«معوقات التعارف عند المسلمين»: الفرق بين المراجعتين
Alimohdasaad (نقاش | مساهمات) (←المعوق الاول: عدم التطبيق (افتراق الفعل عن القول)) |
Alimohdasaad (نقاش | مساهمات) (←المعوق الثاني: النظرة النرجسية عند المسلم لنفسه) |
||
سطر ٨: | سطر ٨: | ||
==المعوق الثاني: النظرة النرجسية عند المسلم لنفسه== | ==المعوق الثاني: النظرة النرجسية عند المسلم لنفسه== | ||
تتجلى هذه النظرة بالمعتقدات التالية: | تتجلى هذه النظرة بالمعتقدات التالية: | ||
− | - المسلم طاهر وغيره إما نجس أو عليه ما عليه من الرجس فلا يصل إلى مصاف المسلم | + | |
− | - المسلم يدخل الجنة وإنْ كان عاصياً بعدما يأخذ نصيباً من العذاب | + | - المسلم طاهر وغيره إما نجس أو عليه ما عليه من الرجس فلا يصل إلى مصاف المسلم |
− | - الكافر لا يُقبل منه عمل مهما كان نقياً ومخلصاً | + | |
− | - المسلم لا يصلي على ميت إنْ لم يعرف أنه مسلم خوفاً من أن يصله شيء من الرحمة الإلهية | + | - المسلم يدخل الجنة وإنْ كان عاصياً بعدما يأخذ نصيباً من العذاب |
+ | |||
+ | - الكافر لا يُقبل منه عمل مهما كان نقياً ومخلصاً | ||
+ | |||
+ | - المسلم لا يصلي على ميت إنْ لم يعرف أنه مسلم خوفاً من أن يصله شيء من الرحمة الإلهية | ||
+ | |||
+ | فكيف يتعارف المسلم بهذه النرجسية مع غير المسلمين؟ | ||
==المعوق الثالث : أسلوب الدعوة== | ==المعوق الثالث : أسلوب الدعوة== |
مراجعة ١٨:١٩، ١٩ يونيو ٢٠٢٢
بقلم محمد عباس عبدالله
قراءة في كتاب الدولة التعارفية - معوقات التعارف عند المسلمين
المعوق الاول: عدم التطبيق (افتراق الفعل عن القول)
يُخشى أن يصيب "التعارف" ما أصاب أفكاراً أخرى جاء بها الإسلام وركّز عليها كثيراً لكن المسلمين لم يلتزموا بها ولم تتحول عندهم إلى سلوكيات ثابتة والأمثلة كثيرة جداً. منها النظافة (النظافة من الإيمان) والتسامح والمساواة وعدم التمييز العنصري (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) والحريات و دور العلم والعقل (اطلبوا العلم ولو في الصين). واليوم يتحدث الكتاب عن الاسلام باعتباره "دين التعارف" فهل سيكون هذا استثناء؟ هل سيطبِّق المسلمون التعارف منهجاً وسلوكاً في حياتهم فيكون التزامهم به استثنائياً أم يجعلونه أيضاً قولاً من غير فعل فيمقتون الله وهو القائل ﴿كبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾ (الصف – 13) لعلَّها مراهنة على الأجيال الشابة والقادمة وخاصةً إذا سادت ثقافة التعارف وحلَّتْ محل التنافر والتعصب بين المسلمين أنفسهم ومع غيرهم أيضاً.
المعوق الثاني: النظرة النرجسية عند المسلم لنفسه
تتجلى هذه النظرة بالمعتقدات التالية:
- المسلم طاهر وغيره إما نجس أو عليه ما عليه من الرجس فلا يصل إلى مصاف المسلم
- المسلم يدخل الجنة وإنْ كان عاصياً بعدما يأخذ نصيباً من العذاب
- الكافر لا يُقبل منه عمل مهما كان نقياً ومخلصاً
- المسلم لا يصلي على ميت إنْ لم يعرف أنه مسلم خوفاً من أن يصله شيء من الرحمة الإلهية
فكيف يتعارف المسلم بهذه النرجسية مع غير المسلمين؟
المعوق الثالث : أسلوب الدعوة
أدوات المسلم ظلَّتْ في حيز الأسلوب التقليدي كالمحاضرات والمؤتمرات التي يكتب فيها الموضوع بشكل متكلَّف ويلقى على الجمهور دون روح. وكثيراً ما يكون في إطار المجاملة والنفاق .بينما تجد فناناً شهيراً يجمع أكبر عدد من شتات الأرض ومن مختلف الأعراق والألوان والأديان في حفلاته يؤدون معه رقصات مليونية. وكذلك تفعل بعض البرامج التلفزيونية. يحتاج المسلمون اليوم طريقة عملية وأسلوباً ناجعاً لنشر وتطبيق التعارف فيما بينهم ومع الشعوب الأخرى.
المعوق الرابع : التمسك بالرسالة العملية كواجب شرعي
إنَّ تمسك أتباع الديانات ومنهم المسلمين سنةً وشيعة بما يسمونه الرسالة العملية الشرعية – التي تأسر وتُشرنِق التابعين لها أي تضعهم في شرنقة – سيمنعهم من التعارف كواجب ديني لأنَّ هذا التمسك يجعلهم جماعات مغلقة. كأّنْ يتعلَّمَ المسلمون من الرسالة العملية للفقيه مثلاً - أنَّ الكافر والمخالف لهم في المذهب نجسٌ وفاسقٌ ولا يجوز الجلوس معه على مائدته لوجود محرمات وأمور كثيرة أخرى. ما يعني أنه لابد من إلغاء بعض ما في الرسالة العملية كمقدمة ضرورية للتعارف.
المعوق الخامس: رجل الدين
رجل الدين له مكانة عالية ومرموقة في المجتمعات الإسلامية وإنْ كان جاهلاً إذ يكفيه لباسه وهيئته ليمارس نفوذاً مميزاً في عقول المسلمين. إنَّ انتشار ثقافة التعارف يفقده بشكل عام مكانته وجمهوره وبالتالى لن يكون عاملاً إيجابياً في نشر مثل هذه الفكرة.
المعوق السادس
قوة الغرب الهائلة علمياً واعلامياً وعداوته الشديدة للإسلام والمسلمين من جهة، وضعف المسلمين وتخلف منهجهم الخطابي من جهةٍ أخرى يشكلان معاً عائقاً فعلياً أمام التعارف.
كلمة أخيرة
أمانةً أقول: إن الفكرة عميقة ومتشعبة وفيها سد لكثير من الثغرات وقدَّمها الكاتب بصياغة جيدة. ونظراً لأهمية الفكرة لابد من معرفة فن تسويقها عالمياً في زمن لا يقرأ فيه الناس إلا قليلاً.
يكشف الكتاب عن وجود تركيز ذهني لدى الكاتب وذلك بفعل المعاناة، معاناته كباحث عن مخرج من مأزق.
لقد توسَّعَ الكاتب في الحديث عن التعارف والعُرْف الذي سيكون دستوراً للدولة لكنه لم يستشهد بقول الله ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (الأعراف – ١٩٩) إلا بشكلٍ عابر في الصفحة ٦٢ علماً أن الآية تضع العرف في مرتبة التنزيل .
أتفق مع ما ورد في الكتاب عن دور العُرْف في بريطانيا، ويبدو أنها أكثر دولة ينطبق عليها الدستور التعارفي. فهل يكون هذا سرُّ بقائها ناجحة إلى هذا اليوم؟ وتأتي إيران في المرتبة الثانية بحكم الطريقة الحوزوية في النقاش وطريقة اتخاذ القرار ومن ثم مبادئ الدستور، لكن ذلك لايزال على مستوى محدود في إيران.
ذكر الكاتب – نقلاً عن الناشط محمود المصري في فقرة "التحديث" – أن العادل أو العدل اسم من أسماء الله الحسنى والواقع أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بالعدل أو العادل. له المشيئة المطلقة يفعل ما يشاء ولا يُسأل عما يفعل. تسع وتسعون إسماً من أسماء الله الحسنى والعادل ليس منها لا تنزيلا ولا نقلا لحديث. لكن الله سبحانه وتعالى يحاسبنا بالعدل في اطار ما أعطانا من وعي أو إدراك مضافا اليه وجود الاختيار. ليس للعدل معنى إلا في اطار الاختيار والإدراك . إن الإدراك ووجود الاختيار هما مساحة المسؤولية ومن دونهما يُرفَعُ القلم. يرى كل إنسان أنَّ العدالة هي أن يملك كل شيء في الدنيا لنفسه، ولكن لوجود آخرين ينازعونه المُلك قَبِل بالتوزيع المبني على أسس مُتَّفقٌ ومُتعارَفٌ عليها.
أخيراً، لابد من القول أن المجهود جيد والفكرة قد تصبح بوصلة جديدة للمجتمع الانساني بشكل عام عاجلاً ام آجلاً، لأن تطور الفكر الانساني سينتهي حتماً إلى شيء من هذا القبيل. وأستشهد هنا بقول الله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (الأنبياء ٢١ – ١٠٥). وقد قال سبحانه (عبادي الصالحون) وليس المؤمنون. أي أن الانسان سيصل إلى بر الأمان يوماً ما بنوعه العام وليس الخاص بالضرورة .
الكاتب
محمد عباس عبدالله – مهندس كهرباء – باحث في الفيزياء والحسابات الفلكية – دولة الكويت