي العام للقرآن يشبه سلسلة الخواطر وبالتالي فإن القفز من موضوع إلى آخر ممكن جداً، إلا أنه من الملاحظ أن مجموعة من الأيات المتجاورة ستعالج موضوعاً واحداً. مثال ذلك: خلق الإنسان، مشهد يوم الحشر، مشهد الحساب، قصص الأنبياء، وصف الكافرين، وصف المؤمنين. سنمي الكتلة من الآيات التي تتحدث عن موضوع واحد "نمطاً". في الحقيقة فإن الكتلة الواحدة هي أيضاً نمط أدبي واحد، مثل: التذكير بالخلق، الوعد والوعيد، مشاهد درامية من قصص الأنبياء. | ||
+ | |||
+ | * '''الموضوع الجدالي''': وهو مجموعة من الأنماط، أو المواضيع الأحادية، التي تؤدي غاية جدالية واحدة. | ||
+ | |||
+ | * '''القسم''': القسم في السورة الواحدة هو مجموعة الآيات التي تعالج موضوع جدالي واحد. وهي أيضاً تؤطر الموضوع من حيث أن لها مقدمة ووسط ومؤخرة. المقدمة والمؤخرة لا يشيران إلى موضوع القسم بالضرورة. | ||
+ | |||
+ | * '''القسم الثانوي''': إنه مجموعة من الآيات التي لها بنية القسم (أي مقدمة ووسط ومؤخرة) لكنها تحتوي على نمط واحد فقط أو على مجموعة أنماط تعالج موضوعاً مرتبطاً ارتباطا ما (شعوريا، جداليا) بموضوع القسم الأعلى. | ||
+ | |||
+ | * '''الآيات الإنتقالية''': هي آية واحدة أو مجموعة قصيرة من الآيات التي تفصل بين قسمين. وليس من الضروري أن تعالج هذه الآيات أياً من الموضوعين التي تفصل بينهما. أنها عادة تكون آيات تقريرية من نمط "الله عليم بذات الصدور" أو "الإنسان مخلوق جحود" أو "الساعة قادمة لا محالة من ذلك" | ||
+ | |||
+ | * '''القسم المركب''': القسم الواحد قد يكون مركباً من مجموعة من الأقسام الثانوية والأنماط والآيات الإنتقالية. وللقسم المركبة عادية مقدمة خاصة ومؤخرة خاصة. | ||
+ | |||
+ | * '''السور متعددة المواضيع''': السور القصيرة والمتوسطة تعالج عادة موضوعاً جدالياً واحدا من خلال قسم واحد أو قسم مركب واحد. لكن السور الأطول والطويل تعالج مجموعة من المواضيع غير المترابطة. وهذا قد يكون من خلال تجميع مجموعة من الأقسام البسيطة أو المركبة. السورة الطويلة الوحيدة ذات الموضوع الواحد هي سورة يوسف. | ||
+ | |||
+ | =معايير الترتيب في أجزاء وزمر= | ||
+ | * '''إنه تصنيف وليس ترتيب''': بما أنه ليس هناك محور خطي نضع عليه الآيات، فإننا سنجمع المتشابهات منها في أجزاء وزمر. وهذا يعني بأننا نصنف ولا نرتب. ولن ندعي أننا نرتب السور والآيات حسب زمن النزول. فكما أوضحنا أعلاه، هذه المحاولة لم تنجح بسبب نضج المواضيع والمفاهيم والتعابير المستخدمة (استخدمنا النضج كمؤشر على الزمن). | ||
+ | * '''تصنيف موضوعي''': إن التصنيف الذي نقترحه أدناه يعتمد على افتراض أن كل سورة لها على الأقل موضوع جدالي أساسي. وهذا يفترض أيضاً مجموعة من المفاهيم والمصطلحات والأنماط التي تدور في فلك هذا الموضوع. السور التي تخوض في نفس الموضوع سنجعلها في جزء مستقل. وسنقسم هذا الجزء إلى زمر تبعاً لتركيز المواضيع الثانوية والمفاهيم والمصطلحات. | ||
+ | * '''الأبسط فالمركب''': سنبدأ بالسور القصيرة وذات الموضوع الواحد (قسم واحد بسيط)، ثم سننتقل إلى السور ذات القسم الواحد لكن المحتوي على عدة أنماط. ثم إلى السور ذات الأقسام المركبة. م إلى السور المتعددة المواضيع. وهذا يعني أن الجزء س قد يستخدم المواضيع والمصطلحات التي استخدمها الجزء عين السابق في الترتيبنا على الجزء س. | ||
+ | * '''قائمة المواضيع والمصطلحات''': في كل زمة أو جزء سنشير إلى المواضيع الجدالية التي تعالجها السور، وإلى المفاهيم والمصطلحات المستخدمة. | ||
+ | * '''الطبقات التحريرية''': إذا وجدنا في سورة ما من جزء س موضوعاً قد صنفناه مع جزء ع لاحق على س، فإننا سنعتبر هذا الموضوع تدخلاً من المحرر القرآني. أي أننا سنعتبره موضوعاً مقحما. | ||
+ | * '''المعترضة''': الطبقة التحريرية قد تقتصر على كلمة أو جملة أو آية أو اثنتين يتم إقحامها في قسم. الغرض من ذلك ربما هو اثبات قدم أيديولوجيا متأخرة أو اثبات تطابق أيديولوجيتين. مثلا سنجد أن كلمة الرحمن مقحمة في كثير من السور للتدليل على أيديولوجيا أن الله والرحمن شيء واحد. كيف نكتشف المعترضة؟ إنها زائدة (مثلا تفسير لكلمة)، أو خارجة عن السياق، أو مخالفة لاستخطدام اصطلاحي (مثلا يتخذون من دون الرحمن آلهة مخالفة للاستخدام الأكثر شيوعاً في القرآن وهو يتخذون من دون الله آلهة). | ||
+ | |||
+ | =التصنيف المقترح= | ||
+ | ==غير مصنف== | ||
* غير مصنف: [[الحديد_ر|الحديد (57)]]، [[المجادلة_ر|المجادلة (58)]] | * غير مصنف: [[الحديد_ر|الحديد (57)]]، [[المجادلة_ر|المجادلة (58)]] | ||
* غير مصنف: [[القدر_ر|القدر (97)]]، [[النصر_ر|النصر (110)]] | * غير مصنف: [[القدر_ر|القدر (97)]]، [[النصر_ر|النصر (110)]] | ||
سطر ٤٠: | سطر ٦٥: | ||
* الله: [[المزمل_ر|المزمل (73)]]، يقاتلون في سبيل الله | * الله: [[المزمل_ر|المزمل (73)]]، يقاتلون في سبيل الله | ||
− | =الجزء الأول - أدعية ورقى= | + | ==الجزء الأول - أدعية ورقى== |
* ليس فيها إيمان أو تكذيب أو قيامة أو ثواب أو عقاب أو شرك أو كفر | * ليس فيها إيمان أو تكذيب أو قيامة أو ثواب أو عقاب أو شرك أو كفر | ||
* ليس فيها الذي آمنوا، أو الذي كفروا، أو المتقين | * ليس فيها الذي آمنوا، أو الذي كفروا، أو المتقين | ||
سطر ٤٨: | سطر ٧٣: | ||
* لا تنتقص من الإنسان، لا توعد وتتوعد، إيجابية بشكل عام | * لا تنتقص من الإنسان، لا توعد وتتوعد، إيجابية بشكل عام | ||
− | ==الزمرة الأولى - أدعية== | + | ===الزمرة الأولى - أدعية=== |
*ربك: [[الفلق_ر|الفلق (113)]]، [[الناس_ر|الناس (114)]]، | *ربك: [[الفلق_ر|الفلق (113)]]، [[الناس_ر|الناس (114)]]، | ||
− | ==الزمرة الثانية - رقى== | + | ===الزمرة الثانية - رقى=== |
* ربك: [[الكوثر_ر|الكوثر (108)]]، [[الشرح_ر|الشرح (94)]]، [[الضحى_ر|الضحى (93)]]، | * ربك: [[الكوثر_ر|الكوثر (108)]]، [[الشرح_ر|الشرح (94)]]، [[الضحى_ر|الضحى (93)]]، | ||
− | ==الزمرة الثالث - == | + | ===الزمرة الثالث - === |
* ربك: [[الفيل_ر|الفيل (105)]]، [[قريش_ر|قريش (106)]]، | * ربك: [[الفيل_ر|الفيل (105)]]، [[قريش_ر|قريش (106)]]، | ||
− | =الجزء الثاني - الحساب والجزاء= | + | ==الجزء الثاني - الحساب والجزاء== |
* سور الزمرة الأولى البعث والحساب | * سور الزمرة الأولى البعث والحساب | ||
* وسور الزمرة الثانية الحساب والجحيم | * وسور الزمرة الثانية الحساب والجحيم | ||
− | * الثواب والعقاب يوم القيامة يقوم على | + | * الثواب والعقاب يوم القيامة يقوم على أمور أخلاقية وليس على أمور عقدية خلافية |
− | ==الزمرة الأولى - البعث والحساب== | + | ===الزمرة الأولى - البعث والحساب=== |
* ربك: [[الزلزلة_ر|الزلزلة (99)]]، [[العاديات_ر|العاديات (100)]]، | * ربك: [[الزلزلة_ر|الزلزلة (99)]]، [[العاديات_ر|العاديات (100)]]، | ||
− | ==الزمرة الثانية - الحساب والجحيم== | + | ===الزمرة الثانية - الحساب والجحيم=== |
* بدون: [[القارعة_ر|القارعة (101)]]، [[الهمزة_ر|الهمزة (104)]]، [[التكاثر_ر|التكاثر (102)]]، | * بدون: [[القارعة_ر|القارعة (101)]]، [[الهمزة_ر|الهمزة (104)]]، [[التكاثر_ر|التكاثر (102)]]، | ||
* ربك الله: [[الإنسان_ر|الإنسان (76)]]، | * ربك الله: [[الإنسان_ر|الإنسان (76)]]، | ||
− | =الجزء الثالث - يكذب بيوم الدين= | + | ==الجزء الثالث - يكذب بيوم الدين== |
* سور تركز على الرد على المكذبين، إنهم يكذبون بيوم الحساب أو يوم الدين (الحكم). | * سور تركز على الرد على المكذبين، إنهم يكذبون بيوم الحساب أو يوم الدين (الحكم). | ||
* التكذيب بيوم الدين هو الموضوع الأساسي لهذه الزمرة، | * التكذيب بيوم الدين هو الموضوع الأساسي لهذه الزمرة، | ||
سطر ٨٥: | سطر ١١٠: | ||
* طويلة ربك الرحمن: [[النبأ_ر|النباً (78)]]، [[الرحمن_ر|الرحمن (55)]]، | * طويلة ربك الرحمن: [[النبأ_ر|النباً (78)]]، [[الرحمن_ر|الرحمن (55)]]، | ||
− | =الجزء الرابع - قصص من طغى= | + | ==الجزء الرابع - قصص من طغى== |
* تركيب مواضيع جديدة على طبقة قديمة من الوعد والوعيد للإنسان المستكبر الذي يكذب بالدين (الأشقى) ولا يقوةم بأعمال أخلاقية | * تركيب مواضيع جديدة على طبقة قديمة من الوعد والوعيد للإنسان المستكبر الذي يكذب بالدين (الأشقى) ولا يقوةم بأعمال أخلاقية | ||
* سور الزمرة الخامسة تجمع الموضوعين السابقين وتضيف إليهما أمثلة من تكذيب الأمم لرسلها وعقاب الله لها. | * سور الزمرة الخامسة تجمع الموضوعين السابقين وتضيف إليهما أمثلة من تكذيب الأمم لرسلها وعقاب الله لها. | ||
سطر ٩٣: | سطر ١١٨: | ||
* ربك الله: [[النازعات_ر|النازعات (79)]] | * ربك الله: [[النازعات_ر|النازعات (79)]] | ||
− | =الجزء الخامس - يقولون رسول مجنون، ملائكة إناث= | + | ==الجزء الخامس - يقولون رسول مجنون، ملائكة إناث== |
* قول رسول كريم، ما هو بمجنون، نذير | * قول رسول كريم، ما هو بمجنون، نذير | ||
* المتقين، المجرمين، الذين كفروا، تتلى عليه آياتنا، يكذبون بيوم الدين | * المتقين، المجرمين، الذين كفروا، تتلى عليه آياتنا، يكذبون بيوم الدين | ||
سطر ١٠٦: | سطر ١٣١: | ||
* الله، طويلة: [[الصافات_ر|الصافات (37)]] | * الله، طويلة: [[الصافات_ر|الصافات (37)]] | ||
− | =الجزء السادس - يعبدون آلهة من دون الله= | + | ==الجزء السادس - يعبدون آلهة من دون الله== |
− | ==الزمرة الأولى - عصوا رسول ربهم، مع الله آلهة== | + | ===الزمرة الأولى - عصوا رسول ربهم، مع الله آلهة=== |
* ربك الله: [[الذاريات_ر|الذاريات (51)]]، [[الحاقة_ر|الحاقة (69)]]، [[نوح_ر|نوح (71)]]، [[الجن_ر|الجن (72)]]، | * ربك الله: [[الذاريات_ر|الذاريات (51)]]، [[الحاقة_ر|الحاقة (69)]]، [[نوح_ر|نوح (71)]]، [[الجن_ر|الجن (72)]]، | ||
* ربك الرحمن: [[ق_ر|ق (50)]]، | * ربك الرحمن: [[ق_ر|ق (50)]]، | ||
− | ==الزمرة الثانية - القرآن، الرحمن، عصوا الرسول، من دون الله، آياتنا== | + | ===الزمرة الثانية - القرآن، الرحمن، عصوا الرسول، من دون الله، آياتنا=== |
* سور أطول ومركبة | * سور أطول ومركبة | ||
* الله: [[سبأ_ر|سبأ (34)]]، [[المؤمنون_ر|المؤمنون (23)]]، [[الروم_ر|الروم (30)]]، | * الله: [[سبأ_ر|سبأ (34)]]، [[المؤمنون_ر|المؤمنون (23)]]، [[الروم_ر|الروم (30)]]، | ||
سطر ١٢٠: | سطر ١٤٥: | ||
* القرآن: [[طه_ر|طه (20)]]، [[يس_ر|يس (36)]]، | * القرآن: [[طه_ر|طه (20)]]، [[يس_ر|يس (36)]]، | ||
− | =الجزء الرابع - تلك آيات الكتاب، تنزيل، القرآن= | + | ==الجزء الرابع - تلك آيات الكتاب، تنزيل، القرآن== |
− | ==الزمرة الثامنة - يتخذون آيات الله هزوا، إني لكم رسول== | + | ===الزمرة الثامنة - يتخذون آيات الله هزوا، إني لكم رسول=== |
* "الرحمن" إضافة، | * "الرحمن" إضافة، | ||
* هناك مسافة بين القرآن، نزلنا القرآن، القرآن والكتاب، يتلوا عليكم آياته | * هناك مسافة بين القرآن، نزلنا القرآن، القرآن والكتاب، يتلوا عليكم آياته | ||
سطر ١٣٠: | سطر ١٥٥: | ||
* [[التغابن_ر|التغابن (64)]] أطيعوا الله ورسوله | * [[التغابن_ر|التغابن (64)]] أطيعوا الله ورسوله | ||
− | ==الزمرة التاسعة - قصص الأنبياء== | + | ===الزمرة التاسعة - قصص الأنبياء=== |
* [[إبراهيم_ر|إبراهيم (14)]]، [[لقمان_ر|لقمان (31)]]، [[القصص_ر|القصص (28)]]، [[النمل_ر|النمل (27)]]، [[الكهف_ر|الكهف (18)]]، [[يوسف_ر|يوسف (12)]]، | * [[إبراهيم_ر|إبراهيم (14)]]، [[لقمان_ر|لقمان (31)]]، [[القصص_ر|القصص (28)]]، [[النمل_ر|النمل (27)]]، [[الكهف_ر|الكهف (18)]]، [[يوسف_ر|يوسف (12)]]، | ||
* الرحمن: [[مريم_ر|مريم (19)]] | * الرحمن: [[مريم_ر|مريم (19)]] | ||
− | ==الزمرة العاشرة== | + | ===الزمرة العاشرة=== |
* [[فصلت_ر|فصلت (41)]]، [[الزمر_ر|الزمر (39)]]، [[هود_ر|هود (11)]]، | * [[فصلت_ر|فصلت (41)]]، [[الزمر_ر|الزمر (39)]]، [[هود_ر|هود (11)]]، | ||
* [[الشعراء_ر|الشعراء (26)]] أفضل سور القصص، تلك آيات الكتاب | * [[الشعراء_ر|الشعراء (26)]] أفضل سور القصص، تلك آيات الكتاب | ||
− | ==الزمرة الحادية عشرة - محاججة من جعل مع الله آلهة، دعوة إلى دين أهل الكتاب== | + | ===الزمرة الحادية عشرة - محاججة من جعل مع الله آلهة، دعوة إلى دين أهل الكتاب=== |
* [[العنكبوت_ر|العنكبوت (29)]] لا تجادلوا أهل الكتاب، | * [[العنكبوت_ر|العنكبوت (29)]] لا تجادلوا أهل الكتاب، | ||
* [[فاطر_ر|فاطر (35)]]، [[النحل_ر|النحل (16)]] الذين هاجروا | * [[فاطر_ر|فاطر (35)]]، [[النحل_ر|النحل (16)]] الذين هاجروا | ||
* طوال: [[الأنعام_ر|الأنعام (6)]]، [[الأعراف_ر|الأعراف (7)]] النبي الأمي (معترضة) | * طوال: [[الأنعام_ر|الأنعام (6)]]، [[الأعراف_ر|الأعراف (7)]] النبي الأمي (معترضة) | ||
− | ==الزمرة - سبح لله == | + | ===الزمرة - سبح لله === |
− | =الجزء الخامس - جزء التشريع والقتال= | + | ==الجزء الخامس - جزء التشريع والقتال== |
− | ==الزمرة الثانية عشرة - مشاكل مع الذين آمنوا== | + | ===الزمرة الثانية عشرة - مشاكل مع الذين آمنوا=== |
* [[الصف_ر|الصف (61)]] فقط للذين آمنوا، يقاتلون، أرسله بالهدى، المشركون | * [[الصف_ر|الصف (61)]] فقط للذين آمنوا، يقاتلون، أرسله بالهدى، المشركون | ||
* [[النور_ر|النور (24)]]، فقط للذين آمنوا، الزانية | * [[النور_ر|النور (24)]]، فقط للذين آمنوا، الزانية | ||
سطر ١٥٥: | سطر ١٨٠: | ||
* [[النساء_ر|النساء (4)]]، يا أهل الكتاب | * [[النساء_ر|النساء (4)]]، يا أهل الكتاب | ||
− | ==الزمرة الثالثة عشرة - يا أهل الكتاب== | + | ===الزمرة الثالثة عشرة - يا أهل الكتاب=== |
* أعتقد أن السور الطوال كلها مركبة من أقسام غير مترابطة | * أعتقد أن السور الطوال كلها مركبة من أقسام غير مترابطة | ||
* [[المائدة_ر|المائدة (5)]]، | * [[المائدة_ر|المائدة (5)]]، | ||
سطر ١٦١: | سطر ١٨٦: | ||
* [[البقرة_ر|البقرة (2)]] ر | * [[البقرة_ر|البقرة (2)]] ر | ||
− | ==الزمرة الخامسة عشرة - القتال== | + | ===الزمرة الخامسة عشرة - القتال=== |
* [[البينة_ر|البينة (98)]]، [[الحشر_ر|الحشر (59)]]، الذين كفروا من أهل الكتاب | * [[البينة_ر|البينة (98)]]، [[الحشر_ر|الحشر (59)]]، الذين كفروا من أهل الكتاب | ||
* [[الفتح_ر|الفتح (48)]] محمد رسول الله | * [[الفتح_ر|الفتح (48)]] محمد رسول الله | ||
− | ==الزمرة - يا أيها النبي== | + | ===الزمرة - يا أيها النبي=== |
* [[الممتحنة_ر|الممتحنة (60)]]، [[الحجرات_ر|الحجرات (49)]]، | * [[الممتحنة_ر|الممتحنة (60)]]، [[الحجرات_ر|الحجرات (49)]]، | ||
* [[الأنفال_ر|الأنفال (8)]]، [[الطلاق_ر|الطلاق (65)]]، [[التحريم_ر|التحريم (66)]]، | * [[الأنفال_ر|الأنفال (8)]]، [[الطلاق_ر|الطلاق (65)]]، [[التحريم_ر|التحريم (66)]]، |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٢:٢٢، ١٣ نوفمبر ٢٠٢٢
محتويات
- ١ أفكار حول ترتيب السور
- ٢ معايير الترتيب في أجزاء وزمر
- ٣ التصنيف المقترح
- ٣.١ غير مصنف
- ٣.٢ الجزء الأول - أدعية ورقى
- ٣.٣ الجزء الثاني - الحساب والجزاء
- ٣.٤ الجزء الثالث - يكذب بيوم الدين
- ٣.٥ الجزء الرابع - قصص من طغى
- ٣.٦ الجزء الخامس - يقولون رسول مجنون، ملائكة إناث
- ٣.٧ الجزء السادس - يعبدون آلهة من دون الله
- ٣.٨ الجزء الرابع - تلك آيات الكتاب، تنزيل، القرآن
- ٣.٩ الجزء الخامس - جزء التشريع والقتال
أفكار حول ترتيب السور
فرضيات واصطلاحات أساسية
- الجغرافيا القرآنية: لأسباب كثيرة لن نعرضها هنا، سنفترض أن جنوب بلاد الشام وشمال الحجاز هي الوسط الجغرافي "لنزول" القرآن.
- كاتب أو كتاب: سنفترض، ودون إثبات، أن آيات القرآن ليست من صياغة شخص واحد وإنما عدة أشخاص (سنعبر عنه أو عنهم "بالكاتب القرآني/الكاتب"، وأحيانا سنجع القرآن نفسه الكاتب فنقول "القرآن يرد أو يخاطب")، في عدة مناطق جغرافية محصزرة ضمن الجغرافيا القرآنية، وفي مراحل زمنية مختلفة.
- الكتابة: سنتابع التقليج في الدلالة على كتابة السورة أو الآية بتعبير "النزول". الكاتب القرآني يعتقد بالنزول والوحي، وهذا ما سنعتمده في الحديث عن كتاب سور وآيات القرآن.
- الطبقات التحريرية: سنفترض، ودون إثبات، أن سور القرآن مرت من الكاتب القرآني إلى "المحرر" (عدة أشخاص)؛ وبالتالي فإنه يمكن لأية سورة أم يكون فيها عدة طبقات من التحرير.
- النساخ: وهذا لا يحتاج إثبات فإن هجاء الكلمات في القرآن يختلف من سورة إلى أخرى، وبالتالي فإننا نتعامل هتا مع عدد من النساخ (نعبر عنهم "بالناسخ"). لكل واحد منهم أسلوبه في الهجاء وأخطاؤه الهجائية.
- المخاطَب: لن نفترض أن المخاطَب في القرآن هو الرسول الإسلامي محمد. "قل" أو "أرأيت" أو "اصبر" ليست موجهة لشخص واحد محدد وإنما للمخاطَب، والذي قد يكون المستمع غير الفاعل أو المخاطَب المدعو إلى الفعل. وسندلل على هذا الشخص "بالمخاطَب".
- الرسول: يتحدث القرآن باستفاضة وعلى طول سوره عن شخصية يسميها بالرسول أو رسول الله. وهو يطلب من المؤمنين اتباعه والإيمان به وإطاعته ويطلب من المكذبين التصديق به وبرسالته. لا نعرف إذا كان هناك رسول واحد أو عدة رسل (منطقة واحدة أو عدة مناطق، مرحلة واحدة أو عدة مراحل). سنشير إلى هذه الشخصية القرآنية بكلمة "الرسول". ولن نفترض أن الكاتب القرآني هو نفسه الرسول. ولن نفترض أن المخاطَب هو نفه الرسول. القرآن يستخدم عدة أصوات في السورة الواحدة.
- المؤمنون والكفار: يتعامل الرسول مع طرفين: المؤمنون وهم أتباعه والمطيعون له، والكفار وهم المكذبون له والهازؤون به. ولذلك سنستخدم نفس الكلمات للتعبير عن الشخصيات القرآنية الأخرى، أي "الكفار" "والمؤمنون".
- القرآن كتاب جدال: القرآن ليس كتاب حكمة (رغم وجود آيات حكمة)، وليس كتاب تشريع (رغم وجود آيات تشريع)، وليس أسطورة (رغم وجود قصص وأساطير الأولين). إنه بالمكان الأول كتاب جدال بين الإله ورسوله وبين مجموعة من المكذبين والكافرين الذين يحاول القرآن جذبهم إلى جانب الرسالة، فإذا رفضوا فإنه يعدهم بالعذاب الأليم الأزلي. بالطبع فإن المحافظة على المؤمنين والمصدقين هو هدف غير معلن، لكن الجزاء الحسن الموعود والحجيث عن مرتدين ومنافقين يشير إلى أن جماعة المؤمنين ليست مضمونة مائة بالمئة. إذن الهدف هو دعوي أيديولوجي، حيث يسوق القرآن الحجج المختلفة لإقناع المؤمنين بالطاعة والجزاء الحسن وإقناع النكذبين بالعذاب الأليم الذي ينتظرهم بما قد يدفعهم نحو التصديق والدخول في حظيرة الإيمان والطاعة.
أفكار أولية
- الترتيب حسب النزول: عندما حاولت للمرة الأولى أن أكتشف التسلسل الزمني لنزول السور، رتبتها حسب الزعم الموجود في مقدمة كل سورة تحت عنوها. فمثلاً نجد العبارة المعتادة التالية "سورة س نزلت قبل سورة ع". لكن هذا التسلسل لم يكن مرضياً لي حسب ما بينت في موضع آخر. كما لم يكن مرضياً لكثير من الباحثين قبلي. وأما الإستعانة بالنصوص المسماة أسباب النزول فلم تؤد إلى أية نتيجة جوهرية، فهذه الروايات لا تعدو كونها أخباراً مختلقة وملحقة بالسيرة النبوية.
- تعابير لغوية-دينية ناضجة: إن كثيراً من التعابير والحجج المستخدمة في الجدل القرآني ليست من اختراع الكاتب القرآني، بل كانت موجودة من قبل. ولا بد أن دعاة المسيحية واليهودية قد اسخدموها في دعوتهم للوثنيين العرب لجذبهم إلى الديانتين التوحيديتين. فبعض التعابير القرآنية هي ترجمة أو إستعارة من الجدالات المسيحية-اليهودية أو المسيحية-الوثنية، خاصة وأن وسط (نجد) وغرب (الحجاز) الجزيرة العربية إلى سيناء كانا لا يزالان وثنيين وكانا وجهة للعديد من دعاة المسيحية واليهودية. لا بل إن كثيراً من العرب كانوا قد تنصروا أو تهودوا منذ زمن، وكانت لهم معابدهم، التي لا أشك أن العربية كانت لغة بعض طقوسها إن لم تكن لغة كل طقوسها. هذا عدا عن الطقوس الوثنية التى كانت تقام بالعربية فقط. ما أريد قوله هو أن العربية في زمن النزول كانت لغة دينية حضرية، إضافة إلا كونها لغة بدوية شعرية. ولذلك نقول للأستاذ طه حسين لا تعجب أن القرآن مختلف عن الشعر الجاهلي كما تختلف لغة الجريدة اليوم عن لغة الشعر الشعبي.
عامل الزمن
- عامل الزمن في الجدال: ثم فكرت أن القرآن كما يصف نفسه ليس إلا (ذكراً)، فهو إذاً إما موعظة وتذكرة أو جدال مع خصوم ومحاولة لكسبهم إلى حظيرة الإيمان بشتى أسليب المحاورة والجدل. فإذا كان هذا صحيحاً، وكأي جدال بين طرفين على نقيضين من الرأي، فلا بد لكل طرف، ومع مرور الزمن، أن يغير من حجته وأسلوب عرضه. كما أن مفاهيم الطرفين وأفكارهما لا بد أن تنضج وتتبلور مع طول الجدال أيضاً. وكما يبين القرآن، فإن الكفار كانوا يتحدّون الرسول باتهامات وأسئلة كثيرة متغيرة. كما اتهموه بالجنون والكهانة والشعر والسعي في الأسواق وتكرار أساطير الأولين. وسألوه عن الخلق وموعد يوم القيامة وصفة جهنم وقصة ذي القرنين. وفي كل مرة كان القرآن يرد عليهم مكرراً بعض الحجج وسائقاً حججاً جديدة. وفي كل مرة تبرز في الجدال حجة قوية محبوكة في جملة محمّلة بالمعاني المؤثرة. إذن، إذا كان جدال الطرفين يتبدل مع الزمن في بعض النواحي التعبيرية، وإذا كان الجوهر ذاته، فكيف نكتشف عامل الزمن في هذا التغيّر؟ وإذا اكتشفنا الزمن فكيف نكتشف إتجاهه؟ أي كيف نعرف أن تغيراً معيناً طرأ بعد أو قبل تغير آخر؟ ظهر لي واضحاً بعد فترة أن كثيراً من لغة القرآن وتعابيره قد وصلت مرحلة النضج قبل نزول السور، وما كان على الطرفين إلا أن يضعا موضع الإستعمال أسراباً من التعابير والمصطلحات التي كان الطرفان كلاهما يعرفانها.
- عامل الزمن في مفهومي الكتاب والإيمان: ثم استوقفتني الآية 52 من سورة الشورى حيث تقول (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ) وما أفهمه هنا هو أن الرسول لم يكن يعرف "ما الكتاب" قبل أن يبينه الله له. ولكن التوراة "كتاب الله" كانت معروفة، فما الجديد إذاً في مفهوم "الكتاب" الذي لم يكن للرسول به علم؟ إنه كتاب الحكمة الإلهية (الأحكام والتشريعات والأوامر والنواهي؛ حياة الناس والقدر ليست إلا قرارات إلهية). إذن أصل إلى صميم فكرتي وهو التالي: إذا كانت محاولاتي السابقة لترتيب السور زمنياً لم تجد نفعاً لأن ما حسبته متغيراً (أي بعض الكلمات والتعابير) وحاملاً لأثر الزمن لم يكن كذلك؛ وإذا كان مفهوما "الكتاب" و"الإيمان" هما المتغيران الحقيقيان، فلم لا أجرب ترتيب السور حسب تطورهما أو تطور صيغ عرضهما في السور المختلفة.
- عامل الزمن في مراحل رسالة: لن نستخدم السيرة المحمدية في بحثنا ولذلك لن نجلب عامل الزمن من السيرة لإسقاطه على القرآن. بالنسبة لنا السيرة لاحقة للقرآن ومبنية عليه وليس العكس.
عوامل أخرى
- القراءة المسرحية - إبراز الصوت والجدل والجهارة: عندما قرأت القرآن كاملاً لأول مرة، وكان ذلك في غضون خمسة، أيام خطر لي خاطر لا يزال يرافقني إلى الآن بعد مرور زمن طويل على هذه الحادثة. الخاطر هو أن القراءة التجويدية التي يقوم بها شخص واحد لا تؤدي المعنى ولا الأثر المطلوبين، لأن المتكلم/المخاطِب والمخاطَب يتغيران أكثر من مرة في مسافة عدة آيات؛ هذا عدا عن تغير الراوي والشخص موضوع الحديث. فمرة يكون الأسلوب سردياً بصيغة الغائب (هو/هي/هم/هن) ثم يصبح تقريرياً بصيغة المتكلم (أنا/نحن) ثم خطابياً موجهاً إلى شخص أو أكثر (أنتَ/أنتما/أنتم/أنتن)؛ وهذا ما نسميه الصوت (الصوت التقريري والصوت الخطابي). وهذا طبيعي إذا ما نظرنا إلى الآية 51 من سورة الشورى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) فالمخاطِب إذن هو الوحي وأحياناً الله نفسه، والمخاطَب هو الرسول أو المؤمنون أو خصومهم، وأحياناً يُطلَب من الرسول أن يتكلم باسمه وهو الطلب المعبَّر عنه بكلمة (قل). وأخيراً فإن مقاطع كثيرة في القرآن ما هي إلى حوارات بين شخصيات القصة فنوح يتكلم وإبراهيم كذلك بصيغة (أنا) وقومهما يتكلمون بصيغة (نحن). والحالة هذه، تخيلت السورة نصاً مسرحياً لا يمكن فهمه إلا إذا قرأه عدة أشخاص فيما يشبه الحوار أو الجدال، وأحياناً في بعض المواضع كأداء فردي (مونولوج).
- المعنى السرياني لقكلمة قرآن: ما دفعني لتخيل هذه الطريقة الأدائية لإظهار المعنى والأثر في المستمع هو كلمة قرآن. زعم كثيرون من الباحثين الغربيين أن الكلمة إستعارة من السريانية، وهذا لا ضير فيه فقد عرف القدماء إستخدام القرآن لكثير من الكلمات غير العربية فهو لم يكونوا في معزل عن جيرانه وأبناء مدنهم الآراميين والسريان. وأنا في الحقيقة أقرّ هذا الرأي لأن الأفكار لا توجد في فراغ والناس في اتصال دائم وتبادل للأفكار والمفردات. هذا يعني أن نفهم القرآن كنمط من الأداء الشعائري الذي هو أداء جهوري لبعض الصلوات والمواعظ والإقتباسات من الكتب المقدسة مثل الإنجيل والتوراة. وهذا يؤدي بنا إلى نتيجتين: الأولى هي أن كلمة القرآن لم تكن إلا وصفاً لما يتلوه المسلمون والمسيحيون في صلواتهم وطقوسهم وليست مقصورة على الكتاب الإسلامي المقدس الذي نسميه اليوم القرآن؛ أي أن قرآن هو نمط أدبي ديني مرتبط بالشعائر وليس القراءة الفردية الصامتة. ولذلك نرى في سورة الشورى الآية 7 (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا) فكلمة القرآن جاءت هنا نكرة غير محددة لتعبر عن النوع العام لا عن العنصر المحدَّد. ونرى هذا أيضاً بوضوح عندما طلب جبريل من المخاطَب أن "يقرأ" ولم يطلب منه أن يتلو أو يردد في سريرته أو يكتب. والثانية هي أن القرآن لا يوجد دون جهارة الملقي (أو الملقون) ودون المستمع، أي دون التواصل مشافهة. وهذا يقودنا إلى فكرتي الأخيرة وهي أن الشفاهة سبقت الكتابة والأفضل أن أقول هنا التسطير (الخط) في القرطاس. فلا داعي لأن نفهم فعل "كتب" كما يرد في القرآن على أنه دلالة على التسطير (الخط) بالقلم والقرطاس فقط، ولا يجب تبعاً لهذا أن نفهم "الكتاب" كما يرد آلاف المرات في القرآن على أنه القرآن الذي نزل على الرسول بالتحديد.
بنية السورة القرآنية
- الموضوع الأحادي أو البسيط: وهو ما تتحدث عنه كتلة متتالية من الآيات التي نسميها النمط.
- النمط أو كتلة الآيات: رغم أن النمط الأدبي العام للقرآن يشبه سلسلة الخواطر وبالتالي فإن القفز من موضوع إلى آخر ممكن جداً، إلا أنه من الملاحظ أن مجموعة من الأيات المتجاورة ستعالج موضوعاً واحداً. مثال ذلك: خلق الإنسان، مشهد يوم الحشر، مشهد الحساب، قصص الأنبياء، وصف الكافرين، وصف المؤمنين. سنمي الكتلة من الآيات التي تتحدث عن موضوع واحد "نمطاً". في الحقيقة فإن الكتلة الواحدة هي أيضاً نمط أدبي واحد، مثل: التذكير بالخلق، الوعد والوعيد، مشاهد درامية من قصص الأنبياء.
- الموضوع الجدالي: وهو مجموعة من الأنماط، أو المواضيع الأحادية، التي تؤدي غاية جدالية واحدة.
- القسم: القسم في السورة الواحدة هو مجموعة الآيات التي تعالج موضوع جدالي واحد. وهي أيضاً تؤطر الموضوع من حيث أن لها مقدمة ووسط ومؤخرة. المقدمة والمؤخرة لا يشيران إلى موضوع القسم بالضرورة.
- القسم الثانوي: إنه مجموعة من الآيات التي لها بنية القسم (أي مقدمة ووسط ومؤخرة) لكنها تحتوي على نمط واحد فقط أو على مجموعة أنماط تعالج موضوعاً مرتبطاً ارتباطا ما (شعوريا، جداليا) بموضوع القسم الأعلى.
- الآيات الإنتقالية: هي آية واحدة أو مجموعة قصيرة من الآيات التي تفصل بين قسمين. وليس من الضروري أن تعالج هذه الآيات أياً من الموضوعين التي تفصل بينهما. أنها عادة تكون آيات تقريرية من نمط "الله عليم بذات الصدور" أو "الإنسان مخلوق جحود" أو "الساعة قادمة لا محالة من ذلك"
- القسم المركب: القسم الواحد قد يكون مركباً من مجموعة من الأقسام الثانوية والأنماط والآيات الإنتقالية. وللقسم المركبة عادية مقدمة خاصة ومؤخرة خاصة.
- السور متعددة المواضيع: السور القصيرة والمتوسطة تعالج عادة موضوعاً جدالياً واحدا من خلال قسم واحد أو قسم مركب واحد. لكن السور الأطول والطويل تعالج مجموعة من المواضيع غير المترابطة. وهذا قد يكون من خلال تجميع مجموعة من الأقسام البسيطة أو المركبة. السورة الطويلة الوحيدة ذات الموضوع الواحد هي سورة يوسف.
معايير الترتيب في أجزاء وزمر
- إنه تصنيف وليس ترتيب: بما أنه ليس هناك محور خطي نضع عليه الآيات، فإننا سنجمع المتشابهات منها في أجزاء وزمر. وهذا يعني بأننا نصنف ولا نرتب. ولن ندعي أننا نرتب السور والآيات حسب زمن النزول. فكما أوضحنا أعلاه، هذه المحاولة لم تنجح بسبب نضج المواضيع والمفاهيم والتعابير المستخدمة (استخدمنا النضج كمؤشر على الزمن).
- تصنيف موضوعي: إن التصنيف الذي نقترحه أدناه يعتمد على افتراض أن كل سورة لها على الأقل موضوع جدالي أساسي. وهذا يفترض أيضاً مجموعة من المفاهيم والمصطلحات والأنماط التي تدور في فلك هذا الموضوع. السور التي تخوض في نفس الموضوع سنجعلها في جزء مستقل. وسنقسم هذا الجزء إلى زمر تبعاً لتركيز المواضيع الثانوية والمفاهيم والمصطلحات.
- الأبسط فالمركب: سنبدأ بالسور القصيرة وذات الموضوع الواحد (قسم واحد بسيط)، ثم سننتقل إلى السور ذات القسم الواحد لكن المحتوي على عدة أنماط. ثم إلى السور ذات الأقسام المركبة. م إلى السور المتعددة المواضيع. وهذا يعني أن الجزء س قد يستخدم المواضيع والمصطلحات التي استخدمها الجزء عين السابق في الترتيبنا على الجزء س.
- قائمة المواضيع والمصطلحات: في كل زمة أو جزء سنشير إلى المواضيع الجدالية التي تعالجها السور، وإلى المفاهيم والمصطلحات المستخدمة.
- الطبقات التحريرية: إذا وجدنا في سورة ما من جزء س موضوعاً قد صنفناه مع جزء ع لاحق على س، فإننا سنعتبر هذا الموضوع تدخلاً من المحرر القرآني. أي أننا سنعتبره موضوعاً مقحما.
- المعترضة: الطبقة التحريرية قد تقتصر على كلمة أو جملة أو آية أو اثنتين يتم إقحامها في قسم. الغرض من ذلك ربما هو اثبات قدم أيديولوجيا متأخرة أو اثبات تطابق أيديولوجيتين. مثلا سنجد أن كلمة الرحمن مقحمة في كثير من السور للتدليل على أيديولوجيا أن الله والرحمن شيء واحد. كيف نكتشف المعترضة؟ إنها زائدة (مثلا تفسير لكلمة)، أو خارجة عن السياق، أو مخالفة لاستخطدام اصطلاحي (مثلا يتخذون من دون الرحمن آلهة مخالفة للاستخدام الأكثر شيوعاً في القرآن وهو يتخذون من دون الله آلهة).
التصنيف المقترح
غير مصنف
- غير مصنف: الحديد (57)، المجادلة (58)
- غير مصنف: القدر (97)، النصر (110)
- الله: الإخلاص (112)، الفاتحة (1)،
- المسد (111)،
- بدون: العصر (103)،
- المطففين (83)، المعارج (70)، الملك (67) الرحمن،
- الكافرون (109)
- الله: البروج (85)
- الله: المزمل (73)، يقاتلون في سبيل الله
الجزء الأول - أدعية ورقى
- ليس فيها إيمان أو تكذيب أو قيامة أو ثواب أو عقاب أو شرك أو كفر
- ليس فيها الذي آمنوا، أو الذي كفروا، أو المتقين
- ليس فيه اعبدوا الله
- ليس فيها أهل الكتاب، أو رحمن أو قرآن أو قصص أو دين
- ليس فيها رسول، أو قرآن، أو كتاب أو ذكر أو تذكير
- لا تنتقص من الإنسان، لا توعد وتتوعد، إيجابية بشكل عام
الزمرة الأولى - أدعية
- ربك: الفلق (113)، الناس (114)،
الزمرة الثانية - رقى
- ربك: الكوثر (108)، الشرح (94)، الضحى (93)،
الزمرة الثالث -
- ربك: الفيل (105)، قريش (106)،
الجزء الثاني - الحساب والجزاء
- سور الزمرة الأولى البعث والحساب
- وسور الزمرة الثانية الحساب والجحيم
- الثواب والعقاب يوم القيامة يقوم على أمور أخلاقية وليس على أمور عقدية خلافية
الزمرة الأولى - البعث والحساب
- ربك: الزلزلة (99)، العاديات (100)،
الزمرة الثانية - الحساب والجحيم
- بدون: القارعة (101)، الهمزة (104)، التكاثر (102)،
- ربك الله: الإنسان (76)،
الجزء الثالث - يكذب بيوم الدين
- سور تركز على الرد على المكذبين، إنهم يكذبون بيوم الحساب أو يوم الدين (الحكم).
- التكذيب بيوم الدين هو الموضوع الأساسي لهذه الزمرة،
- ويلحقه منطقياً وصف ذلك اليوم بما فيه من إحياء وحساب وجزاء.
- التذكير، الإنذار
- لا ذكر لرسول
- بدون: الماعون (107)، عبس (80)، البلد (90)،
- ربك الله: العلق (96)، الأعلى (87)، الإنشقاق (84) قرآن
- ربك: الليل (92)،
- الله: الغاشية (88)، التين (95)، الإنفطار (82)،
- بدون: الطارق (86)،
- طويلة بدون: المرسلات (77)
- طويلة ربك: القيامة (75)، الواقعة (56)،
- طويلة ربك الرحمن: النباً (78)، الرحمن (55)،
الجزء الرابع - قصص من طغى
- تركيب مواضيع جديدة على طبقة قديمة من الوعد والوعيد للإنسان المستكبر الذي يكذب بالدين (الأشقى) ولا يقوةم بأعمال أخلاقية
- سور الزمرة الخامسة تجمع الموضوعين السابقين وتضيف إليهما أمثلة من تكذيب الأمم لرسلها وعقاب الله لها.
- الله: الشمس (91)،
- ربك: الفجر (89)،
- ربك الله: النازعات (79)
الجزء الخامس - يقولون رسول مجنون، ملائكة إناث
- قول رسول كريم، ما هو بمجنون، نذير
- المتقين، المجرمين، الذين كفروا، تتلى عليه آياتنا، يكذبون بيوم الدين
- شركاء، الملائكة أناث
- ذكر
- رب العالمين
- القصص
- الله: التكوير (81)، المدثر (74)، النجم (53)،
- ربك: القلم (68)، القمر (54) قرآن
- ربك الله: الطور (52)،
- الله، طويلة: الصافات (37)
الجزء السادس - يعبدون آلهة من دون الله
الزمرة الأولى - عصوا رسول ربهم، مع الله آلهة
- ربك الله: الذاريات (51)، الحاقة (69)، نوح (71)، الجن (72)،
- ربك الرحمن: ق (50)،
الزمرة الثانية - القرآن، الرحمن، عصوا الرسول، من دون الله، آياتنا
- سور أطول ومركبة
- الله: سبأ (34)، المؤمنون (23)، الروم (30)،
- ربك الرحمن: الرعد (13)،
- الله الرحمن: الأنبياء (21)، الإسراء (17)
- تنزيل: غافر (40) يجادلون بآيات الله، يدعون من دونه، الأحقاف (46)، الزخرف (43)، الفرقان (25) (أخلاق المؤمنين)
- القرآن: طه (20)، يس (36)،
الجزء الرابع - تلك آيات الكتاب، تنزيل، القرآن
الزمرة الثامنة - يتخذون آيات الله هزوا، إني لكم رسول
- "الرحمن" إضافة،
- هناك مسافة بين القرآن، نزلنا القرآن، القرآن والكتاب، يتلوا عليكم آياته
- هذا مرتبط بـ "الذين يكذبون بآيات الله"
- يتخذون آيات الله هزوا - تنزيل الكتاب: السجدة (32)، الجاثية (45)،
- يتخذون آيات الله هزوا - تلك آيات الكتاب: الشورى (42) بداية الجدل مع أهل الكتاب، الدخان (44)، يونس (10)،
- يتخذون آيات الله هزوا - القرآن ذي الذكر: الحجر (15)، ص (38)،
- التغابن (64) أطيعوا الله ورسوله
الزمرة التاسعة - قصص الأنبياء
- إبراهيم (14)، لقمان (31)، القصص (28)، النمل (27)، الكهف (18)، يوسف (12)،
- الرحمن: مريم (19)
الزمرة العاشرة
- فصلت (41)، الزمر (39)، هود (11)،
- الشعراء (26) أفضل سور القصص، تلك آيات الكتاب
الزمرة الحادية عشرة - محاججة من جعل مع الله آلهة، دعوة إلى دين أهل الكتاب
- العنكبوت (29) لا تجادلوا أهل الكتاب،
- فاطر (35)، النحل (16) الذين هاجروا
- طوال: الأنعام (6)، الأعراف (7) النبي الأمي (معترضة)
الزمرة - سبح لله
الجزء الخامس - جزء التشريع والقتال
الزمرة الثانية عشرة - مشاكل مع الذين آمنوا
- الصف (61) فقط للذين آمنوا، يقاتلون، أرسله بالهدى، المشركون
- النور (24)، فقط للذين آمنوا، الزانية
- الحج (22)، هاجروا وقتلوا
- محمد (47)، للذين آمنوا فقط، قتال، نزل على محمد
- المنافقون (63)،
- الجمعة (62)،
- النساء (4)، يا أهل الكتاب
الزمرة الثالثة عشرة - يا أهل الكتاب
- أعتقد أن السور الطوال كلها مركبة من أقسام غير مترابطة
- المائدة (5)،
- آل عمران (3) ما محمد، النبي
- البقرة (2) ر
الزمرة الخامسة عشرة - القتال
- البينة (98)، الحشر (59)، الذين كفروا من أهل الكتاب
- الفتح (48) محمد رسول الله
الزمرة - يا أيها النبي
- الممتحنة (60)، الحجرات (49)،
- الأنفال (8)، الطلاق (65)، التحريم (66)،
- الأحزاب (33) ما كان محمد، النبي
- التوبة (9)، المشركون ربما من أهلالكتاب