«الذكورة في المجتمع السوري»: الفرق بين المراجعتين
(أنشأ الصفحة ب'=22 آذار، 2016-تقديس الأمومة= أشعر أحياناً أن تقديس الأمومة في مجتمعنا هو الوجه الآخر لتحجيم الم...') |
(←22 آذار، 2016-تقديس الأمومة) |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
=22 آذار، 2016-تقديس الأمومة= | =22 آذار، 2016-تقديس الأمومة= | ||
أشعر أحياناً أن تقديس الأمومة في مجتمعنا هو الوجه الآخر لتحجيم المرأة. لا يحترم المجتمع من النساء إلا القديسة التي لا جنس لها والتي نسميها الأم. دائماً نعلي من شأن الصبر والتضحية (الزوجة المعذبة) والحضن الحنون (الأم المغذية لأطفالها). عيد الأم قد يكون عيد ذكوري نرجسي. لكن يبدوأن السيدات يرضين بالقليل. | أشعر أحياناً أن تقديس الأمومة في مجتمعنا هو الوجه الآخر لتحجيم المرأة. لا يحترم المجتمع من النساء إلا القديسة التي لا جنس لها والتي نسميها الأم. دائماً نعلي من شأن الصبر والتضحية (الزوجة المعذبة) والحضن الحنون (الأم المغذية لأطفالها). عيد الأم قد يكون عيد ذكوري نرجسي. لكن يبدوأن السيدات يرضين بالقليل. | ||
+ | |||
+ | Ahmad Nazir Atassi | ||
+ | كل المجتمعات تكرم الأم لكن يجب أن نفهم هذا التكريم ضمن المنظومة الإجتماعية لكل حالة. وهذا لا يعني أن التحليل أعلاه ينطبق على كل إنسان بشكل فردي وإنما أقترح أن هناك حالة إحصائية حيث تكريم الأم في نمتمعنا هو تكريم لدور واحد يتطابق مع المرأة بشكل عام وهو دور الأم. هذا الدور وكل تفرعاته (زوجة أخت حبيبة بنت) كلها تصب في دور "نبع الحنان" الأمومي وهذا هو الدور الوحيد المقبول إجتماعياً. طبعاً الربيع هو عيد الخصوبة والتجدد وهذا ما أعنيه بأن دور المرأة ينحصر في الإنجاب والتربية. أما عن رضى السيدات بالقليل فهذا هو الواقع ولا يناقض ما قلته في البداية لأن السيدات في المجتمع جزء من المنظومة الذكورية ويساهمن في إعادة إنتاجها وتأبيدها. كم أم طلبت من أبنتها الصبر والإبتعاد عن الطلاق، كم أم طلبت من ابنتها أن تتعود على زوجها، كم أم قتلت ابنتها لأنها تزةجت خارج الطائفة، وكم أم أعطت ابنتها للرجل غير المناسب وقالت لها قسمة ونصيب، كم أم فضلت ابنها على ابنتها، كم أم قالت لولدها لا تكن جباناً وخليك رجال. انتقادي ليس فقط للمجتمع بوصفه ذكور وإنما للمجتمع بأكمله ذكوراً وإناثاً. لا أزعم أنها الحقيقة ولا أزعم أن ما قلته هو الرأي الوحيد لكنه ملاحظة قد تكون صحيحة في حالات كثيرة. | ||
[[تصنيف:كتاباتي حسب الموضوع]] | [[تصنيف:كتاباتي حسب الموضوع]] |
مراجعة ١٧:٢٩، ٣ أغسطس ٢٠٢٠
22 آذار، 2016-تقديس الأمومة
أشعر أحياناً أن تقديس الأمومة في مجتمعنا هو الوجه الآخر لتحجيم المرأة. لا يحترم المجتمع من النساء إلا القديسة التي لا جنس لها والتي نسميها الأم. دائماً نعلي من شأن الصبر والتضحية (الزوجة المعذبة) والحضن الحنون (الأم المغذية لأطفالها). عيد الأم قد يكون عيد ذكوري نرجسي. لكن يبدوأن السيدات يرضين بالقليل.
Ahmad Nazir Atassi كل المجتمعات تكرم الأم لكن يجب أن نفهم هذا التكريم ضمن المنظومة الإجتماعية لكل حالة. وهذا لا يعني أن التحليل أعلاه ينطبق على كل إنسان بشكل فردي وإنما أقترح أن هناك حالة إحصائية حيث تكريم الأم في نمتمعنا هو تكريم لدور واحد يتطابق مع المرأة بشكل عام وهو دور الأم. هذا الدور وكل تفرعاته (زوجة أخت حبيبة بنت) كلها تصب في دور "نبع الحنان" الأمومي وهذا هو الدور الوحيد المقبول إجتماعياً. طبعاً الربيع هو عيد الخصوبة والتجدد وهذا ما أعنيه بأن دور المرأة ينحصر في الإنجاب والتربية. أما عن رضى السيدات بالقليل فهذا هو الواقع ولا يناقض ما قلته في البداية لأن السيدات في المجتمع جزء من المنظومة الذكورية ويساهمن في إعادة إنتاجها وتأبيدها. كم أم طلبت من أبنتها الصبر والإبتعاد عن الطلاق، كم أم طلبت من ابنتها أن تتعود على زوجها، كم أم قتلت ابنتها لأنها تزةجت خارج الطائفة، وكم أم أعطت ابنتها للرجل غير المناسب وقالت لها قسمة ونصيب، كم أم فضلت ابنها على ابنتها، كم أم قالت لولدها لا تكن جباناً وخليك رجال. انتقادي ليس فقط للمجتمع بوصفه ذكور وإنما للمجتمع بأكمله ذكوراً وإناثاً. لا أزعم أنها الحقيقة ولا أزعم أن ما قلته هو الرأي الوحيد لكنه ملاحظة قد تكون صحيحة في حالات كثيرة.