«تاريخ المدينة في الشرق الأوسط»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(13 أيلول، 2016 - النظرة النقدية لأساطير المدينة العربية)
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
 
Iyad Rayane
 
Iyad Rayane
 
ذكرتني باحد المعارف "المسأفين" من دمشق يللي اكتشف مخيم اليرموك وهو كبير وتفاجأ بوجود سيارات في المخيم!
 
ذكرتني باحد المعارف "المسأفين" من دمشق يللي اكتشف مخيم اليرموك وهو كبير وتفاجأ بوجود سيارات في المخيم!
[[تصنيف:الإستشراق]]
+
[[تصنيف:كتاباتي حسب الموضوع]]

مراجعة ٢٠:٣٠، ١٧ أبريل ٢٠٢٢

3 أيلول، 2016 - تاريخ المدينة في الشرق الأوسط

مقالة محمد الربيعو تاريخ المدينة في الشرق الأوسط

شكراً استاذ محمد الربيعو على هذه المراجعة القيمة. من الصعب مراجعة كتاب مؤلف من مقالات لكتاب مختلفين بمواضيع مختلفة. وكان خيارك لمحور واحد خياراً صائباً وعملياً. إن موضوع المدن وتنظيمها وعلاقتها بالمجتمع وثقافته موضوع مثير حقاً وللأسف فهو من أقل المواضيع تواتراً في أدبيات الكتاب والمثقفين العرب. لقد أصبحت الجغرافية الثقافية جزءاً من العلوم الإجتماعية وقدمت مصدراً مهماً للمعلومات والتحليل الإجتماعي الماكروي. ولا يجب أن نهمل ذكر المشروع الألماني (منذ 2006) لإعادة تنظيم حلب القديمة، ومحاولات سابقة في دمشق أيضاً. ويجدر بالذكر دراسة حديثة للباحث Daniel Neep بعنوان إستعمار سوريا تحت الإنتداب الفرنسي (Occupyin Syria under the French Mandate) حيث يدرس الكاتب العلاقة بين الإستعمار والإعمار أي بين محاولة إخضاع المجتمع وفرض السيطرة وبين التنظيم الحضري للمدينة وريفها المحيط. هناك عدة دراسات عن العمارة الفرنسية في المستعمرات والتي تم تحويلها إلى مخابر لتجربة النظريات العمرانية- السلطوية الجديدة في المدرسة المعمارية الفرنسية. لي ملاحظة أخيرة. لا يزال الباحثون الغربيون متعلقين بمفهوم "المدينة الشرقية" أو المدينة الإسلامية" مع أنه مفهوم استشراقي تم نقده. لا توجد مدينة إسلامية بل توجد مدن يسكنها مسلمون. إن الجمع بين أنقرة وإسلام أباد وحلب في كتاب واحد مجحف ومشتت. إلا إذا كان هذا الجمع من باب المقارنة. وربما تكون المقارنة ممكنة بين مدن غير مسلمة ومدن مسلمة تشترك ببعض الصفات أنجع من مقارنة مدن لمجرد أن مسلمين يسكنونها. وعلى فكرة ليس الموضوع اختصاصياً إلى هذه الدرجة إذ ليس من الضروري أن يكون الباحث معمارياً ليكتب في هذا المضمار.ويمكن للكثير من المهتمين الكتابة عن صفات حضرية هامة مثل التوزع الطائفي في المدن، التنظيم الحضري بعد حزب البعث، العشوائيات وأحزمة الفقر، الضواحي وإعادة إنتاج الطبقة الوسطى المدينية، مباني الضباط وإنتاج طبقة جديدة، الجمعيات السكنية والإختلاط الإجتماعي، المدينة القديمة وأحزمة البيوت الحديثة، أسواق الحميدية وبرنامج التنمية في أواخر الدولة العثمانية، كلها مواضيع ممكن ومغنية للحوار.

11 أيلول، 2016 - النظرة النقدية لأساطير المدينة العربية

النظرة النقدية لأساطير المدينة العربية

الأخ محمد تركي الربيعو لا يكل ولا يمل وعم يسبب قلق للباحثين والكتاب لأنه كل يوم بمقالة جديدة !!!! شكراً على المقالة وعلى جذب الإنتباه إلى هذا الإتجاه الجديد في الدراسات الغربية عن الشرق الأوسط وخاصة مصر. في الحقيقة لا أعرف من هؤلاء الباحثين إلا بول عمار وذلك بمحض الصدفة لأنه كان أستاذا حيث حضرت للدكتوراه. ويمكن وصفه بالأثنولوجي بسبب المنهج البحثي الذي يتبعه. لكنه بالتحديد باحث في المجال حيث يتقاطع القانون والسوسيولوجيا، أي في تأثير القانون على المجتمع وتأثير المجتمع على القانون. وهو أستاذ في قسم يسمى القانون والمجتمع، وهو نوع جديد من الأقسام ينتمي إليها باحثون يجمعون العلوم السياسية ودراسة القانون والسوسيولوجيا، أي في نقطة تقاطع المجتمعي والمؤسساتي. بول عمار من أصول مغربية (من ناحية الأب على ما أعتقد) وكانت أطروحة الدكتوراه تبعه على ما أعتقد دراسة مقارنة بين عسكرة قوات الشرطة في البرازيل ومصر. هناك نقاط تقاطع كبيرة بين ريو دي جانيرو والقاهرة من ناحية الحجم والعشوائيات والفقر والجريمة والإنقسام الطبقي والفساد الحكومي وتصاعد عنف الأمن والشرطة وتوجه الدولة للتعامل مع المجتمع على أساس أمني ينظر إلى الفقر على أنه مرتع للجريمة التي يجب معالجتها بالقوة وليس بالتدخل المجتمعي وتحسين ظروف الحياة (أسلوب أمريكي أيضاً). والجديد في باحثين مثل بول عمار وزملائه ليس فقط أنهم ينظرون إلى المدينة الميتربوليتانية على أنها جسم عضوي ضخم يجب تحليله باستخدام أدوات جديدة، وليس فقط أنهم يولون أهمية للعلاقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة، بل أنهم الوحيدون الذين يعيشون مع المجتمع، الوحيدون الذين يذهبون إلى الأحياء الفقيرة أو المتوسطة ويعيشون مع الناس وليس فقط مع عينات محدودة متواجدة غالياً في الجامعة الأمريكية.

دائماً ننتقد الدراسات الغربية وقصور نظرتها للمجتمعات العربية وتجذر هذه النظرة في الماضي الإستعماري للغرب في الشرق الأوسط. لكن هناك أيضاً أسباب عملية لقصور هذه النظرة، فبكل بساطة هي نظرة الغريب الذي لا يعرف المدينة ولا الثقافة ولا اللغة وينتهي به المطاف بأن يعيش في أحياء السفارات الغنية ويرتاد المراكز الثقافية الغربية ويحصل على معلوماته من الطبقات العربية الغنية أو المستغربة أو من الأقليات المسيحية أو من سواقين التاكسي، نعم من سواقين التاكسي وهذه أزمة مضحكة ومعروفة لجميع الباحثين. وللأسف فإن نظرة الغربي لا تختلف كثيرتً عن نظرة النخب العربية التي أصابتها حالو إنفصام عن مجتمعاتها ثقافة ولغة ونظرة. لا يجرؤ أي باحث غربي على التواصل مع مجتمع الطبقات الوسطى والفقيرة أو مجتمع المدن الصغيرة والأرياف. 

أولاً لأن اللهجات العربية تستعصي عليهم (كل مدينة ومنطقة لها لهجة، وكل دولة لها محكية خاصة أو عدة محكيات) فهم يتعلمون العربية الفصحى في بلدانهم ثم يسافرون إلى القاهرة غالباً ليقضوا سنة في تعلم العامية المصرية (لهجة القاهرة) ويقضون معظم أوقاتهم في الجامعة الأمريكية بين مصريين يتكلمون الإنكليزية أو بين أمريكيين أو أوروبيين يرتادون نفس الأماكن والبارات والمطاعم. ثانياً، هناك الزنطارية، نعم الغربي عندما يصل إلى مصر يصاب بزنطارية شديدة (اختلاف الجراثيم، وتلوث المياه والخضار) تستمر أكثر من شهر ويفقد معها الشخص ربع او ثلث وزنه. فإذا كانت منحة الباحث تكفي لسنة أو سنتين وسيقضي شهراً أو شهرين مريضاً وعدة أشهر ليتعلم اللهجة المحلية ويعتاد على التنقل في مدينة ليس لها خريطة وركوب مواصلاتها العامة أشبه بألعاب الجمباز فلماذا يقضي ما تبقى من الوقت يسكن في شقة متهالكة في حي نصف فقير بين طبقات من المجتمع غريبة عنه أو عنها ثقافياً إلى حد بعيد. ثالثاً، هناك خوف من المجتمعات المسلمة وأيضاً احتقار مبطن للثقافة الإسلامية التي تبدو غريبة عنهم ولا يرون فيها إلا اضطهاد النساء والتطرف الديني والإرهاب. ليس من السهل التخلص من سنوات من الإعلام والتعليم المدرسي والتعليم الجامعي من أجل التواصل غير المنحاز مع المجتمع العربي. في النهاية هم لا يدرسون هذا المجتمع ليساهموا في تطويره وإنما يدرسونه كأية مهنة أو ليساعدوا دولهم على بناء سياسات إقتصادية وسياسية مع البلدان العربية نافعة لهم. في النهاية، إنه إنتاج للمعرفة من أجل أغراضهم العملية وليس من أجل أغراضنا. لا يمكن أن نلومهم، فهذا طبيعي، لا أحد يتعذب ليتعلم ثقافة غريبة من أجل سواد عيون هذه الثقافة. ولذلك أصر دائماً على ضرورة إنتاج معارف سوسيولوجية عربية عن المجتمعات العربية ومعارف عربية عن المجتمعات الغربية. نحن نحب نظرية المؤامرة لأنها تبرر جهلنا وعجزنا ودائماً نلومهم على إنتاج معرفة منحازة. طيب هل قرأتم الأدبيات الإسلاموية أو العربية بشكل عام عن الغرب، إنها مليئة بالصور النمطية وبعيدة كل البعد عن التواصل الحقيقي مع المجتمعات الغربية. هذا طبيعي، التواصل بين الثقافات ليس بالأمر السهل. ومع ذلك فإن المعرفة التي ينتجونها عن مجتمعاتنا أحسن بمئات المرات عما ننتجه نحن عن مجتمعاتنا. وأترك هنا جانباً هاماً أشار إليه الأخ محمد وهو الإعلانات السياحية والكتابات الصحفية. إنها كارثة بحد ذاتها يشترك فيها الغرب والعرب معاً فنحن نرسم أنفسنا بصور نمطية من أجل السياحة ونبيعها لهم. في هذا الزمن فإن نظرية المؤامرة والعداء الأعمى للغرب على الطريقة القومية أو الإخونجية قراران ينمان عن جهل وليس عن موقف شريف ضد الإضطهاد. أن تكون دولة عالم ثالث أو عاشر ليس من عمل الغرب، إنها منظومة أنت تقرر إذا كنت فيها الضعيف أو القوي وليست قدراً محتوماً.

Iyad Rayane ذكرتني باحد المعارف "المسأفين" من دمشق يللي اكتشف مخيم اليرموك وهو كبير وتفاجأ بوجود سيارات في المخيم!